ناصر عبد الحفيظ : تحية من القلب لفرسان المسرح في يومهم العالمي

كتب : سامر شعلان
في يوم المسرح العالمي ، أرفع أسمى التحيات والتقدير لزملائي فناني المسرح ، أولئك الذين جعلوا من الخشبة منصة للحلم ، ومن العروض وسيلة للتغيير ، ومن الفن رسالة حياة. كان المسرح ولا يزال أحد أعظم الفنون التي حملت هموم الشعوب ، وعبرت عن قضاياها ، وألهمت أجيالًا بالأمل والوعي والجمال.
رحلة عشق على خشبة المسرح
كانت رحلتي في المسرح المصري رحلة عشق حقيقية، مليئة بالتحديات والإبداع. ومن خلال فرقة المسرح المصري ، سعيت إلى تقديم أعمال تعكس واقع المجتمع وتطرح القضايا الجوهرية بأسلوب يمزج بين الترفيه والتوعية. فقدمت أعمالًا مثل “وجوه”، “متجوزين واللا..؟”، “الجوازة باظت”، “سلطان زمانه”، “قطط الشوارع”، وغيرها. لم تكن هذه العروض مجرد أعمال مسرحية ، بل كانت محطات في رحلة طويلة للبحث عن الحقيقة والجمال فوق خشبة المسرح.
دور المسرح وأهمية دعمه
المسرح كائن حي لا يزدهر إلا بجهودكم ، أنتم الجنود الحقيقيون: الممثلون، الكتاب، المخرجون، والتقنيون، الذين تعملون بصمت وتضيئون المسارح بفنكم رغم كل التحديات. أنتم من تبثون الحياة في المسرح، وتجعلونه مستمرًا ومؤثرًا.
في هذه المناسبة ، أوجه دعوة إلى وزارة الثقافة المصرية لدعم الفرق المسرحية المستقلة التي تعتمد على إنتاجها الذاتي وتحقق نجاحات تتخطى الحواجز الجغرافية. هذه الفرق أثبتت قدرتها على تقديم محتوى مسرحي هادف يعبر عن نبض الشارع المصري والعربي ، ويساهم في تنوير العقول وبناء الوعي. دعم المسرح ليس رفاهية ، بل ضرورة للحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز القوة الناعمة لمصر.
محطات بارزة في مشوار ناصر عبد الحفيظ المسرحي
يُعد الفنان والمخرج ناصر عبد الحفيظ من الشخصيات البارزة في المسرح المصري، سواء من خلال كتاباته النقدية والصحفية، أو كمؤلف ومخرج وممثل. قدم العديد من الأعمال التي عالجت قضايا اجتماعية هامة بأسلوب كوميدي غنائي استعراضي. ومن أبرز أعماله:
“وجوه”: تناولت قضايا التفكك الأسري والطلاق وآثارهما السلبية على المجتمع، وحصدت جوائز محلية ودولية.
“متجوزين واللا.؟”: تطرقت لقضايا الزواج والطلاق السريع بأسلوب كوميدي غنائي.
“الجوازة باظت”: ناقشت تأثير الطلاق على الأبناء، مع التأكيد على أهمية التفاهم بين الزوجين.
“سلطان زمانه”: عمل ساخر يتناول قضايا اجتماعية بأسلوب غنائي استعراضي، ويستعد ناصر عبد الحفيظ لطرح نصه في كتاب خلال المعرض الدولي للكتاب.
“قطط الشوارع”: عرضت على مسرح البالون، وسلطت الضوء على معاناة الأطفال المشردين.
“زي الفل”: ناقشت فساد رأس المال وتأثيره على المواطن العادي، إضافة إلى قضايا الشباب والهجرة غير الشرعية.
“شكشوكه”: عمل كوميدي اجتماعي عرض على مسرح الهوسابير.
“قطر الأحلام”: تناولت طموحات الشباب وعرضت على المسرح العائم.
“مأساة الحلاج”: من تأليف الشاعر صلاح عبد الصبور، وعُرضت على مسرح الطليعة، حيث شارك فيها كمخرج منفذ ومساعد مخرج وممثل.
المسرح بين المحلية والعالمية
ساهم ناصر عبد الحفيظ في جولات مسرحية محلية وعربية، حيث قدمت أعماله في عدة دول، مما عزز التبادل الثقافي والفني بين مصر والدول العربية. كما قدم ورشًا تدريبية بالتعاون مع جامعة النيل الأوروبية، لتطوير مهارات التمثيل والإخراج لدى الشباب، وإنتاج عروض مسرحية جديدة تثري الساحة الفنية.
المسرح.. حياة لا تموت
المسرح ليس مجرد فن، بل هو حياة تُعاش على الخشبة. إنه انعكاس للواقع ونافذة للأحلام، وهو القادر على إحداث التغيير في المجتمعات. في يوم المسرح العالمي، نجدد العهد على مواصلة الإبداع، وإضاءة خشبات المسرح بأعمال تترك أثرًا، وتلهم الأجيال القادمة.
كل عام وأنتم بخير.. كل عام والمسرح حي بكم وبإبداعاتكم.