“يوم نجاح علاج الجنف”.. فعالية طبية وإنسانية تضيء أبوظبي بقصص شفاء ملهمة

كتب: د. محمد سعد
في احتفاءٍ يجمع بين الطبّ والإنسانية، نظّم مستشفى هيلث بوينت التابع لمجموعة M42 في أبوظبي فعالية “يوم نجاح علاج الجنف”، بعد إنجاز أكثر من 70 عملية ناجحة لتصحيح تشوّهات العمود الفقري لدى الأطفال والناشئين.
وشملت العمليات حالات متنوّعة من الجنف والتحذّب، بعضها خلقية وأخرى مجهولة السبب، في إنجاز طبي يعكس ريادة أبوظبي في تقديم رعاية جراحية متقدّمة تضاهي أرقى المراكز العالمية.
تضمن البرنامج عرض قصص المرضى ورحلة تعافيهم، بما أضاء التحولات الإيجابية في حياتهم بعد العلاج، كما شهد تكريم الفرق الطبية والتمريضية التي ساهمت في هذا الإنجاز، إلى جانب فقرات مخصصة للأطفال، ليغدو الحدث منصة إنسانية تجمع بين إنجازات الطب وقيم التعاطف وروح الفريق.
وقال الدكتور وليد هيكل، استشاري جراحة العمود الفقري في هيلث بوينت ومستشفى دانة الإمارات:
“هذا الحدث يُعد الأول من نوعه في أبوظبي من حيث المزج بين التوعية العلمية والتجربة الإنسانية المباشرة، بعد أن قدّمت مؤتمرات مماثلة في بريطانيا. الهدف هو تعريف المجتمع بطبيعة المشكلة والتأكيد على أن العلاج المتقدم متاح داخل الدولة بمستوى يضاهي، بل يتفوّق أحيانًا، على أهم المراكز العالمية من حيث النتائج وانخفاض المضاعفات”.
وأشار إلى أن سرّ النجاح يكمن في نهج الفريق الواحد، حيث يعمل جراحو العمود الفقري وأطباء التخدير والعلاج الطبيعي والتمريض والرعاية اللاحقة بمنهجية موحّدة تبدأ بالتشخيص الدقيق، مرورًا بالتخطيط الجراحي بأحدث التقنيات، وصولًا إلى برامج إعادة التأهيل المصمّمة لكل حالة. هذا التكامل يضمن خفض المضاعفات وتسريع التعافي وعودة المرضى إلى نشاطهم بثقة.
وأجمع المشاركون على أن هذه النجاحات تعكس ثقة المرضى داخل الإمارات وخارجها في المنظومة الصحية بالعاصمة، وتختصر “مشوار السفر” للعلاج في الخارج، إذ باتت أبوظبي تمتلك خبرات متقدمة، وبروتوكولات حديثة، وسلاسل إحالة سريعة، ومعايير صارمة للأمان في غرف العمليات والرعاية المركزة، لتضع نفسها في مصاف الوجهات العالمية لعلاج تشوهات العمود الفقري المعقدة.
كما أبرزت الفعالية دور مجموعة M42 في ترسيخ نموذج رعاية يوازن بين النتائج السريرية القابلة للقياس وتجربة المريض التي تقوم على الاحترام والشفافية.
شارك المرضى وأُسرهم بشهادات مؤثرة عن التحولات التي طرأت على حياتهم بعد الجراحة، قصص بدأت بمخاوف طبيعية من “عملية كبيرة”، وانتهت بعودة آمنة إلى المدرسة والرياضة والأنشطة اليومية.
ولم تكن هذه الشهادات مجرد لحظات إنسانية، بل مثلت أيضًا مادة تعليمية تثري وعي العائلات والطواقم الطبية وتفتح نقاشًا حول التشخيص المبكر والتدخل في الوقت المناسب قبل تفاقم الانحناء.
ركزت الفعالية على رسائل عملية للمجتمع:
متى ينبغي القلق من انحناء الظهر؟
ما العلامات التي تستوجب مراجعة المختص؟
ما دور الدعامة والعلاج الطبيعي؟
ومتى يصبح التدخل الجراحي الخيار الأنسب؟
كما شددت على أهمية متابعة ما بعد الجراحة والالتزام ببرامج التأهيل، ودور الأسرة والمدرسة في دعم الطفل خلال رحلة التعافي.