المجالس الرمضانية في الإمارات : روح الأصالة والتقاليد الإماراتية عبر الأجيال

كتب : علاء حمدي
أكد المستشار الدكتور خالد السلامي، عضو الأمانة العامة للمركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي والممثل الرسمي للمركز في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن “المجالس الرمضانية” في الإمارات تمثل صورة حية للاحتفاظ بالعادات والتقاليد الأصيلة التي تعكس أصالة المجتمع الإماراتي. يُعد شهر رمضان في الإمارات أكثر من مجرد موسم للعبادة؛ إنه فترة تعكس تلاحم الأسرة والمجتمع الإماراتي وتجديد الروابط الاجتماعية التي تتجسد في مجالس رمضان، حيث يجتمع الأفراد وتنتعش الثقافة الإماراتية.
وأشار الدكتور السلامي إلى أن العادات والتقاليد الرمضانية تشكل جزءًا أساسيًا من الهوية الإماراتية، ويسعى معهد الشارقة للتراث إلى توثيقها وتعليمها للأجيال القادمة بما تحمله من قيم إنسانية تعزز الترابط المجتمعي. فعندما يعلن غروب الشمس ويبدأ الإفطار، تظهر إحدى أبرز العادات في الإمارات والعالم العربي بشكل عام، وهي الزيارات العائلية التي تعمق روابط القربى. تتجدد اللقاءات في المجالس الرمضانية، والتي كانت تُعقد في الماضي في المنازل الكبيرة أو تحت أشجار النخيل، ثم تطورت لتصبح مجالات ثقافية واجتماعية رسمية تنقل الحكمة وتفتح الأفق للأحاديث حول مختلف القضايا.
وأضاف الدكتور السلامي أن المائدة الرمضانية الإماراتية تمثل لوحات تراثية غنية بالأطباق التقليدية التي حافظت على نكهتها الأصيلة، مثل الهريس، والثريد، واللقيمات، إلى جانب التمر والقهوة العربية التي تظل رمزًا للكرم الإماراتي. كما تظل عادة “الفوالة” سائدة في بعض الأسر الإماراتية، حيث يُرسل الجيران صواني طعام غنية إلى جيرانهم، تعزيزًا لقيم التآخي والتكافل.
وأكد الدكتور السلامي أن من أبرز مظاهر رمضان في الإمارات هو التزام السكان بتلاوة القرآن الكريم وختمه خلال الشهر الفضيل. وتمتلئ المساجد بالمصلين في صلاة التراويح والقيام، مما يعزز الروحانية والطمأنينة بين أفراد المجتمع. كما يُولي كبار السن اهتمامًا خاصًا بتعليم الأطفال تلاوة القرآن، ليغرسوا فيهم قيمة العبادة منذ الصغر.
وأشار إلى أن “الروح الرمضانية” الإماراتية ظلت صامدة أمام التغيرات العصرية، حيث تكيفت بعض الممارسات مع المتغيرات ولكن بقي جوهر رمضان قائماً على قيم التواصل والكرم والروحانية. كما ساهمت المجالس الرمضانية الحديثة، وبرامج الإفطار الجماعي، والمبادرات الخيرية في تعزيز هذه القيم، مما يجعل شهر رمضان مناسبة لتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع.
وخلص الدكتور السلامي إلى أن شهر رمضان في الإمارات هو ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو رمز من رموز الهوية الوطنية والتقاليد الثقافية، التي تتجلى فيها روح التلاحم والتكافل بين جميع أفراد المجتمع، مهما اختلفت خلفياتهم الثقافية والاجتماعية.