ورقة عمل تناقش : واقع ومستقبل شركات العلاقات العامة في سلطنة عُمان
ضمن أجندة مؤتمر الشرق الأوسط للاتصالات الاستراتيجية "ميستك 2024"
مسقط : هرمز نيوز
ضمن جدول مؤتمر الشرق الأوسط للاتصالات الاستراتيجية “ميستك 2024” ، الذي عقد في العاصمة العُمانية مسقط خلال الفترة من 26 إلى 27 نوفمبر 2024 ، بتنظيم مجموعة مسقط للإعلام ، وبرعاية المركز الخليجي للاتصالات الاستراتيجية (جي إس سي) ، ومجلس العلاقات العربية الدولية (كارنتر) ، ناقشت ورقة العمل التي قدمها خالد عرابي ، مدير التحرير ، ومدير تطوير الأعمال بمجموعة مسقط للإعلام : “واقع ومستقبل شركات العلاقات العامة في سلطنة عُمان” ، كما سلطت الضوء على بعض التحديات التي تواجه تلك الشركات وسبل الوصول بها لكي تصبح صناعة.
في البداية توجه الزميل خالد عرابي بخالص الشكر والتقدير للقائمين على هذا المؤتمر المهم من حيث الموضوع والمضمون ، وخص بالذكر الأستاذ أحمد بن بن عيسى الزدجالي ، الرئيس التنفيذي لمجموعة مسقط للإعلام ، والدكتور طارق الشمري رئيس المركز الخليجي للاتصالات الاستراتيجية ، ورئيس مجلس العلاقات العربية الدولية (كارنتر) ، وأوضح قائلاً : أنني سأتحدث معكم اليوم حول : “واقع ومستقبل العلاقات العامة في سلطنة عُمان”، ولكننى أردت أن أؤكد على أن ما سأطرحه جاء من قبيل مشاركة لبعض الأفكار والآراء من واقع العمل اليومي اللصيق بهذا الجانب. ومن واقع خبرة صحفية تمتد لنحو 25 عاما ، منها 19 عاما في السلطنة ، قد عملت خلالها بفنون الصحافة المختلفة ، وجمعت ما بين التحرير والإعلام المرئي والمسموع ، ووسائل التواصل الاجتماعي ، علاوة عن الجمع ما بين الإعلام ، والعلاقات العامة ، وكذلك تطوير الأعمال ، وهو ما جعل عملي لصيق بالاتصالات الاستراتيجية والعلاقات العامة و ربطني بكثير من شركات العلاقات العامة المحلية و الدولية.
واقع العلاقات العامة في السلطنة
وأوضح الزميل خالد عرابي قائلاً : كما نعلم جميعا فإن العلاقات العامة هي صناعة ، بل وصناعة مهمة للعالم ، لما لها من دور كبير في الدعاية والترويج لـ الجهة أو المؤسسة أو المنتج ، أو لما لها من دور كبير في تجييش الرأي العام ، خاصة إذا ما استخدمت الاستخدام الأمثل في خدمة أهداف المؤسسات والشركات ، أو الوزارات والهيئات ، والأفراد ، أو حتى الدول والحكومات.. وهي في السلطنة لا تختلف كثيراً عنها في بلدان العالم.
وأضاف : لو بدأنا بدورها في دعم المؤسسات والشركات ، فالعلاقات العامة لها دور كبير في الترويج لتلك المؤسسات والشركات ، ولها دور في تأصيل علامة ما “البراندنج” ، كما أن لها دور في الترويج لمنتجاتها ، وبالتالي فإن كل ذلك يخدم أهدافها ورسالتها سواء كانت رسم صورة معينة عنها في مخيلة وعقل المتلقي سواء كان قاريء أم مستمع أو مشاهد ، أو كانت ترويجية أو دعائية للشركة أو منتجاتها. وهذا يمكن أن ينطبق على الجهات الحكومية من هيئات ووزارات أيضا.
وأردف قائلاً : أما بالنسبة لدورها لدعم الحكومات ، والدول ، فكما نعلم أن العلاقات العامة لها دور كبير في ذلك ، وأن هناك دول استفادت منها في بناء صورة معينة عنها سواء كانت دولة ما تشوبها صورة ما أو دولة ما تحتاج لذلك.. وكما نعلم فإن أكبر دولة استفادت من العلاقات العامة وجعلتها صناعة مهمة وقوية هي الولايات المتحدة الأمريكية وبالتبعية طبعا استفاد منها اللوبي والكيان الصهيوني عموماً خاصة في الترويج للكيان الصهيوني الغاصب والمحتل .. كما استفادت من العلاقات العامة دول مثل بريطانيا وفرنسا وحتى دول عربية ، وكما نعلم أنه لعب دور في ذلك رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير ، وبالتالي نستطيع أن نؤكد على أن العلاقات العامة تستطيع أن تحسن صور دول ، أو حتى تسيء إلى دول ، وفي نفس الوقت العلاقات العامة تقوم على الاستفادة من وسائل الإعلام بكل أشكالها سواء مطبوع أو أون لاين أو مسموع أو مرئي أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي ، وذلك في رسم صورة أو تلميع نظام أو الترويج لشركة أو منتج ما وبالتالي العلاقات العامة صناعة قائمة على الإعلام و لها دور كبير مؤثر سلباً أو إيجاباً.
