في ندوة بالحمراء : المخرج البحريني سلمان يوسف .. يتناول تاريخ السينما في البحرين
مسقط : د. محمد سعد
شهدت فعاليات مهرجان الداخلية السينمائي الدولي في نسخته الثانية ندوة تناولت تاريخ السينما في مملكة البحرين ، كأول دولة خليجية تدخلها السينما ، ومراحل تطورها.
وقال المخرج البحريني سلمان يوسف في بداية الندوة التى قدمها : أنا سعيد جداً لاختياري للتحدث عن تاريخ السينما في بلدي مملكة البحرين وأن أمثل السينمائيين هذا تشريف وليس تكليف.
وقال أن تلك الندوة جعلتني أبحث وأتعمق في تاريخ السينما البحرينية ، وساهمت في استيعابي بشكل أوضح للمشهد السينمائي للبحرين والخليج بشكل عام ، شكراً مهرجان الداخلية شكراً سلطنة عُمان.
وقال : تعتبر صناعة السينما من أهم الصناعات الفنية التي تستهوي الجماهير وتلهمهم في مختلف أنحاء العالم ، وتعد البحرين من الدول التي شهدت تطوراً ملحوظاً في مجال صناعة السينما على مر العقود القليلة الماضية.
عرفت البحرين السينما عام 1922 علي يد محمود الساعاتي حيث أحضرها من الهند ، وفي عام 1937 فتح كل من عبد الله الزايد ، حسين يتيم ، الشيخ علي بن عيسي ال خليفة دار سينما (مرسح البحرين) وكان العرض الافتتاحي هو فيلم وداد لأم كلثوم.
وتعود بدايات السينما في البحرين إلى عام 1950 حيث عرضت أولى الأفلام السينمائية في صالة “رايال” بمنطقة المحرق. ومع مرور الوقت ، أصبحت عروض الأفلام شائعة في مناطق مختلفة من البحرين ، وشهدت الصالات السينمائية نموا سريعا.
في عام 1970 تأسست مؤسسة البحرين للسينما والمسرح التي ساهمت في دعم الصناعة السينمائية في البلاد. وقد قامت المؤسسة بتنظيم مهرجانات سنوية للأفلام وعروض خاصة بأفلام محلية وعالمية.
وفي العقد التالي ، شهدت البحرين نمواً كبيرا في عدد صالات السينما ، حيث تم فتح سينمات جديدة في البلاد مثل “سيتي سنتر” و “سيف مول”.
وبدأت صناعة الأفلام القصيرة في البحرين مابين1972 و 1978م ، بالإضافة إلى ذلك ، توسعت صناعة السينما المحلية في البحرين ، حيث بدأت أفلام المخرجين البحرينيين في الحصول على اعتراف عالمي والمشاركة في مهرجانات سينمائية عالمية. وقد حققت بعض الأفلام البحرينية نجاحاً كبيراً في السنوات الأخيرة.
وعام 1980 تأسس نادى البحرين للسينما علي يد مجموعة من الشباب المهتمين بالسينما ، والهدف منه هو نشر الثقافة السينمائية ودعم هذا المجال والارتقاء به ، ومع تطور التكنولوجيا ، تمكن البحرينيون من مشاهدة الأفلام في دور السينما بجودة عالية وتجربة صوت وصورة ممتازة. وشهدت صناعة السينما في البحرين استخدام تقنيات حديثة مثل الثلاثي الأبعاد وتقنية الواقع الافتراضي.
وفي الوقت الحالي ، تعد صناعة السينما في البحرين ذات أهمية كبرى وتشهد تطوراً مستمراً. حيث يتم إطلاق أفلام جديدة بشكل منتظم وتقدم في الصالات السينمائية المحلية والعالمية.
اكتسبت صناعة السينما تأثيرًا كبيرًا في حياة المواطنين البحرينيين ، حيث أصبحت وسيلة هامة لنشر الثقافة السينمائية والتعبير الفني. ولا يمكن الحديث عن بداية السينما في البحرين دون ذكر دور بابكو ، الشركة الوطنية البحرينية المتخصصة في توزيع الأفلام وتنظيم العروض السينمائية.
كما أن تطور تاريخ السينما في البحرين يعكس الاهتمام المتزايد للمجتمع بالفنون والثقافة ، ويتيح للجمهور فرصة للاستمتاع بتجربة سينمائية رائعة داخل بلدهم.
ومع تطور صناعة السينما في البحرين ، بدأ الدعم المحلي لهذا القطاع يتزايد. وظهرت أسماء مؤثرة في الحراك السينمائي مثل منتدى البحرين السينمائي ، ومهرجان البحرين السينمائي الدولي ، التي تعزز الثقافة السينمائية وتقدم فرصًا للمبدعين المحليين لعرض أعمالهم وتبادل الخبرات مع المبدعين العالميين.
ومع دخول السينما الحديثة المجمعات التجارية والمراكز الترفيهية ، أصبحت تلك الأماكن وجهة مفضلة لجيل الألفية الجديد. فقد أصبحت السينما ليست مجرد وسيلة لمشاهدة الأفلام ، بل أصبحت تجربة شاملة تتضمن تكنولوجيا عالية الجودة وصوت محيطي يغمر الجمهور بالفيلم.
وفي الفترة الأخيرة ، شهدت البحرين ظهور دور سينما متنقلة ، حيث تم إقامة عروض سينمائية في الهواء الطلق في عدة مناطق بالبحرين. تلك الدور تعتبر فرصة رائعة للأفراد والعائلات للاستمتاع بتجربة السينما خارج القاعات التقليدية.
وبالنظر إلى ما تحقق حتى الآن ، يمكن القول بأن مستقبل السينما في البحرين واعد ومشرق. فالدعم المحلي المتزايد والاهتمام المتزايد بالفنون السينمائية يشكلان قاعدة قوية لنمو هذا القطاع. ومع استمرار التطور التكنولوجي والابتكار في صناعة السينما ، من المتوقع أن يشهد هذا القطاع مستقبلًا واعدًا في البحرين.