ثقافة وفن

وفاة المغنية الأيرلندية المسلمة “شهداء” .. سابقاً ” Sinéad O’Connor”

هرمز نيوز : وكالات

Advertisement

توفيت المغنية الأيرلندية وكاتبة الأغاني المسلمة “شهداء” سابقاً “شنيد أوكونور” عن عمر ناهز 56 عاماً ، ونقلت الإذاعة الوطنية الأيرلندية (RTE) نعي العائلة “ببالغ الحزن نعلن وفاة محبوبتنا شنيد” ، وفي تعليق لرئيس الوزراء الأيرلندي “ليو فاردكار” عبر تويتر قال : “أنا آسف جدا لسماع نبأ وفاة شنيد أوكونور” ، مضيفاً : “كانت موسيقاها محبوبة في جميع أنحاء العالم وموهبتها لا مثيل لها ولا تضاهى”.

كما نَعَى “معهد فهم الشرق الأوسط” الأمريكي المغنية في تغريدة عبر تويتر بقوله : “سخرت شنيد أوكونور صوتها الصادح لخدمة النضال العالمي ضد الاضطهاد ، من وطنها أيرلندا حتى الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وفي فلسطين. لم تخف أبدًا من قول الحقيقة بوجه السلطة ، بغض النظر عن العواقب. سنفتقدها”.

Advertisement

المغنية الإيرلندية المسلمة 2

وكتب روب ووكر : “لقد ماتت شنيد أوكونور. كانت شجاعة وصريحة وجريئة. عُرفت بانتقادها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لإساءة معاملة الأطفال وتمزيق صورة البابا في ذلك الوقت. تسبب هذا الفعل بجدلٍ حينها ، لكنها كانت محقة”.

وأشار الصحفي باري مالون إلى ذلك الأمر بقوله : “بعد مرور ثلاثين عام ، لم تفقد هذه اللحظة الرائعة أيًا من قوتها. كانت شنيد تحتجّ على التستر على الجرائم الجنسية من قبل الكنيسة الكاثوليكية. تخيلوا الشجاعة التي تحلّت بها للقيام بذلك على الهواء مباشرة على التلفزيون الأمريكي. وكانت محقة طوال الوقت”.

وغرد الكاتب والباحث الفلسطيني رمزي بارود : “لقد ماتت شنيد أوكونور. سنتذكرها دائمًا لشجاعتها وإصرارها وأخلاقها وقولها الحقيقة بوجه السلطة ، ولصوتها الملائكي”.

وبدوره ، نعاها القانوني والباحث في شؤون “الإسلاموفوبيا” ، خالد بيضون ، في منشورٍ مطوّل ، قال فيه : “مع تصاعد ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في جميع أنحاء أوروبا ، قالت شنيد : “إذا كرهني شخص ما كمسلمة ، فإن ذلك سيزيد صمودي”.

وتابع: “أكثر ما أعجبني في شنيد هو شخصيتها الثابتة. لقد رفضت اتّباع المظاهر الفاسدة لثقافة البوب والشهرة ، رافضة إخفاء عمق نضالاتها ، لتذكيرنا بأن الظهور بعيوبك لهو إشارة على كمال إنسانيتك”.

المغنية الإيرلندية المسلمة 3

وأضاف : “لو كان بإمكانها ، لكانت شنيد – التي غيرت اسمها لـ “شهداء” بعد أن أصبحت مسلمة ، اعترضت على نعي الوسائل الإعلامية لها الآن ، والتي تتغاضى عن هويتها الإسلامية أو تمحوها ، وتنشر صورها وهي حليقة الرأس كما كانت في التسعينيات بدلاً من الحجاب الذي لفته حول رأسها حتى يومها الأخير”.

بداية “شنيد” كانت من الشوارع والحانات في دبلن ، وفي سن الـ20 ، انتقلت إلى لندن وسجلت ألبومها الأول عندما كانت حاملا بطفلها الأول ، وقد طلبت منها شركة الإنتاج حينها باعتماد مظهر أنثوي أكثر ، مما أثار استياءها.

وفي الثمانينيات والتسعينيات اجتاحت “شنيد” عالم الغناء في العالم بصوتها الفريد وطبعها الناري ورأسها الحليق ، خصوصا بعد صدور أغنيتها الشهيرة “لا شيء يقارن بك” (Nothing Compares 2 U) ، والتي أذهلت النقاد ، واختيرت كأفضل أغنية بالعالم ، ووصلت مبيعاتها إلى أكثر من 7 ملايين نسخة.

وبخلاف الأغنية الشهيرة عرفت “أوكونور” بمواقفها الاجتماعية والسياسية الجريئة ومن ذلك تضامنها مع فلسطين ، ومن أبرز تصريحاتها : “لا يوجد أي شخص عاقل ، بما في ذلك نفسي ، لا يُكنّ داخله سوى التعاطف مع محنة الفلسطينيين. لا يوجد أي شخص عاقل على وجه الأرض يقبل بأي شكل من الأشكال ، ما ترتكبه السلطات الإسرائيلية”.

المغنية الإيرلندية المسلمة 4

وأثارت دعوة “أوكونور” للظهور في مهرجان “مشاركة القدس : عاصمتان لدولتين”، ، غضب الإسرائيليين اليمينيين الذين أرادوا تعزيز الاحتلال الإسرائيلي على الأحياء الشرقية في القدس ، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 ، وتم تهديدها بالقتل ، وأعلنت الجماعة اليهودية المتعصبة “الجبهة الأيديولوجية” مسؤوليتها عن التهديدات بالقتل.

وقالت أوكونور في رسالة مفتوحة إلى بن غفير  إنه “شعر بالشماتة بشأن نجاحه في منع ظهوري”. وسألته : “كيف يمكن أن يكون هناك سلام في أي مكان على الأرض إذا لم يكن هناك سلام في القدس؟” على حد قولها ، وانتهت رسالتها بتحذير بن غفير : “الله لا يكافئ أولئك الذين يجلبون الرعب إلى أطفال العالم. لذا لم أنت لم تنجح في أي شيء إلا في إفشال روحك”.

كما عرفت “أوكونور” بموقفها السياسي ضد الكنيسة الكاثوليكية ، إذ دعت طوال سنوات لإجراء تحقيق موسع في دور الكنيسة في قضية التستر على إساءة معاملة الأطفال من قبل رجال الدين.

وفي العام 2018 اعتنقت الإسلام وغيرت اسمها إلى “شُهداء صداقات”. ، وكتبت على تويتر : “أُعلن أنني فخورة بكوني مسلمة”، واعتبرت الإسلام “النتيجة الطبيعية لكل رحلة دين ذكية” ، وأضافت “كل دراسة للكتاب المقدس تؤدي إلى الإسلام”.

وعندما لبست الحجاب ، سألها أحد الصحفيين عن الحجاب قالت : “أرتديه لأنني أحبه. بالنسبة لي ، ارتداء الحجاب يماثل ارتدائي للصليب سابقًا ، إنه عبارة عن تعريف بنفسي بأنني مسلمة وجزء من عائلة”.

المصدر : الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى