باليه «كوبيليا» يضيء خشبة دار الأوبرا السلطانية بعرض كلاسيكي ساحر

مسقط : هرمز نيوز
احتضنت دار الأوبرا السلطانية مسقط، مساءي الخميس والجمعة الموافقين 4 و5 ديسمبر الجاري، عرض باليه «كوبيليا» الذي قدّمته فرقة باليه وأوركسترا أوبرا أستانا، في تجربة كلاسيكية نابضة بالجمال والبهجة، قادها المايسترو روسلان بايمورزين، وحظيت بإعجاب واسع من جمهور الأوبرا ومحبي فنون الأداء الرفيعة.
وجاء العرض محمّلًا بسحر الرقصات التي صمّمها الفرنسي الشهير رولان بيتي، والتي أضفت على العمل بهاءً خاصًا، لاسيما أنه يُعد العرض الكلاسيكي الوحيد المُدرج ضمن برنامج موسم دار الأوبرا السلطانية مسقط 2025–2026. وقد ساد الأجواء مزيج من المرح والجمال، فيما وجد الجمهور في «كوبيليا» عالمًا مدهشًا زاخرًا بالألوان والشخصيات الآسرة، وقصص الحب ذات المنعطفات غير المتوقعة، في إطار كوميدي نادر في فن الباليه، حيث تتقاطع السخرية الساحرة مع التحوّلات والمغامرات والألحان المحبّبة منذ الطفولة.

واستطاع العمل، من خلال رقصات تنبض بالتنوّع والرشاقة، أن يمنح الجمهور تجربة فنية متكاملة، حملت في طياتها حسّ الدهشة والمتعة، ورسّخت عرض «كوبيليا» بوصفه واحدًا من الأعمال القادرة على مخاطبة مختلف الأذواق والأعمار، في تجربة لا تُنسى على خشبة المسرح.
ويستند عرض «كوبيليا» إلى الرواية القصيرة للكاتب الرومانسي الألماني إرنست ثيودور أماديوس هوفمان، والتي تروي قصة شاب يقع في حب دمية ميكانيكية صنعها صانع الألعاب كوبيليوس. غير أن صنّاع الباليه حوّلوا هذا الطابع الغامض الداكن في نص هوفمان إلى عمل كوميدي مشرق، يروي خلافًا بسيطًا ينتهي بمصالحة جميلة بين عاشقين.
وكان «كوبيليا» قد قُدّم لأول مرة عام 1870 على موسيقى ليو ديليب، ومن تصميم أرثر سان ليون، على خشبة الأوبرا الملكية في باريس، قبل أن يتحوّل مع مرور الزمن إلى أحد أعمدة فن الباليه الكلاسيكي، وتُدرجه اليوم كبرى دور الأوبرا العالمية ضمن ذخيرة عروضها.

وقد ألهمت قصة الحب والخداع هذه عددًا من كبار مصممي الرقص، وفي مقدمتهم رولان بيتي، الذي قدّم نسخته الخاصة من «كوبيليا» عام 1975 مع فرقة الباليه الوطنية في مرسيليا. وأثارت تلك النسخة حينها جدلًا بين عشاق الباليه، لجرأتها في مزج الرقص الأكاديمي الكلاسيكي بمشاهد استعراضية مرحة، إذ ظهرت الراقصات بزي التوتو التقليدي إلى جانب حركات مستوحاة من رقصة «التويست» التي كانت رائجة في تلك الفترة.
وانتقلت هذه الرؤية الفنية إلى خشبة دار أوبرا أستانا بجهد لويجي بونينو، المساعد الدائم لرولان بيتي، الذي أدّى دور كوبيليوس في العرض الأول، فيما واصل رولان بيتي نفسه أداء هذا الدور حتى بلغ الثالثة والسبعين من عمره، في شهادة فنية نادرة على شغفه المتواصل بعالم الباليه.



