ثقافة وفن

رحلة موسيقية ساحرة عبر “آلة الأرغن” في دار الأوبرا السلطانية مسقط”

مسقط: هرمز نيوز

Advertisement

في أمسية موسيقية فريدة من نوعها، شهدت دار الأوبرا السلطانية مسقط حدثًا استثنائيًا احتفاءً بآلة الأرغن الأنبوبي ، حيث قدم الحفل الموسيقي مجموعة من المعزوفات التي أثارت إعجاب الحضور ، وشاركت في تقديمها مجموعة من الفنانين البارعين مثل كلاوديو أسترونيو وجيانلوكا مارسيانو، بالإضافة إلى جوقة بيكولي كانتوري دي تورينو للأطفال.

تعد آلة الأرغن في دار الأوبرا السلطانية مسقط واحدة من أكبر آلات الأرغن الأنبوبي في منطقة الشرق الأوسط ، حيث تحتوي على أكثر من 4000 أنبوب تمثل تحفة هندسية فريدة صُنعت على يد شركة كلايس أورغلبو الألمانية، التي تمتاز بمهارتها العالية في صنع آلات الأرغن. تعد هذه الآلة جزءًا لا يتجزأ من تجربة الأوبرا السلطانية، حيث تبرز كأيقونة موسيقية وأثرية تجمع بين الإبداع الهندسي والصوت الفريد.

Advertisement

آلة الأرغن

ما يجعل دار الأوبرا السلطانية مسقط مميزة هو تناغم تصميمها المعماري الفاخر مع آلة الأرغن. لم تقتصر وظيفتها على كونها آلة موسيقية، بل أصبحت جزءًا من الهوية الثقافية العُمانية، مع تكريم أحد أنابيب الأرغن لجلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، مما يرسخ ارتباط المكان بالموروثات الثقافية العُمانية.

تتميز آلة الأرغن الأنبوبي بقدرتها الفائقة على تقديم مجموعة واسعة من الأصوات، من الهمسات الأثيرية الهادئة إلى النغمات الرنانة القوية التي تضيف عمقًا للأداء الموسيقي. هذا التنوع الصوتي يتيح للأرغن أن يكون الأداة المثالية للموسيقى الكلاسيكية، الأوبرا، وحتى المؤلفات المعاصرة.

في الحفل الأخير، كان كلاوديو أسترونيو هو نجم العرض، حيث قدم مجموعة متنوعة من المعزوفات على الأرغن استعرض فيها مهاراته البارعة، مما جعل الحضور يختبرون قدرة الأرغن على نقل المشاعر والتفاعل مع الجمهور بأسلوب فني فريد.

على مر السنين، أصبح الأرغن الأنبوبي في دار الأوبرا السلطانية مسقط وجهة أساسية للعازفين العالميين، حيث عزف عليه كبار العازفين مثل أوليفييه لاتري وديفيد بريجز. لقد ساهمت هذه العروض في تعزيز سمعة مسقط كمركز موسيقي عالمي يرحب بالفنانين من جميع أنحاء العالم.

آلة الأرغن

واحدة من الميزات الفريدة التي تجعل الأرغن في دار الأوبرا السلطانية مسقط مميزًا هي مرونته الصوتية. بفضل النظام الهيدروليكي المبتكر، يمكن تحريك الأرغن وتعديله ليحاكي احتياجات العروض الموسيقية المختلفة، سواء كانت حفلات أوركسترالية ضخمة أو عروض فردية.

تضمن البرنامج مجموعة متنوعة من الأعمال الموسيقية التي تنوعت بين الكلاسيكية الأوروبية والمقطوعات الحديثة، حيث قدّم جوقة بيكولي كانتوري دي تورينو للأطفال، بقيادة إليسا دال كورسو، مجموعة من القطع التي أضافت بُعدًا إضافيًا للأداء. كما عزف كلاوديو أسترونيو على الأرغن أعمالًا من فترة الباروك وحتى العصر الحديث، بما في ذلك عرض رائع لكونشيرتو الأرغن ل هاندل في جي مينور، والذي أبرز قوة وجمال الأرغن الأنبوبي.

ليس فقط حدثًا موسيقيًا، بل كان الحفل بمثابة جسر ثقافي يعكس التزام دار الأوبرا السلطانية مسقط بتعزيز التبادل الثقافي من خلال الموسيقى. عبر مزج الأنواع الموسيقية المختلفة، قدمت دار الأوبرا تجربة فنية غنية تعكس روح الانفتاح والتنوع.

دار الأوبرا السلطانية مسقط، بما تحويه من آلات موسيقية مذهلة وصوتيات عالمية، تواصل تقديم تجارب موسيقية استثنائية تساهم في جعل مسقط واحدة من أهم العواصم الثقافية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى