اليوم .. انطلاق مهرجان البحرين المسرحي في دورته الثانية
كتب : علي باقر – مملكة البحرين
برعاية كريمة من هيئة البحرين للثقافة والآثار ، انطلق مساء اليوم السبت مهرجان البحرين المسرحي في نسخته الثانية ، دورة المرحوم الدكتور إبراهيم غلوم ، الذي ينظمه اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين ، والذي تتنافس فيه الفرق المسرحية الأهلية البحرينية ( مسرح البيادر – مسرح الصواري – مسرح جلجامش – مسرح الريف – مسرح أوال) ، على مسرح الصالة الثقافية بالمنامة ، وسيستمر المهرجان حتى مساء الجمعة الموافق 10 نوفمبر 2023م.
وسيكرم المهرجان في هذه الدورة بعض رموز المسرح البحريني وهم ، الفنان خليفة العريفي ، والفنان عبد الله السعداوي ، والفنان عبد الله يوسف.
وأشارت لجنة تنظيم المهرجان إلى تدشين كتابين تم إصدارهم كناتج لمهرجان البحرين المسرحي في نسخته الأولى وهما : كتاب “حصاد مهرجان البحرين المسرحي الأول” ، وكتاب النصوص المسرحية “مسابقة التأليف المسرحي”.
جدير بالذكر أن لجنة تحكيم المهرجان تضم الفنان جمعان الرويعي ، والفنان ياسر سيف ، والفنانة مريم زيمان ، والفنان محمد أحمد الحبسي ، والفنانة إيمان قمبر ، كما اختير الدكتور عباس القصَّاب مقرراً للجنة التَّحكيم ، والدكتور المؤلف سامح مهران من جمهورية مصر العربية رئيساً للجنة التحكيم.
وعلى مدار الأيام الماضية وحتى اللحظة كان شغف المسرح وقضاياه الإنسانية يتصدران المسارح الأهلية البحرينية ، حيث أن المسرحيين البحرينين ومعهم الشَّباب الواعد بالعطاء في عملٍ دوؤب كل مساء استعداداً لإمبلاج تلك التظاهرة التي تجمعهم مع اخوانهم ، لخلق أكبر منافسة بينهم تحت مظلة اتحادنا المعطاء بقيادة الفنان المبدع عبدالله ملك رئيس مجلس إدارة اتحاد جمعيات المسارح البحرينين وأعضاء إدارته الكرام ، الذين يأملون بمهرجان مسرحي قوي بإطروحاته ومنافساته الخلَّاقة وبتأثره المجتمعي الإنساني في دورته الثانية ، التي عنونت باسم رائد من رواد وطننا الغالي الذي غيبه القضاء والقدر عنا أستاذ الأدب الأكاديمي والنَّقد المسرحي في جامعة البحرين ورئيس مجلس إدارة الفرق المسرحية الأهلية بمجلس التعاون الخليجي الدكتور إبراهيم غلوم احتفاء وتخليداً لعطائه رحمه الله.
وستبدأ العروض المسرحية المتنافسة بحسب الجدول المعد من اللجنة المنظمة للمهرجان على خشبة الصَّالة الثَّقافية بالمنامة ، وهي كالتالي :
في الخامس من نوفمبر مسرحية ” همس ” لمسرح البيادر ، إخراج الفنان جمال الصقر ، المعقب الدكتور محمد حميد السلمان من مملكة البحرين وإدارة التعقيب الكاتب إسامة الماجد ، وفي السادس من نوفمبر مسرحية ” زائد عن الحاجة ” لمسرح الصواري ، إخراج الفنان إبراهيم خلفان ، المعقب الأستاذ نوح الجمعان من المملكة العربية السعودية و إدارة التَّعقيب الفنان أحمد الصايغ ، وفي السابع من نوفمبر مسرحية ” صمت عشتار ” لمسرح جلجامش ، إخراج الفنان نضال العطاوي ، المعقب الأستاذ حمد الشَّهابي من مملكة البحرين و إدارة التَّعقيب الفنان البسَّام علي ، وفي الثَّامن من نوفمبر مسرحية ” عند الضفة الأخرى ” لمسرح الرِّيف ، إخراج الفنان طاهر محسن ، المعقب الفنان فارس البلوشي من سلطنة عمان و إدارة التعقيب الفنان إبراهيم المنسي ، وفي التاسع من نوفمبر مسرحية ” أجسام و أحلام ” لمسرح أوال ، إخراج الفنان حسن فلامرزي ، المعقب الناقدة الأستاذة زهراء المنصور من مملكة البحرين و إدارة التعقيب الفنان يوسف بوهلول.
