“جواز سفر” يحصد جائزة أفضل ممثلة في أولى نسخ مسابقة الفيلم الروائي القصير
مسقط : هرمز نيوز
حقق فيلم “جواز سفر” للكاتبة والمخرجة سيلينا السعيد إنجازًا جديدًا بفوزه بجائزة أفضل ممثلة ضمن فعاليات النسخة الأولى من مسابقة “الفيلم الروائي القصير ذو موقع التصوير الواحد”، التي نظّمتها مجموعة غرفة ستة السينمائية في سلطنة عُمان.
الفيلم يروي قصة فرح غانم، الطفلة التي تحمل دميتها الجريحة وتمضي في رحلة لا تشبه الرحلات، بل تحاكي ألم الغربة واللجوء. من حقيبة صغيرة، وبالونات سوداء، وجواز سفر لا يحمل وجهة، تنسج سيلينا السعيد عملًا سينمائيًا بملامح إنسانية عميقة، حيث يتحول الحنين إلى لوحة سينمائية تختزل معاناة من تقطعت بهم السبل.
وُلِد الفيلم من رحم الصمت والمنفى، ليصبح واحدًا من أكثر الأفلام إلهامًا وتأثيرًا في هذه الدورة. أبدعت الكاتبة سيلينا السعيد، ابنة جبال الجليل في فلسطين، في صياغة السيناريو كما لو أنها تكتب برسائل الانتظار، بينما حملت فرح غانم، ابنة الساحل السوري، على ملامحها حكاية وطن مكسور وأمٍّ ما زالت تغزل الصوف في انتظار انتهاء الشتاء.
في مشهد أيقوني مؤثر، تظهر بطلة الفيلم كمضيفة طيران ترتدي السواد، تحمل جواز سفر متعبًا ودبًّا صغيرًا، وتنظر بعينين مليئتين بالتساؤلات: “إلى أين يعود من لا وطن له؟ ومن يمسح دموع من لا صوت لهم؟”.
ورغم أن الفيلم يدور في موقع تصوير واحد، إلا أنه يفتح نوافذ على ألف حكاية من المنفى، حيث المطارات المغلقة، والحدود التي تنتظر الأمل. وقد استطاعت فرح غانم تجسيد الدور بأسلوب استثنائي وصدق إنساني نادر، مما جعلها تستحق عن جدارة جائزة أفضل ممثلة، تاركة أثرًا لا يُنسى في قلوب المشاهدين.
إلى جانب السعيد وغانم، ساهم في صناعة الفيلم كل من: وافي شحادة – مساعد مخرج ، نصر الدين الشابي – تصوير وإضاءة ، عبد الرحمن حمزة – مونتاج.
نال “جواز سفر” إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم بفضل فكرته الجريئة وبساطته العميقة، مؤكدًا أن السينما العظيمة لا تحتاج إلى ضجيج، بل إلى رؤية صادقة وقلب ينبض بالفن. لم يكن الفيلم مجرد عمل فني، بل صرخة هادئة ومرآة لمن ينتظر ختم حلمه، ولو على ظهر غيمة.
