GreatOffer
ثقافة وفن

لوحة “الدرس الأخير” للفنان أشرف كمال تُجسد مجزرة بحر البقر: صرخة فنية في وجه الجريمة

كتبت: سها البغدادي

Advertisement GreatOffer

برؤية تشكيلية عميقة وفكرة تنطلق من قلب المأساة، قدّم الفنان أشرف كمال، المخرج بالمركز القومي للسينما، عملًا فنيًا تعبيريًا بعنوان “الدرس الأخير”، مستلهمًا فكرته من الصحفية سها البغدادي، لتجسيد واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الطفولة والتعليم، وهي مجزرة مدرسة بحر البقر الابتدائية التي وقعت في 8 أبريل 1970.

اللوحة تمثل صرخةً فنية توثق الجريمة، وتؤكد على أن الذاكرة لا تموت، وأن الفن قادر على فضح البشاعة، وإحياء الوجع في قالب إبداعي يمزج بين الرمزية والانفعال البصري.

Advertisement

وصف اللوحة: مشهد الألم والبطولة

المحتوى البصري:

في المقدمة، أطفال غارقون في دمائهم، بعضهم بلا حراك، وآخرون يصرخون أو يتشبثون ببعضهم في هلع.

طفلة تتوسط اللوحة تصرخ في وجه السماء، وكأنها تنادي العالم لينتبه إلى الجريمة، لتكون رمزًا للبراءة المذبوحة.

تنتشر حولها كتب وكراريس مدرسية ممزقة، تشهد على درس لم يكتمل.

مبانٍ مدمرة تتراجع إلى الخلفية، تحكي عن أثر القصف والتدمير المتعمد.

أعلام مصرية شامخة وسط الركام، تردد: “لن ننكسر رغم الجراح”.

طائرات حربية تملأ السماء، تُسقط قنابلها على الأرض، في إشارة مباشرة للجاني.

إسعافات وشخصيات تركض في الخلفية توثّق لحظة الذعر والفزع.

الألوان:

الأحمر والبرتقالي يطغيان على اللوحة، ليمثّلا الدم والنار والانفجار.

في تباين مؤلم، تظهر ألوان الطفولة كالزهري والأزرق والأصفر، كأنها تحاول مقاومة الموت بالجمال.

الرمزية:

اللوحة تعبّر عن المفارقة الصارخة بين براءة الأطفال، وقسوة الحرب.

التوقيع المؤرخ في “8-4-2025” يربط الماضي بالحاضر، كنوع من التوثيق الحي ورسالة مفادها أن الجرح ما زال مفتوحًا.

المجزرة: جريمة موثقة بالدم والتاريخ

في صباح 8 أبريل 1970، وبينما كانت مصر تخوض حرب الاستنزاف ضد الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت طائرات الفانتوم الإسرائيلية مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة، الواقعة في قرية بحر البقر بمحافظة الشرقية.

تفاصيل المذبحة:

أُلقيت على المدرسة خمس قنابل وصاروخان، مما أدى إلى تدميرها بالكامل.

كانت المدرسة مكوّنة من طابق واحد، تضم عشرات الأطفال في فصولهم الدراسية.

الحصيلة:

30 شهيدًا من الأطفال.

أكثر من 50 جريحًا.

لم يكن هناك أي وجود عسكري في المدرسة، على عكس ما ادعته إسرائيل.

ردود الفعل: غضب وطني وتعاطف عالمي

شعبيًا: خرجت مظاهرات غاضبة في مصر والعالم العربي، تندد بالعدوان.

رسميًا: تقدّمت مصر بشكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل، مؤكدة أن ما جرى جريمة حرب ضد الإنسانية.

إعلاميًا: تناولت وسائل الإعلام الحدث بشكل واسع، وساهمت الأغاني الوطنية، مثل “الدرس انتهى لموا الكراريس”، في تخليد المجزرة.

سياسيًا: حركت المجزرة الرأي العام الدولي، وأحَرَجَت الاحتلال في المحافل الدولية.

اللوحة ليست فقط فنًا.. بل مقاومة

“الدرس الأخير” ليست مجرد لوحة؛ إنها وثيقة بصرية تُعلي صوت الذاكرة، وتُدين الصمت الدولي. عبرها، يُعيد أشرف كمال تشكيل المأساة من جديد، ويمنح الشهداء مساحة أبدية من الضوء، لعلها تذكّر الأجيال بأن الدم الطاهر لا يُنسى، وأن الفن لا يخضع للنسيان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى