مسيرة فقيه ورحلة عالم
بقلم : حمد بن صالح العلوي
قارئي العزيز…
أزكى تحية وسلاما ، وصباحك ومساءك خير ، وبوركت أوقاتك ، بكل تفاصيلها ، دقائقها ، وثوانيها ، وبوركت أيها المبارك في ساعاتك وجل أيامك، سلمك الله تعالى وحفظك، ودمت في نعمة وعافية وفي سلامة وهناء.
القارئ العزيز..
القراءة غذاء للعقل ، ومتعة فيما تقرأ ، خصوصا حينما تتجول عينيك بين السطور ، وتقرأ بل وأنت تستمتع ما تقرأ المفيد من الكلمات والعبارات ، التي كتبها الكاتب ودونها بين دفتي كتابه.
القارئ العزيز..
ذات مساء ، أخذت كتابا “مسيرة فقيه ورحلة عالم” وإلى أقرب أريكة، جلست وبدأت أقرأ…
قال الشيخ حمود بن حمد الغيلاني متحدثا عن كتابه “مسيرة فقيه ورحلة عالم”: قضيت بين الكتابة والتدوين عن حياة العالم الفقيه فضيلة الشيخ سعيد بن مبارك الغيلاني والمقابلات مع معاصريه ، تلامذته وزملاءه وأولاده ومحبيه ما يقارب خمس سنين.
وبين قائلا : وقد التقيت مع عدد من طلابه وبحثت عن مخطوطاته وأكثر اهتمامه، ومن بينها: التأليف في مجال المناهج الدراسية التي تحقق الأهداف المنشودة للمدرسة الصورية الدينية التي أنشأها في مدينة “صور” العُمانية.
والكتب المطبوعة بلغت سبعة كتب ، دمج أربعة منها في كتاب واحد أسماه “الدروس الأربعة” في مجال التوحيد والتجويد والفقه والفرائض ، أما عدد المخطوطات فقد بلغت ثلاثة عشرة مخطوطة والعلامة فضيلة الشيخ سعيد بن مبارك بن جويد الصوري شخصية غير عادية ، شهد ذلك كل من جالسه بأنه يتمتع ذكاء وفطنة.
وكتاب “مسيرة فقيه ورحلة عالم “في 562 صفحة في اثنى عشر فصلا.
بدأ المؤلف التعريف بالشيخ حسبه ونسبه ، ومناقبه وحكاياته وقصصه ، ورحلاته في طلب العلم في مدرسة سالمة الكثيرية في مدينة صور ومدينة الشحر باليمن ومدرستها ” مكارم الأخلاق”، ومدينة كراتشي بباكستان ومكة والتحاقه بمدرسة الصولتية مدة ٤ سنين حتى تفوق على زملائه وحصوله على المركز الأول ثم رحل إلى باكستان وعدد من الدول ومنها عدن والعراق وقطر وشرق أفريقيا.
في مدرسة سالمه الكثيرية درس مبادئ الحساب والقرآن الكريم واللغة العربية ثم سافر إلى اليمن وانتظم في مدرسة” مكارم الأخلاق” مدة سنتين بعدها رجع إلى عُمان وتعلم على يد والده علوم الحساب والفلك ليكون معاونا في أسفاره ليصبح “نوخذا” ثم سافر إلى باكستان وظل ستة أشهر في مسجد الميناء مستمعاً وقد لاحظ أحد المشائخ نبوغه وذكائه وسرعة بديهته قال له : أشير عليك أن تسافر إلى بلدك مستأذنا والدك بأن تكون طالبا في احدى مدارس مكة المكرمة وقال له ” أنت لم تخلق للتجارة والبحر والأسفار وإنما خلقت للعلم ، فارجع إلى بلدك عُمان ومن ثم إلى مكة المكرمة.
وفعلا وصل بحمد لله وتوفيقه وقال لوالده وفي نفسه خوف في عدم الموافقة” أرغب السفر إلى مكة لطلب العلم”.
بعد أن أتم كلامه ، وافق الوالد على ما طلب ابنه بلا تردد ، ودعا له بالبركة والتوفيق.
جهز الوالد لولده سفينة تقله إلى عدن ثم إلى جدة ثم إلى مكة ومكث في مكة ودرس في مدرسة “الصولتية” الفقه واللغة العربية والأمور الفلسفية وتفوق على أقرانه.
ثم رجع إلى عُمان وانضم مع معلمين مدرسة دار الفلاح (الغزالي) وبعد مدة أغلقت المدرسة ثم افتتح مدرسة خاصة وأسماها “المدرسة الدينية الصورية” ولظروف أغلقت المدرسة ورجع إلى المدينة المنورة واستقر فيها وبدأ بالتدريس في المسجد النبوي الشريف وزاويته المعروفة باسم ” زاوية سعيد الصوري” وموقعها عند باب جبريل والروضة ، وقد تتلمذ على يديه الكثير من الطلاب ، يأتون من كل مكان ، سواء كانوا من المملكة ، أم من بقية الأمصار، كانت دولا عربية وإسلامية، درسوا علوم القرآن الكريم، والتجويد، وحفظوا آياته، وتعرفوا على التفسير، ومعاني الكلمات التي يصعب فهمها، كذلك يتعلم الطلاب، التوحيد وعلوم الفقه واللغة العربية وتعرفوا على أسرارها، والحساب وأسراره، وغير ذلك من العلوم.
وفي نفس الوقت استأجر دكانا يبيع فيه الملابس الجاهزة وقسم آخر فيه الكتب، فيأتيه الطلاب من كل مكان .
توفي العالم والفقيه الشيخ سعيد بن مبارك بن جويد الغيلاني الصوري سنة عام 1969م ودفن في البقيع بالقرب من قبر سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.
القارئ العزيز..
جميلة القراءة، والأجمل أن تختار ما يفيد عقلك، ويستريح له قلبك وفؤادك، وما تميل به نفسك، وما تستواه ميولك واتجاهاتك.
دور المكتبات مليئة بالكتب ، وعلى الأرفف ، كم هائل من العناوين ، والأقسام، الأدب ، السير ، الديانات، التاريخ…
وعليك أن تختار ما يغذي عقلك من علوم.
القارئ العزيز..
لك خالص التحايا ، وحفظك الله ، وحفظ أولادك وبناتك.
و لنا لقاء مع كتاب آخر، في أمان لله.