الفصل الثاني .. قصة الجنية
بقلم : د. فايل المطاعني
انتهى الفصل الأول من قصة “الجنية” : أن الفحولة عند السيد الرجل ، هي مقدرته ، على المعاشرة و إنجاب الأبناء ومن ثم تركهم ، يواجهون مصاعب الحياة ، دائماً علموا أنفسكم ، فنحن أهلنا لم يعلمونا ، هذا كان دائما شعار والدي!.
الفصل الثاني :
وتم الطلاق .. الغريب قبول المرأة بهذا المنطق ، و كأنه قرار مُنزل!.
المهم نرجعكم لحكايتي
تم الطلاق الثاني ، لوالدتي وهذه المرة طلاق أبديآ ، كان عمري حينها ستة أعوام
ولم تملك تلك الصابرة ، سوي كلماتها السحرية ، الحمدلله على كل حال.
كانت تلك الكلمات هي سلاحها ضد الزمن ، وضد قوة الرجل وتسلطه بل ضد المجتمع بأكمله..
وفي مجتمع مثل مجتمعنا الرجل لا يعيبه إلا جيبه توقعوا كل شي من”سي السيد”!.
بينما المرأة هي مجرد وعاء ، يُفرغ فيه احتياجاته ، ومن ثم يتركه إذا كبر الوعاء أو أصابه مرض ، ليتزوج أخري أكثر شباب ونضارة !!.
هذه فلسفة والدي ، فكل شي مُسير لخدمته .. المهم رغباته وأوامره تنفذ ..
كانت والدتي تُردد كثيراً عبارة “الحمد لله على كل حال”.
وكنت أرددها معها ، بلا وعي لم أكن أعلم معناها ، هل تتوقعون لطفلة تبلغ السادسة من العمر ، أن تعي كل شي في الحياة ، كلا طبعاً ، وعندما كبرت ، صرت أرددها وأنا موقنة بها ، فالقدر جمع مصيري مع مصير والدتي ، فحياتي كانت عبارة عن الحمد لله على كل حال.
لا أريد أن أطيل عليكم في الأحداث ، ولكن ماذا أفعل أيها الأحبة هذه حياتي اختصاراً “الحمدلله على كل حال”.
أخذنا والدي معه ، بعد طلاقه من والدتي ، ومنعها من رؤيتنا ، الوالد في ذلك الوقت كان يعمل بالمدينة ، والمدينة تبعد عنا مسافة بعيدة فكان يخرج بعد صلاة الفجر ولا يرجع إلا بعد صلاة المغرب ، وطبعاً أحتار ماذا يفعل بنا ، لا يريد أن يتركنا لوحدنا وأيضا رافض أن والدتنا ترانا!.
يا فياتري ماذا فعل والدي لكي يحل هذه المشكلة؟ هذا ما سوف أحدثكم عنه لاحقاً .. فهل تنتظروني وسوف أخبركم بكل شي؟ إن شاء الله ، لا تنسوا تابعوني في الفصل الثالث
أنا الجنية” ريم صالح” يتبع ……