كلية الإعلام في الجامعة الأمريكية في الإمارات تُنظم منتدىً دولياً لمناقشة سُبل مواجهة “الأخبار الكاذبة”
نظمت الجامعة الأمريكية في الإمارات AUE، من خلال قسم العلاقات العامة في كلية الإعلام والاتصال الجماهيري، المنتدى الدولي: “تحديات الأخبار الكاذبة لصُنَّاع المحتوى”، بمشاركة نخبة من الإعلاميين وصُنّاع المحتوى؛ لوضع تصورات مهنية لمواجهة ظاهرة الأخبار الكاذبة التي أصبحت تشكل أزمة في عصر الإعلام الرقمي والشبكات الاجتماعية حول العالم.
بدأت فعاليات المنتدى بتساؤلات طرحتها الدكتورة سامية هاشم رئيسة برنامج العلاقات العامة في كلية الإعلام في الجامعة الأمريكية في الإمارات AUE عن تصور الخبراء وصنَّاع المحتوى المشاركين لمفهوم الأخبار الكاذبة في ممارستهم المهنية، وكيف تنعكس صناعة الأخبار الكاذبة في العمل الإعلامي من حيث: تحري المصداقية، وإدارة السمعة والمهنية، والمعايير الأخلاقية.
وطرحت الدكتورة سامية هاشم تساؤلات أخرى حول هوية القوى الكامنة وراء الأخبار الكاذبة: (دول، ومخابرات، ومنظمات، ومؤثرين في شبكات التواصل)، وكيف تتم صناعة الأخبار الكاذبة والترويج لها، ودوافع ذلك، وما هي معايير وأدوات الإعلام المحترف في التحقق من صحة المعلومات والبيانات في تحديد الأخبار الكاذبة وأساليب مكافحتها، وكيف تعمل التربية الإعلامية لأفراد المجتمع ودورها في التحصين من تلقي الأخبار الكاذبة.
شارك في المنتدى الدولي عبر منصات التواصل الاجتماعي (أونلاين)، الصحفي المصري عبد الجواد أبو كب، عضو الاتحاد العربي لحقوق الملكية الفكرية التابع لجامعة الدول العربية، والصحفي كرم نعمة من العاصمة البريطانية لندن، والصحفي إسماعيل الحمادي “صانع محتوى عقاري” من دبي، والإعلامية ليلى الحسيني من صوت العرب من أمريكا، والصحفي والباحث في الإعلام وائل نيل من دبي، وعدد من أساتذة وطلاب الكلية.
واتفق المتحدثون على أن مخاطر ظاهرة تزييف الأخبار أصبحت أكبر بعدما اكتسبت زخماً جديداً في عصر الاتصالات الرقمية وشبكات التواصل، مما يعزز أهمية دور الذكاء الاصطناعي في محاربة الظاهرة، وخلايا الرصد المعلوماتي في إدارات العلاقات العامة، كمدقق للحقائق؛ لأن استمرار الأخبار المضللة ستكون له تداعيات بالغة السلبية على مستقبل المهنة، بما يشكل قلقاً للصحفيين والجمهور بشأن تدني المصداقية.
وأكد المتداخلون في المنتدى أن لهاث فئة من الإعلاميين وراء تحقيق نسب مشاهدات عالية على حساب المصداقية فاقم ظاهرة الأخبار المضللة، وأصبح هناك ما يشبه “الوباء المعلوماتي” الذي توحي طريقة صناعته وترويجه، بأنه عملية منظمة تقف وراءها جهات محترفة تُدرك طبيعة تفكير الحشود وطبيعة الإعلام الجديد وطرق استخدامه، ما يفرض على وسائل الإعلام تكريس المصداقية كحائط في مواجهة الوباء المعلوماتي.
وفي سبيل مواجهة تلك الظاهرة، أوصى المتداخلون من الإعلاميين وصناع المحتوى بتعزيز المنظومة التشريعية والقانونية بنصوص ولوائح تحارب الأخبار الكاذبة، وتفعيل مواثيق شرف المهنة في التحرير الصحفي والتغطيات الإعلامية، وإلزام الصحفيين بعدم الخلط بين صناعة المحتوى للمؤسسات الإعلامية، وصناعته على الحسابات والصفحات الشخصية.
وشددت التوصيات على ضرورة إنشاء غرف أخبار مزودة بتكنولوجيات وبرامج لضمان مراقبة فعالة ترصد دقة المحتوى، وإنشاء منصة عربية لمكافحة الأخبار الكاذبة التي صارت تشوه صورة العرب على شبكات التواصل، والاهتمام بالتربية الإعلامية والمعلوماتية للصحفيين والجمهور، وإدراجها في المناهج الدراسية، بِعَدِّها أداة أساسية لمواجهة المعلومات المضللة.
وفي ختام المنتدى، وجهت الدكتورة سامية هاشم رئيسة برنامج العلاقات العامة في كلية الإعلام في الجامعة الأمريكية في الإمارات الشكر للإعلاميين وصناع المحتوى لمناقشاتهم الثرية، وتشخصيهم أسباب ودوافع صناعة الأخبار الكاذبة، واقتراح الحلول الناجعة لمحاربتها، وهو هدف تسعى إليه الكلية بتعزيز المهنية والتدقيق المعلوماتي لدى طلابها؛ ليسيروا عليها طوال حياتهم العملية، مثنية على دور ادارة الجامعة الأمريكية في الإمارات وعلى رأسها البروفسور مثنى عبد الرزاق رئيس الجامعة في دعم ورعاية الأنشطة والفعاليات التي تنظمها كلية الإعلام والاتصال الجماهيري.