“مؤسسة بصير” بالمغرب تصدر كتاباً حول “التشريع الرباني وقضايا المرأة”
المغرب : هرمز نيوز
قامت مؤسسةُ “محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام” ، بطبع أعمال الندوة العلمية الدولية التي نظمتها تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس ، حفظه الله، يومي 24-25 يوليوز 2023م بأزيلال ، تحت شعار : “التشريع الرباني وقضايا المرأة في ضوء التحديات المعاصرة”.
ووفق الكتاب ، فإن اختيار هذا الموضوع ، يأتي في إطار التوجه العام الذي يرعاه الملكَ محمداً السادس ، الذي أمر بضرورة النهوض بوضعية المرأة والأسرة ، وشدّد على مشاركتها الكاملة في كل المجالات ، وشدد جلالته على ضرورة التزام الجميع بالتطبيق الصحيح والكامل لمقتضيات مدونة الأسرة ، وتجاوز الاختلالات والسلبيات التي أبانت عنها التجربة ، ومراجعة بعض البنود التي تم الانحراف بها عن أهدافها في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية ، وخصوصيات المجتمع المغربي ، مع اعتماد الاعتدال والاجتهاد المنفتح ، والتشاور والحوار ، وإشراك جميع المؤسسات والفعاليات المعنية.
وحسب المصدر ذاته ، تروم هذه الندوة العلمية الدولية ، التذكير بهدايات التشريع الرباني حول قضايا المرأة العديدة ، وتقديم الإضافة النوعية النافعة بالحكمة والموعظة الحسنة ، خاصة أن وسائطَ ووسائلَ التواصل الاجتماعي التي يتعاطاها الناس كثيرا في هذه الأيام ، امتلأت بآراءِ بعض الكتّاب والباحثين من الحقوقيين والمؤثرين المغرضين وغيرهم في غالبية القضايا المتصلة بالمرأة ومدونة الأسرة ، فشوّشوا على الناس كثيرا فيما يعتقدونه ويدينون به.
وتابع المصدر ذاته “هؤلاء القلةُ الذين يسعون في هذه الأيام بكل ما أوتوا لإلزام الفئة العظمى من المجتمع بوجهة نظرهم في مسائل بعينها لتقنينها في المدونة الجديدة ، باسم الانتصار للمرأة والدفاع عنها بانتقاد أحكام التشريع الرباني ، والترويج بأنه بخس حقوق المرأة ، ويؤازرهم في ذلك أعداءُ الدين الذين يراهنون على موضوع المرأة لضرب مختلِف القيم التي يفخر بها المجتمع المسلم”.
ولفت الكتاب الى أن المؤسسة بحثت هذا الموضوع الراهنيِّ المهمّ لتبصير النساء بحقوقهن الحقّة ، سالكة منهج التوسط والاعتدال في التعامل مع قضايا المجتمع ومشكلاته، ممتثلين القاعدة الفقهية التي تقول بعدم جواز تأخير البيان عند وقت الحاجة إليه ، وشددت المؤسسة على أن التشريع الرباني حرص إحاطتة المرأة بفائق العناية في جميع مراحل عمرها ، وسائر أحوالها ، داعية إلى ضرورة إدماجها في خطة الإصلاح الشامل ، باعتبارها فاعلةً ومؤثرة ستُفيد في إمداد المساعي الإصلاحية بالدعم المطلوب.
وأبرز الكتاب عمل الأسرة البصيرية ، ودورها الكبير في تأطير الجانب النسائيّ ، موضحا أن النساء في رحاب هاته الأسرة يشتغلن ليلَ نهار في خدمة طلبة المدرسة العلمية ، الذين يفوق عددهم اليومَ الأربعمائة طالبا وطالبة.
وأشار الى تاريخُ الأسرة البصيرية الحافلٌ بالعديد من أسماء النساء اللواتي عُرفنَ واشتهَر أمرُهن بذلك ، وفي وقت متقدم ، تحدث العلامة سيدي محمد المختار السوسي رحمه الله في كتابه المعسول عن العالمة مريمَ الصحراويةِ – رحمها الله -، وأن الشيخ سيدي إبراهيم البصير استقدمها من سوس لتدريس بناته على وجه الخصوص ، وكانت تُتقن حفظَ القرآن الكريم ، ولها يدٌ حسنة في العلوم الشرعية.
وورد في هذا الاصدار أن كُتّاب ومدرسةَ الأسرة البصيرية ، ومنذ عهد الشيخ الراحل “سيدي محمد المصطفى بصير” ، فتحا أبوابهما لتعليم البنات على يد العلماء والفقهاء المشارطين للتدريس بهما ، بالإضافة إلى انتسابهن للتعليم النظامي ، مشيرا إلى تأسيسُ إقاماتٍ داخليةٍ خاصةٍ بالبنات ، في عهد الشيخ إسماعيل بصير ، لأجل متابعة تعليمهن في المدارس العتيقة على النمط الجديد.
ويطرح الكتاب العديدَ من القضايا التي ناقشها العلماء والأكاديميون المشاركون في الندوة والمتصلة بقضايا المرأة ، بدءا من مسألة القوّامة التي يطالبون أن تصبح بيد المرأة ، وقد جعلها الله عز وجل بيد الرجل بوصفها لازما من لوازم الفطرة.
وتناول الإشكالات التي تثار حول الميراث ، موضحا أن أكثرَ من ثلاثين حالةً تأخذ فيها المرأة مثلَ الرجل ، أو أكثرَ منه ، أو ترث هي دون أن يرث نظيرها الرجل ، في مقابل أربعِ حالاتٍ محدودة ترث فيها المرأةُ نصفَ نصيب الرجل.
وتابع “وهكذا تجد المرأةُ من التكريم في التشريع الرباني ما لا تجده المرأة المعاصرة في القوانين الوضعية والأنظمة الغربية والشرقية ، وينبغي ألا تُصَدِّقَ النساء بالعديد من الأحاديث الموضوعة المكذوبة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتي لا أصل لها ، والتي تَسِمُ المرأةَ بالدونية عن الرجل ، وأن الرجلَ أفضلُ منها لمجرد رجولته”.
وأبرز الكتاب المطبوع والمتداول في مكتبة “دار الأمان في الرباط” و”دار الرشاد” في الدار البيضاء ، أسماءَ العديد من العلماء الذين اهتموا بموضوع المرأة وألفوا فيه تآليفَ قيمة ، يستحسن الرجوع إليها لأهميتها، كما سيجد أسماءَ العديد من النساء اللواتي نفعنَ المجتمعَ المسلم بمختلِف أنواع الإفادت.
وتجدر الإشارة إلى أن الندوة العلمية الدولية التي طُبعت أشغالها في هذا الكتاب تميزت بمشاركة وفود من المغرب والسينغال ومصر وليبيا وتونس وفلسطين والعراق ولبنان والنيجر وباكستان وبريطانيا وايطاليا وسوريا وجنوب افريقيا وبلجيكا وفرنسا وأمريكا والدنمارك ومالي وتركيا ، موريتانيا والصومال ، وتميزت بتغطية إعلامية مهمة من وسائل الإعلام المحلية والوطنية والدولية.