من قتل حنش إلى القرنقشوه : عادات رمضانية في سلطنة عُمان

مسقط : هرمز نيوز

يعتبر شهر رمضان في المجتمعات الإسلامية شهرًا مميزًا يتسم بالخيرات والبركات، حيث تتجلى الروحانية وتعلو فيه الأجواء الدينية والروحانية. وبينما تتنوع العادات الرمضانية بين مختلف المجتمعات الإسلامية، يظل لهذه العادات سحر خاص يشد الجميع ويجعل لهذا الشهر طعماً مختلفاً. وعند تسليط الضوء على سلطنة عمان، نجد أن هذا البلد العريق يتمتع بمجموعة من العادات الرمضانية الأصيلة التي توارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.

عادات رمضانية متجددة

يمثل شهر رمضان فرصة لتوطيد الروابط الأسرية والاجتماعية، ويحتفظ العمانيون بعاداتهم التي تسهم في إحياء هذه الروح. ورغم أن العادات تتفاوت من محافظة إلى أخرى، إلا أن الختام واحد وهو المحافظة على الروح الطيبة والتسامح.

الشعبانية

في ولاية صور، يبدأ الاحتفال بالروح الرمضانية مبكرًا في منتصف شهر شعبان، حيث يخرج الأطفال في “يوم الشعبانية” وهو يوم 15 من شعبان. يرتدي الأطفال الملابس الجديدة ويجوبون الأحياء بأغاني تقليدية: “شعبانية، رمضانية، اعطونا حق الوقفة”، ليحصلوا على هدايا مالية تعبيرًا عن الفرح والاستعداد لقدوم رمضان.

قتل حنش

وفي صلالة، يتم الاحتفال بما يُسمى “قتل حنش”، وهو تعبير عن التخلص من سموم الغيبة والنميمة. يشمل هذا التقليد تجمع الأهل والأحباب في أجواء عائلية محمّلة بالمحبة والتعاون. يتم خلالها تحضير الأطعمة التقليدية وتوزيعها بين المشاركين، مما يعزز أواصر الترابط الاجتماعي ويعد من العادات المميزة في صلالة.

تبادل الأطباق

من عادات رمضان العمانية المنتشرة في كافة المحافظات هو تبادل الأطباق بين الجيران. مع تكبيرات رمضان وموعد الإفطار الجماعي في المساجد، تتعاون الأسر في تحضير الطعام وتقديمه للمساجد في صورة تكافل اجتماعي يعزز الروابط بين أفراد المجتمع.

التاجر الصغير

في منطقة الباطنة، تحظى فعالية “التاجر الصغير” باهتمام خاص في رمضان، حيث يشجع الأطفال على اكتساب مهارات التجارة عبر بيع وشراء المنتجات البسيطة في الأسواق المحلية بعد صلاة التراويح. ويتم تكريم الأطفال المبدعين في نهاية الشهر.

القرنقشوه

ومن أكثر العادات التي يترقبها الأطفال في شهر رمضان في محافظة مسقط هي عادة “القرنقشوه”. يخرج الأطفال بعد الإفطار حاملين أكياسهم، ليجوبوا المنازل يطلبون الحلويات والنقود، مرددين “قرنقشوه يا ناس أعطونا شوية حلوى”. وتعد هذه المناسبة فرحة كبيرة للأطفال، حيث تنشأ بينهم روح التعاون ويختلط الفرح بالتراث العماني الجميل.

تعزيز القيم الاجتماعية

يتميز رمضان في سلطنة عمان بجو من التعاون والمودة بين أفراد المجتمع. وتعتبر هذه العادات جزءاً من الهوية الثقافية العمانية التي تُغني التجربة الرمضانية وتُعزز من قيم التسامح والتعايش بين الجميع. يتجسد في هذا الشهر الفضيل الأمل والمحبة التي تشيع بين العمانيين، وتظل العادات الرمضانية محفورة في ذاكرة الجميع، تُربى الأجيال الجديدة على حب الشهر الكريم وارتباطهم العميق بهوية وطنهم.