رمضان في “صور” قديمًا : قوانين صارمة وعقوبات للمخالفين

متابعة : علي الداؤودي
بين دفاتر الماضي التي تحفظ في طياتها تفاصيل تاريخية وشهادات حية عن شخصيات بارزة وأحداث منسية ، نجد وثائق تسلط الضوء على ملامح الحياة القديمة ، خاصة في شهر رمضان المبارك ، حيث كان الالتزام بآداب الشهر الفضيل أمرًا مقدسًا.
إحدى هذه الوثائق النادرة تعود إلى تاريخ 28 شعبان 1380هـ، الموافق 15 فبراير 1961م، وهي إعلان تنظيمي خاص بشهر رمضان المبارك أصدره والي صور آنذاك ، السيد ماجد بن تيمور بن فيصل ، يفرض فيها إجراءات صارمة لضمان احترام حرمة الشهر الكريم.
نص الوثيقة:
جاء في الوثيقة التي حملت توقيع الوالي ما يلي:
من ماجد بن تيمور (إعلان شهر رمضان المبارك) إلى كافة من يراه:
نُعلمكم أنه ممنوع تناول المأكولات في المقاهي نهارًا ، كما يُمنع ضرب الملاهي مثل السناطير ، والراديوات ، والطبل ، والزمر ، وغيرها ، سواء في النهار أو الليل. وكل من يُشاهد يأكل علنًا أو يُدخن ، يتم تسليمه للوالي ويعاقب بالضرب ، حتى يكون عبرةً لغيره.
هذه الوثيقة التاريخية تعكس مدى حرص المجتمع آنذاك على الحفاظ على قدسية رمضان ، حيث لم يكن مجرد شهر للصيام ، بل كان هناك التزام اجتماعي صارم ، وكانت السلطات المحلية تفرض العقوبات على المخالفين لضمان الامتثال.
العقوبات وتطبيق النظام
وفقًا لهذه التعليمات ، كان أي شخص يُضبط وهو يتناول الطعام أو يدخن في نهار رمضان يتم تسليمه إلى مقر الوالي ليتم تنفيذ العقوبة عليه ، والتي كانت الضرب ، كوسيلة ردع لمنع انتشار المخالفات وضمان احترام تعاليم الشهر الفضيل.
هذه الوثيقة وغيرها من الشواهد التاريخية تفتح لنا نافذة على نمط الحياة في تلك الفترة ، وتوضح كيف كان المجتمع متماسكًا في الحفاظ على القيم الدينية والاجتماعية ، مستخدمًا القوانين والتشريعات لضبط السلوك العام.
خاتمة
رغم تطور المجتمعات وتغير أساليب تطبيق القوانين ، إلا أن هذه الوثائق تبقى شاهدًا على الماضي ، وتذكرنا بكيفية تعايش الأجيال السابقة مع شهر رمضان وفق مفاهيم الالتزام والاحترام الصارم.