الحركة الكشفية .. تعريفها وأهدافها
كتب : مبارك البلوشي
يقول مؤسس الحركة الكشفية بادون بول في مقدمة كتابه ( الكشفيّة للفتيان): قال بعض المتحمسين إنّ الكشفيّة ثورة تربوية ولكنها ليست كذلك ، بل هي كل شئ فكرة أريد بها تجديد الحياة في الهواء الطلق ، ثم لم تلبث هذه الفكرة أن تكتشف عن عنصر فعال في ميدان التربية ، وباستطاعتنا أن نعتبر الكشفيّة حركة متممة للإعداد المدرسي لسدّ بعض الثغرات التي لا يمكن تلافي وجودها في المنهاج المدرسي العادي ، وبكلمة واحدة إنها مدرسة تعدّ الإنسان إلى الحياة العامّة النشيطة عن طريق الاعتماد على الطبيعية .
ويقول لازلوناجي في كتابه ( 250 مليون كشاف ) الكشفيّة تقدم للولد أسلوباً تربوياً يتعلم من خلاله كيف يتطور من راشد إلى كبير إلى معلم ، كيف يتخلص من الاعتماد على من هو اكبر منه سناً بصورة تدريجية من الراشدين والمعلمين ، فنظام الكشافة نظام تربوي يراد منه تثقيف الناشئة جسمياً وعقلياً وروحياً ، وتعويدهم مصادقة الطبيعة والتأثر بمشاهدها ، والتعرّف إلى مظاهرها وأسرارها وتدريبهم على مختلف الأعمال والحرف التي يحتاجون إليها غالباً وتعليمهم الاعتماد على النفس والتعاون بين الجماعة ، وقوة الملاحظة ودقة الإنتباه والوفاء والأمانة والشجاعة والصبر وخدمة الإنسان أينما كان. إذاً الحركة الكشفية هي: حركة تربوية تطوعية غير سياسية مفتوحة للجميع دون تفرقة في الأصل … الجنس وذلك وفقاً للهدف والمبادئ والطريقة التي وضعها مؤسس الحركة الكشفية اللورد بادن بول .
فإذا وصلنا بالفرد إلى أن يعمل على خدمة بيئته ويعمل على إسعادها دون أن ينتظر المقابل فإننا بذلك نكون قد وصلنا إلى ذروة النجاح في قتل روح الأنانية وتنمية روح التضامن من أجل الجماعة ، وبالتالي فإننا نصل إلى شطر آخر من ما هي الحركة الكشفية وهو (( تطوعية )) وذلك يؤكد حقيقة انضمام الأعضاء لها حيث أن الانضمام يتم بالإرادة الحرة وعن طريق وعي كامل وتقبل واقتناع بمبادئ الحركة ويتطوع الفرد بكامل الحرية في ذلك وبالنسبة لمعنى (( غير سياسي )) أي أنها لا تتدخل في أمور السياسة وليس لها أهداف أو مطامع من أجل السلطة وهذا ما كتب لها النمو والازدهار والاستمرار ، وهذا لا يعني عزل الحركة الكشفية عن قضايا الوطن ولكنها تعمل على تنمية الولاء للوطن دون الانخراط في أنظمة سياسية والتي قد تفقد الحركة أهم تعريفاتها وهي أنّها غير سياسية ومفتوحة للجميع دون تفرقة في الأصل أو الجنس.