وأشار إلى أن سلطنة عُمان مثلها مثل بقية دول المنطقة والعالم بها شركات علاقات عامة سواء محلية أو وكالات لشركات دولية وعدد كثير من تلك الأسماء ، غير أنه أشار إلى أن هناك بعض منها أغلقت أبوابها ولم تصمد على الاستمرار في العمل في السلطنة ، وهنا طرح علامة استفهام حول ما هي الأسباب وراء ذلك؟
وأضاف قائلاً : إذا أردنا أن نحل مثل هذه الاشكاليات فعلينا أن نناقشها بشفافية وواقعية ، فالعلاقات العامة في سلطنة عُمان تعتبر ضعيفة عند مقارنتها بغيرها من شركات العلاقات العامة دوليا أو إقليميا في المنطقة .. فمثلا نفس الشركات والفروع لشركات دولية في الدول المجاورة موجودة ولكن بقوة.
وحول سبب الاغلاق طرح عدة تساؤلات منها : هل لأنها لم تجد القبول أو الوعي الكافي ، أم لأنها لم تجد الأعمال التي تجعلها تستمر ، أم لأنها -أي شركات العلاقات العامة- لم تطور من ذاتها فلم تستطيع أن تجتذب عملاء أو زبائن أو اجتذاب شركات أو مؤسسات تستفيد من خدماتها؟ كما طرح تساؤلا آخر قائلاً : من خلال عملي في السلطنة ألاحظ وحتى اليوم أن هناك الكثير من شغل العلاقات العامة لشركات وهيئات وحتى وزارات عُمانية – للأسف- يأتي لنا عن طريق شركات علاقات عامة تعمل خارج السلطنة ومنها دول مجاورة على سبيل المثال ، وبالتالي فالسؤال الآخر هنا : هل هو نوع من عدم الثقة ، وإذا كان كذلك فإنه وفي بعض الأحيان تأخذه شركة علاقات عامة خارج السلطنة ولكن ينفذ من خلال شخص في السلطنة وهنا وضع علامة استفهام أخرى على ذلك.
مستقبل العلاقات العامة في السلطنة
أما عن المستقبل والتحديات التي تواجه هذه الصناعة في سلطنة عُمان فقال خالد عرابي ، مدير التحرير ، ومدير تطوير الأعمال بمجموعة مسقط للإعلام : في الحقيقة العلاقات العامة في السلطنة مثلها مثل بقية الدول في العالم ، موجوده ولها مستقبل ، ولكن في الواقع تقابل بالعديد من التحديات ، أعتقد أن أولها : عدم رغبة الشركات والمؤسسات في الانفاق على التسويق أو العلاقات العامة وأنه العنصر الأضعف ، وضرب مثالا بشركة ما أنشأت منشأة سياحية كبيرة كلفتها عشرات الملايين وحينما أرادت أن تضع ميزانية للتسويق ومنها العلاقات العامة وضعت ستة آلاف ريال عُماني سواء للافتتاح بل وللعام كاملا ، في المقابل نجد هيئات سياحة في دول مجاورة تنفق الكثير على التسويق والعلاقات العامة في الإعلام العُماني وهي بكل صراحة تربح من ذلك وكثيراً.. واستطرد قائلاً : وللانصاف في المقابل مجموعة فنادق في السلطنة أنفقت عشرات الآلاف سواء في عُمان أو دول خليجية على التسويق ، وقد حققت الأرباح المطلوبة وأكثر .. وبالتالي متى تدرك المؤسسات أنه عليها أن تنفق على التسويق لتربح وأن ما تنفقه سيعود عليك حتما بربح أكثر.
واستشهد عرابي بالقصة التي قرأناها وسمعناها منذ الصغر وهي أن اليهودي إذا أراد عمل مشروع أو شركة ما وضع 10% من ميزانيته للمشروع ، و90% للدعاية له .. وأوضح قائلاً : بالطبع لن يكون هذا الكلام دقيق بنسبة 100% ولكن ما أرادت القصة ايصاله هو التأكيد على أهمية التسويق وأهمية وضع ميزانية تليق بالتسويق للمشروع أو المنتج ، كما استشهد بكبرى الشركات العالمية وغيرها من الشركات التي عمرها عشرات بل مئات السنين ولكنها ما زالت تضخ ميزانيات كبيرة على الدعاية والتسويق والترويج والعلاقات العامة وذلك من قبيل أدراكها لأهمية التسويق!
وأشار عرابي إلى تحديات أخرى منها زحف وسائل التواصل الاجتماعي على مساحات الإعلامي الأساسي ، وقال : ولكن هذا ليس بتحدي كبير لأنه على العكس يمكن الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك ، ولكن هناك تحدي أخر مثل زحف التكنولوجيا وأبرزها الذكاء الاصطناعي وأن البعض يقول بأنه لا يحتاج لشركة علاقات عامة للتسويق أو أنه أي الذكاء الاصطناعي يخدم في ذلك ولكن في المقابل نقول من أخترع الآلة هو الإنسان ، وبالتالي يظل للتفوق الإنساني للحرفية دور يصنع الفرق.