وحرصاً من إدارة اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينين علي أن يكون المهرجان متكاملا في فعالياته ، فقد تقرر إقامة ندوة فكرية في صباح غداً الأحد الموافق 5 نوفمبر 2023 في فندق ” جولدن توليب ” بالمنامة ، وسيتولى تقديم هذه النَّدوة أساتذة مسرحيون من ذوي الخبرات وهم : الفنان المخرج عقباوي الشيخ من الجمهورية الجزائرية والدكتور سامح مهران من جمهورية مصر العربية والدكتور راشد نجم من مملكة البحرين والأستاذ سعيد السيابي من سلطنة عُمان والأستاذ سلطان النَّو من المملكة العربية السعودية والدكتور عباس القصَّاب من مملكة البحرين.
وارتأت إدارة الاتحاد أن يتناقش المنتدون في قضايا المسرح ، وقد حددت محاور أساسية للمناقشة هي : 1ـ أهمية الحركة المسرحية في حياة المجتمع عموماً والفرد خصوصاً. 2ـ كيف تتشكل الحركة المسرحية في المجتمع؟. 3ـ لماذا يجب أن يكون المسرح جزء من الاهتمامات الرَّسمية. 4ـ ماهي وسائل الدَّعم الرَّسمي والمجتمعي.
ومن خلال متابعاتي السابقة وجدت أن مخرجي الفرق المسرحية خلال الأيام السابقة للمهرجان يجتهدون لتطوير رؤاهم الإخراجية والتَّحسين من أداء ممثليهم ورفع مستوى تخيلاتهم في بناء صورهم المشهدية النَّابضة بحسِّ الاشتغال وحسن التَّجسيد وجماليات رسم السُّنوغرافيا التي تفتح أطراً للفعل المسرحي الذي يتجسد على خشبة المسرح ، مما تعتصره أفكارهم من تخيلات جمالية تبهر الجمهور المشاهد وتستفزه وتثيره .
ولعل من ثمار إقامة هذه التظاهرة الفنية استفادة المواهب الفنية البحرينية من الخبرات والالتقاء بقامات فنية عربية وخليجية ستسهم في تقييم المستويات الفنية للفرق المسرحية ، بل وستضيف من خبراتها الفنية من خلال التَّدريبات الورشية للشباب البحريني الذي يسعى لتطوير مهاراته الفنية في مجال التَّجسيد.
ولعل ما زادني اغتباطاً .. الزَّيارة الأخوية للفنَّان والكاتب المسرحي والنَّاقد الجزائري عقباوي الشيخ من الجمهورية الجزائرية الذي حلَّ ضيفاً على وطني الحبيب مملكة البحرين ، وحضوره بين أخوته الفنانين البحرينين سيكون مثرياً بما سيسهم به في إضفاء خبرته الفنية والثقافية في ورشتة الفنية التدريبية التي سيقدمها لأعضاء المسارح من الشَّباب البحريني بجنسيه ، وستكون بعنوان “إعداد الممثل بنهج ستانيسلافسكي” ، وبالتأكيد سوف يستفيد المتدرب من النَّهج الذي رسمه ستانيسلافسكي الذي يجعل الممثل الهاوي أكثر تجسيداً لأدواره فنياً عندما يتعرف على المفاهيم والقدرات الدَّلالية للجسد والحركة والسَّيطرة عليه ، وكيفية فنِّ الارتجال والإلقاء وأهمية الحركة خصوصا في الفرد . وغير ذلك.
والفنان الجزائري العقباوي الشيخ “الذي سيقف في ورشة المهرجان مدرباً ، هو مخرج غني عن التَّعريف ، له باع طويل في الإخراج و التَّدريب ، وهو ذائع الصِّيت والسُّمعة الفنية في أوساط الوطن العربي ، شغل منصب رئيس المركز الجزائري للهيئة العالمية للمسرح ، ومؤسس لمهرجان ليالي مسرح الصَّحراء الدُّولي بأدرار ، ومؤسس لفرقة فرسان الرَّكح للفنون الدرامية والكوميدية وشارك في عروض مسرحية منها : مسرحية “المقطوعة” و مسرحية : “صرخة مجانين” ومسرحية “التائه” ومسرحية “الاسكندر” ، و حقق الكثير من الجوائز التقديرية لإبداعاته.
ومن خلال متابعتي الفنية .. أتذكر ما ذكره هذا الفنان الجزائري ذائع الصيت في لقائه في “بوركاست تشاكيل” التي عادة ما تتحاور مع عمالقة الفنِّ المسرحي في الوطن العربي قوله : “أن المخرج الذي يتصف بالمبدع هو الذي يتشارك ويستمع للمبدع الآخر في العرض المسرحي حينما يقدم فكرة أو مقترحاً ، فالمخرج له سلطة القرار لكن المبدع له سلطة الاقتراح “.
وقال عن الغرب : ” إنهم استهلكوا كل ما لديهم من موضوعات رغم تطورهم التَّقني ولذلك هم يوظفون ما لدينا في مسرحهم ، وأضاف : هم يبحثون عن مقترحاتهم الجمالية الجديدة مما لدينا لذلك هم يحتاجوننا أكثر مما نحتاجهم “.