أمال بورقية تطلق كتابًا نوعيًا يربط بين الذكاء الاصطناعي وأخلاقيات الطب

الدار البيضاء : د. محمد سعد
شهدت مدينة الدار البيضاء مساء أمس حفل تدشين كتاب جديد للبروفيسور أمال بورقية، الخبيرة في أمراض الكلى وطب الأطفال، يتناول التحولات العميقة التي يشهدها القطاع الطبي نتيجة دمج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية في الممارسات الصحية.
يستعرض الكتاب تأثير هذه التقنيات على مختلف مجالات الطب، مثل التشخيص والوقاية واتخاذ القرار، التي باتت أكثر كفاءة وفعالية بفضل الذكاء الاصطناعي والتطورات الرقمية المتسارعة. كما يناقش القضايا الراهنة والابتكارات الناشئة والتحديات الأخلاقية التي ترافق هذا التحول.
وتعتبر البروفيسور بورقية أن هذا العمل يُعد الأول من نوعه في المغرب، حيث يسعى إلى إثارة نقاش فكري معمّق حول دور التكنولوجيا الرقمية في إصلاح النظام الصحي، مشددة على أن هذا الإصلاح يُعد مشروعًا وطنيًا كبيرًا يتطلب مشاركة فعالة من الأطباء ومهنيي الصحة.
يُوجَّه الكتاب إلى الأطباء، وطلاب كليات الطب، والعاملين في القطاع الصحي، وكل المهتمين باستكشاف آفاق التكنولوجيا الرقمية في الطب. ويغطي طيفًا واسعًا من المواضيع تتراوح بين الجوانب التقنية والاعتبارات الأخلاقية والمجتمعية. وتؤكد الكاتبة أن الصحة الرقمية رغم ما تتيحه من إمكانات واعدة، تفرض تحديات كبرى تتعلق بسرية المعلومات، وعدالة الوصول إلى الرعاية، وتكييف الممارسات الطبية التقليدية مع التحولات الجديدة.
ريادة علمية وعطاء ممتد
تُعد الدكتورة أمال بورقية من أبرز الرواد في مجال أمراض الكلى بالمغرب، حيث شغلت مناصب أكاديمية ومهنية رفيعة، وساهمت في تطوير البرامج التعليمية والعلاجية، كما لعبت دورًا محوريًا في إدخال وتطوير تقنيات غسيل الكلى الحاد والمزمن، وغسيل الكلى البريتوني، وكانت من أوائل من ساهموا في إطلاق عمليات زراعة الكلى في المملكة.
نشرت بورقية أكثر من 16 مرجعًا علميًا في مجالات أمراض الكلى، الأخلاقيات الطبية، وزراعة الأعضاء، وتُعد مرجعًا دوليًا معترفًا به في هذه الحقول، ما يعكس التزامها بالبحث العلمي والابتكار.
من أجل رعاية صحية عادلة ومستدامة
بصفتها خبيرة دولية في أمراض الكلى لدى الأطفال، أسست الدكتورة بورقية عددًا من المبادرات لتحسين الرعاية الصحية للأطفال في إفريقيا. وهي عضو مؤسس في عدة جمعيات علمية من أبرزها جمعية REINS، والجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلى وتشجيع التبرع بالأعضاء، كما أطلقت مبادرة اليوم العالمي للكلى في المغرب.
وفي إطار التزامها المستمر بالابتكار، أنشأت مؤخرًا الجمعية المغربية للصحة والبيئة والابتكار، التي تترأسها حاليًا.
الذكاء الاصطناعي والأخلاقيات الطبية
كونها متخصصة في أخلاقيات الطب وحقوق الإنسان، تضع الدكتورة بورقية قضايا الصحة الرقمية في صميم اهتماماتها. وتعمل على توعية مهنيي الرعاية الصحية وإعدادهم للتعامل مع التحديات الأخلاقية والتقنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الطب.
تُعرف أمال بورقية بأسلوبها العلمي الدقيق ورؤيتها المستقبلية، وهي متحدثة بارزة تساهم في تشكيل النقاشات العامة حول مستقبل الطب في المغرب والعالم.