GreatOffer
ثقافة وفن

امرأة على سفح حلم

بقلم: مريم الشكيلية

Advertisement GreatOffer

أشعر أنك ، كالأمس ، لن تعود مرة أخرى…

وأشعر أنك ما زلت هنا ، في كل الأشياء التي تركتها خلفك ، ثم رحلت.

Advertisement

أكتب إليك ، وأدرك أن العالم بأسره قد يقرأ هذه السطور… إلا أنت.

أكتب إليك حين يصعب عليّ تصديق أنك غائب ، إلى الحد الذي يجعلني أظن أن غيابك مجرد مزحة لا أكثر.

ها أنا أعود إلى أول السطر… امرأة تقف على سفح الحياة وحدها ، تراقب انكماش الأشياء المزهرة والنابضة من حولها.

ما بال الحياة في عينيّ باتت في حداد ، لا ترى إلا لونين : الأبيض والأسود؟ وكأن الزمن أعادني إلى العصور القديمة بلا ألوان ، بلا حياة.

ما بال الأشياء حولي تُحدث ضجيجًا في داخلي… في قلمي… في هذا الهدوء الحذر الذي يخيم على صوتي ونظراتي؟

ربما حان الوقت لأتخلى عن لعبتي القديمة، لأكبر…

وأن ألتقط عمري الذي تدحرج ككرة ثلج على أرصفة الحياة.

أو ربما عليّ أن أستفيق من أسرّة الأحلام التي تسلّلت إلى وسادتي يومًا، وتكاثرت في رحم مخيلتي، تلك الأحلام الوردية التي تلاشت كغيمة بيضاء في سماء عقيمة، أو كسراب ماء في بستان من زهر.

أدرك الآن أن عليّ أن أمدّ يدي نحو واقع ينتظرني على الجانب الآخر من الحلم،

أن أنتشل نفسي من نفسي المتعبة، الغارقة في العتمة.

وأن أُفرغ حقيبة سفري الطويل، في إحدى الشرفات التي تُطل على ضوء شمس… وعلى حقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى