تجميل وأزياء

خان الخياطين بطرابس مازال يصنع الشراويل

تشتهر مدينة طرابلس شمال لبنان بغناها التاريخي، كيف لا والمدينة تأسست سنة 700 قبل الميلاد بل وكانت عاصمة للفينيقيين سنة 300 قبل الميلاد وتعاقب عليها عدة دول مثل الرومان والسلوقيين والبيزنطيين والمماليك والفاطميين والعثمانيين، كما خضعت للانتداب البريطاني والفرنسي.

Advertisement

تنتشر في كل أنحاء المدينة القديمة آثار تعود لعدة حقب وأشهرها الحقبة المملوكية التي استمرت طوال قرنين وربع القرن من الزمن، أنشأ خلالها عشرات المساجد والمدارس، والزوايا، والتكايا، والخوانق، والربط، والحمامات، والخانات، والقياسر، والطواحين.

يتنشر في أنحاء المدينة عدد من الخانات التي كانت تعتبر موقع لبيع وشراء البضائع وتخزينها، وهي ما يبيّن الأهمية الاقتصادية للمدينة، ويعتبر خان الخياطين مثال حي لتلك العملية، فبالرغم من التطور الذي لحق بمهنة الخياطة، لا زال الخان يحوي عدد من الخياطين الذين يمارسون مهنتهم بالرغم من الصعوبات التي لحقت بهم.

Advertisement

يقول بسام نشابى، وهو خياط في خان الخياطين ورث المهنة عن والده إن “الخان كان مزدهرا بالعمل والحركة التجارية ، وكان مقسما بين الاختصاصات ، فالبعض اختص بخياطة الشراويل والبعض الآخر بالبدلات الرسمية أما نحن اختصاصنا القمصان، ولكن مع مرور الأيام بدأ يندثر الزي العربي نتيجة التطور الذي حصل بالإضافة إلى رحيل معظم الخياطين القدماء، اليوم لم يبق إلا خياط أو اثنان يصنعون الشراويل”.ويقول الخياط نشابى “قديما كان الخياطون ينجزون يوميا 5 شراويل أما الآن ونتيجة تراجع الطلب ينجز الخياط شروال أو اثنين كل شهرين، الزي العربي اليوم يستعمل للفلكلور والفرق الفنية”.

وعن مدى ازدهار الخان قديما يتذكر نشابى بعض زملائه المحترفين في الخان كأبي منيب القطمة وحلمي ستيته وأبو بشار علوش وعملهم الدؤوب على إنجاز العمل على أكمل وجه ويقول “إن زخرفة العباءة عند القطمة وستيته تحتاج من أسبوعين إلى ثلاثة فالنتيجة مبهرة والعمل يدوي، أما علوش فالزبائن كانت تودع عنده العباءة في الصيف لينتهي العمل عليها في الشتاء”.

وعن الصعوبات التي يواجهونها اليوم يقول نشابى إن “عدم استقرار الدولار يؤثر علينا كثيرا فالأسعار عالية ونحن لا نستطيع رفع الأسعار كثيرا لأن أوضاع الناس أيضا سيئة بالإضافة إلى عدة عوامل أخرى أيضا تؤثر علينا كالكهرباء”.

ويختم الخياط نشابى أن أكثر ما أثر على الخان اليوم هو “اندثار الرداء العربي في لبنان وعدم تعلم الجيل الجديد من آبائهم المهنة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى