GreatOffer
ثقافة وفن

الرجوع الي الله “اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ”

بقلم د. : إيمان زقزوق

Advertisement GreatOffer

قال ابن القيم رحمه الله “اقشعرت الأرض وأظلمت السماء وظهر الفساد في البر والبحر من ظلم الفجرة ، وذهبت البركات وقلت الخيرات وهزلت الوحوش وتكدرت الحياة من فسق الظلمة ، بكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة ، وشكا الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح . وهذا والله منذرٌ بسيل عذاب قد انعقد غمامه ، ومؤذنٌ بليلِ بلاءٍ قد ادلهم ظلامه ، فاعزلوا عن طريق هذا السبيل بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة وبابها مفتوح ، وكأنكم بالباب وقد أغلق وبالرهن وقد غلق وبالجناح وقد علق {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.

هذا وإن كثيراً من الناس غلبته المغريات ، وأصبحت عائقاً وحجر عثرة له عن التوبة والرجوع إلى الله ؛ يصبح ويمسي وهو في ترفٍ وبذخ ، وإسرافٍ وتبذير، ولعبٍ وسهر، ونومٍ وكسل، وظلمٍ وفجورٍ وطغيان ؛ فشهر رمضان فرصة لأمثال هؤلاء للتوبة النصوح والإقبال على الله ، وإذا لم تتحرك النفس في هذا الموسم العظيم للتوبة فمتى تتحرك !! وإذا لم يقبل العبد على الله في هذا الشهر المبارك فمتى يقبل!! . والله عز وجل قد فتح باب التوبة لعباده ووعد بالقبول ، قال تعالى: { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ}.

Advertisement

لذا لايغرنك متاع الدنيا وكثرة الأموال ، واستخدامها في معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم  ، وضع نصب أعينك أن الموت يحاوطك من كل الإتجاهات وأن الله شاهد على أفعالك ، حتى لو لم يراك الناس فلا يخفى على الله خافية ، ويعلم ما توسوس به نفسك ، واتقوا الله يجعل لكم مخرجا طيباً ، ولا تتبعوا طريق الشيطان ،  واعلم أيها العبد أن مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ، ولا أحد يعلم ميعاد قبض روحه هل ستقبض على معصية “حفظكم الله” ، أم ستقبض على طاعة ، لا تغركم الحياة الدنيا واستغفروا الله وارجعوا إلى طريق الحق إن الله يغفر الذنوب جميعا أنه التواب الرحيم.

وصلى الله وسلم وبارك على  سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً طيباً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى