الفاضلة المجاهدة
بقلم: محمد بن العبد مسن
يقول الشاعر ..
واللهِ لـو كرِهتْ يـدي أســلافَنا لقطعتُها ولقُلـتُ سُحـقاً يا يــدي…
أو أن قلبــي لا يُحـبُّ محمــداً أحرقتُـهُ بالنَّـار لـم أتـــــــردّدِ…
فأنا مـعَ الأسلافِ أقفـو نهجـَهـم وعلى الكِتـاب عَقِيـدتي وتَعبُّـدي…
فعلى الرسولِ وآلِـه وصِحابــِـه منّي السـَّلام بكلِّ حُـبٍّ مسْعــدِ…
أخي العزيز..
وددت اليوم في مقالي هذا أن أتحدث عن أحد الصحابيات والتي حُفر اسمها فى التاريخ الذى يشهد على شجاعتها وجسارتها فعرفت بأنها الصحابية المجاهدة ووصفها الإمام الذهبى بأنها (الفاضلة المجاهدة).
هي (أم عمارة) نسيبة بنت كعب الأنصارية (توفيت سنة 13 هـ) ويقال في بعض المصادر أن اسمها نسيبة بنت كعب المازنية ، هي صحابيةٌ من الخزرج ، شاركت في عدد من غزوات النبي محمد وبعض معارك حروب الردة “رحم الله أم عمارة”.
تقول الكتب أنها أولى السيدات المدافعات عن الاسلام والتي شاركت في الغزوات هي “نسيبة بنت كعب” الأنصارية إنها الخزرجية ، وكنيتها (أم عمارة)، وهي زوجة “يزيد بن عاصم” ورُزقت بولدين “حبيب وعبدالله”، وهي تكون أخت عبدالله بن كعب فارس بدر، ويُذكر أنها وتزوجت من بعده (غزية بن عمرو) وأنجبت تميماً وخولة.
وفدت نسيبة إلى مكة مع إمرأة أخرى و ثلاثة وسبعين رجلاً، من أجل مبايعة النبي “صلى الله عليه وسلم”، فى بيعة العقبة الثانية.
وتعتبر واحدة من الصحابيات العظيمات التي دافعت عن رسول الله في موقعة أُحد، وبقيت تزود عنه مع من نفر قليل لا يتمون العشرة من الصحابة رضوان الله عليهم.
فدافعت عن رسول مع زوجها وابنيها ، وكانت -رضي الله عنها- تشد ثوبها على وسطها وتقاتل حتى جُرحت ١٣ جرحاً !!فقال النبي لابنها :”أمك أمك! أعصب جرحها” ثم قال: “اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة”ز
قال عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لمقام نسيبة بنت كعب اليوم -أي في المعركة- خير ٌمن مقام فلان وفلان”.
وقال أيضاً عن دفاعها عنه في المعركة : “مالتفت يميناً أو شمالاً إلا وأراها تقاتل دوني”.
ولما جُرح ابن أم عمارة أثناء المعركة أقبلت عليه لتعصب جرحه ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- واقف ويقول لها: “من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟!”.
الجدير بالذكر أن أم عمارة بقيت تقاتل حتى بعد وفاة سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام-، حيث قاتلت قتالاً عظيماً في حروب الردة ، وقُطعت يدها في معركة اليمامة ، وجُرحت أحد عشر جرحاً .. !!
ويقال أيضًا لما قدمت إلى المدينة وبها الجراح، كان أبو بكر -رضي الله عنه- يأتيها ويسأل عنها.
القارئ الكريم..
أم عمارة تعتبر قدوة النساء المسلمات في كلِّ زمانٍ ومكان ، وقد حضيت على رضوان الله عليها- بمكارم الأخلاق والتضحية في سبيل الله ولا غرابة في ذلك فهي من نساء المجتمع الإسلامي الأول الذي أنشأه وأرسى قواعده وزرع قيمَه النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم.
اللهم إحفظ جميع نساء المسلمين وردهن إلى دينك وجملهن بالاسلام قولًا وفعلًا.