“ميهاس 2025”: منصة ماليزيا العالمية لإعادة تعريف اقتصاد الحلال بطموحات قياسية

كتب: د. محمد سعد
تنطلق في العاصمة الماليزية كوالالمبور بعد غد “الأربعاء” فعاليات الدورة الحادية والعشرين من معرض “ميهاس 2025″، أكبر منصة عالمية لصناعة الحلال، والتي تستمر حتى 20 سبتمبر 2025 في مركز ماليزيا الدولي للتجارة والمعارض (MITEC)، بتنظيم هيئة تنمية التجارة الخارجية الماليزية “ماتريد”.
ويشارك في المعرض أكثر من 2400 عارض ومشتري من 80 دولة، وسط توقعات باستقطاب نحو 45 ألف زائر من مختلف أنحاء العالم، بهدف تحفيز التجارة بين الدول المشاركة، ودعم الاقتصاد المحلي، وتعزيز الاستدامة العالمية، مع استهداف مبيعات تبلغ 1.05 مليار دولار.
ويفتتح المعرض رسميًا في 19 سبتمبر بحضور رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، ليكون نافذة على ديناميكيات الاقتصاد العالمي، حيث تتلاقى الإيمان بالتجارة والتكنولوجيا، وتبرز ماليزيا دورها في تشكيل مستقبل سوق الحلال المتنامية والمتطورة بسرعة.
الابتكار والاستدامة في قلب “ميهاس”
تركز فعاليات المعرض على التحديات الراهنة التي تواجه صناعة الحلال، وتحفيزها محليًا وعالميًا، وتشجيع الابتكار، وتعزيز المبادرات المستدامة لدفع النمو المطرد للاقتصاد الحلال.
ويقدم المعرض مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات، تشمل: الطعام والشراب، تكنولوجيا الأغذية والتعبئة والتغليف، التجارة الإلكترونية، مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، المستحضرات الصيدلانية والطب، الأزياء المحتشمة، التعليم، التمويل الإسلامي والتكنولوجيا المالية، البيع بالتجزئة، الضيافة والسياحة الصديقة للمسلمين، وسائل الإعلام والترفيه، والفنون والحرف الإسلامية.
كما يشمل المعرض أجنحة محلية ودولية تعرض منتجات وخدمات في مجالات الأغذية والمشروبات الحلال، الأدوية والأجهزة الطبية، التمويل الإسلامي، الأزياء المحتشمة، العناية الشخصية والتجميل، والسياحة المتوافقة مع متطلبات المسلمين.
توقعات قياسية وحضور عالمي متنامٍ
من المتوقع أن يشهد معرض “ميهاس 2025” إقبالاً قياسيًا، مع مشاركة أكثر من 2300 عارض من 45 دولة، وزيادة كبيرة مقارنة بالعام الماضي، إلى جانب 45 ألف زائر تجاري. ويعكس هذا الاهتمام المتزايد أهمية سوق الحلال الذي يخدم ملياري مسلم حول العالم، إضافة إلى شريحة متنامية من المستهلكين غير المسلمين الباحثين عن منتجات أخلاقية ومستدامة.
ويتوقع أن يصل حجم الاقتصاد الحلال العالمي إلى 5 تريليونات دولار بحلول عام 2030، مع مساهمة الشرق الأوسط بأكثر من 200 مليار دولار، أي ما يعادل 10% من قيمة السوق.
برامج مبتكرة وتوسيع نطاق المعرض
يتضمن المعرض برنامج التوريد الدولي INSP، الذي يتيح لقاءات أعمال مباشرة بين المشترين والبائعين عبر منصات رقمية، إلى جانب “منصة المعرفة” التي تقدم ندوات وجلسات نقاشية حول شهادات الحلال، استراتيجيات الوصول إلى الأسواق، التحول الرقمي، والاستدامة.
ويختتم الحدث في 20 سبتمبر بحفل توزيع جوائز لتكريم الشركات الرائدة في مجالات التميز والابتكار والاستدامة، فيما يشهد هذا العام إطلاق “ميهاس شنغهاي” في الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر بالتزامن مع معرض الصين الدولي للاستيراد، لتوسيع الحضور الماليزي في السوق الصينية سريع النمو.
دور ماليزيا وريادتها في صناعة الحلال
تسلط الدورة الحادية والعشرون الضوء على الابتكار والمبادرات المستدامة لضمان استدامة نمو اقتصاد الحلال العالمي. ويعكس توسيع المعرض ليشمل الأدوية ومستحضرات التجميل والأزياء المحتشمة والتمويل الإسلامي والسياحة المُلائمة للمسلمين التحول الشامل في هذه الصناعة، من التركيز على الالتزام الغذائي إلى منظومة متكاملة لمنتجات وخدمات نمط الحياة.
ويمثل “ميهاس” منصة دبلوماسية واقتصادية لماليزيا، خاصة مع استعدادها لتولي رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ويستهدف المعرض تحقيق 4.5 مليار رينجيت ماليزي من مبيعات الحلال العالمية عبر أدوات رقمية مبتكرة تربط بين المشترين والبائعين في الوقت الفعلي.
“ميهاس” إنجازات ونمو عالمي مستمر
منذ انطلاقه عام 2004، أصبح معرض “ميهاس” حدثًا محوريًا للشركات المحلية والدولية في صناعة الحلال، حيث سجل في 2024 مبيعات بلغت 4.3 مليار رينجيت ماليزي، مؤكدًا مكانته كمنصة تجارية عالمية رائدة.
ويمثل “ميهاس” اليوم سوقًا ديناميكيًا يضم قطاعات متعددة تشمل الأدوية الحلال، الأجهزة الطبية، التمويل الإسلامي، الأزياء المحتشمة، العناية الشخصية، السياحة المُلائمة للمسلمين، مما يعكس الطبيعة المتطورة والواسعة لسوق الحلال.
ويؤكد الدعم الدولي وحرص الأجنحة العالمية على المشاركة في المعرض الدور الحيوي لـ”ميهاس” كحلقة وصل عالمية لتسهيل التجارة عبر الحدود، وتبادل المعرفة، وتعزيز الشراكات الدولية.
مع استمرار تطوره، يظل “ميهاس” ملتزمًا بدفع صناعة الحلال عالميًا، وتشجيع الابتكار، ودعم النمو المستدام، ليؤكد دوره كلاعب رئيسي في مستقبل اقتصاد الحلال العالمي.