ندوة الإعلام والهويَّة الوطنية: 9 توصيات لتعزيز القيم وحماية التراث العُماني

مسقط: د. محمد سعد

اختتمت ندوة “الإعلام والهويَّة الوطنيَّة: استراتيجيات تعزيز القيم”، التي نظمتها جمعية الصحفيين العُمانية يوم الاثنين، بتوصيات هامة تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وحمايتها في ظل التحديات المعاصرة. وذلك برعاية معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي، وزير العدل والشؤون القانونية، وبحضور عدد من المسؤولين والمتخصصين في الشأن الإعلامي والثقافي والإرث التاريخي، في مسرح الجمعية بمرتفعات المطار.

في مستهل الحفل، رحب الدكتور محمد العريمي، رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية، بالحضور قائلاً:

“نحن في سلطنة عُمان نعتز بهويتنا التي تمزج بين الإرث التاريخي العريق والانفتاح الواعي على العالم، وهو ما جعل بلادنا نموذجًا للتسامح والتعايش والانفتاح على مختلف الثقافات، دون أن نفقد أصالتنا أو نذوب في تيارات التغيير المتسارعة”. وأضاف العريمي: “رغم ما تحمله العولمة من فرص للتواصل والانفتاح، فقد أصبحت تحديًا يواجه الهوية الوطنية، خاصة مع ما تحمله بعض الثقافات الغربية من مفاهيم قد تتعارض مع موروثاتنا، ما يفرض علينا حماية قيمنا الأخلاقية والاجتماعية”.

وأكد العريمي على ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية التي تمثل وعيًا جماعيًا ضد محاولات التأثير الثقافي من الخارج، مشيرًا إلى أن من أبرز التحديات التي تواجهنا اليوم تلك الحملات الفكرية التي تبث عبر وسائل الإعلام الغربية، والتي تهدف إلى تقويض الروابط الأسرية والإضعاف من القيم الإسلامية والأخلاقية.

وفي ختام الندوة، استعرض الدكتور خالد العدوي، عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية، التوصيات التي خرجت بها الندوة، مشيرًا إلى أن هذه التوصيات هي ثمرة اللقاءات الفكرية التي شارك فيها أكاديميون وباحثون متخصصون.

وقد تضمنت التوصيات التالية:

تعزيز الهوية العُمانية:

ركزت توصيات المكرم الدكتور صالح الفهدي على تعزيز الهوية العُمانية من خلال وضع استراتيجية وطنية شاملة تشمل الأسرة العُمانية، وأهمية إعداد برامج لغرس قيم السمت العُماني عبر المساجد والمجالس العامة، بالإضافة إلى إبراز القدوات العُمانية في الإعلام.

الجوانب القيمية في المناهج الدراسية:

أوصت الدكتورة ريا المنذرية بزيادة التركيز على الجوانب القيمية في المناهج الدراسية، وتعزيز التطبيق العملي للقيم لضمان تأثيرها المستدام على الأجيال القادمة.

ربط الهوية العُمانية بالأنظمة الاقتصادية:

أوصى الأستاذ الدكتور سيف المعمري بربط الهوية العُمانية بالأنظمة الاقتصادية، مع التركيز على تسويقها محليًا ودوليًا، وترويج الفنون والتراث والموسيقى العمانية عبر وسائل الإعلام لتعزيز الفخر الوطني.

تعزيز الوعي المعرفي:

أوصى الدكتور سيف الهادي بتبسيط المفاهيم الفلسفية والفكرية، مع شرح كيفية تماشيها أو تعارضها مع الثقافة الإسلامية، بهدف تعزيز الوعي المعرفي في المجتمع.

صناعة المحتوى الإعلامي المتوازن:

أوصى المكرم الدكتور محمد الحجري بتطوير صناعة المحتوى الإعلامي العُماني الذي يعزز الهوية الوطنية ويؤسس لشخصية متوازنة تُعنى بالقيم الأصيلة.

التوازن بين المحافظة والانفتاح الثقافي:

دعت المكرمة الدكتورة عائشة الدرمكية إلى سن تشريعات توازن بين المحافظة على القيم العُمانية والانفتاح الثقافي، بهدف حماية الهوية في ظل العولمة.

تعليم الهوية العُمانية للأطفال:

أوصى الدكتور زكريا المحرمي بتطوير طرق إبداعية لتعليم الهوية العُمانية للأطفال عبر المنصات الإلكترونية، مع التركيز على إبراز التراث العُماني ورموزه الثقافية.

مراقبة المحتوى الإعلامي الأجنبي:

أوصى الدكتور محمد العريمي بضرورة نشر الوعي بأهمية الهوية الوطنية عبر التعليم والإعلام، مع مراقبة المحتوى الإعلامي الأجنبي الذي قد يهدد قيم المجتمع، وحماية الشباب والأطفال من التأثيرات السلبية.