من دار سيدي بوسعيد إلى مسقط: تونس تروّج لإرثها وتراثها التجاري

مسقط: هرمز نيوز
يُعدّ التونسيون من أكثر الشعوب العربية اهتمامًا بالسياحة والتجارة، ويجدون في سلطنة عُمان فرصة فريدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين، بحسب ما أكد رجل الأعمال التونسي المقيم في عُمان منذ 19 عامًا، أحمد عكاشة.

وتسعى الجالية التونسية في السلطنة للترويج لبلادها ومنتجاتها من خلال مجموعة من الفعاليات والأنشطة، بما في ذلك المعارض التجارية والسياحية والثقافية، حيث يُعرض زيت الزيتون، التمور، والأقمشة التقليدية، إضافة إلى تنظيم ورش عمل وحفلات وندوات لتعريف الزوار بالثقافة والتقاليد التونسية.

وأشار عكاشة إلى أن الجهود الترويجية تشمل تسليط الضوء على أبرز المناطق السياحية في تونس، مثل قرطاج، سيدي بوسعيد، والحمامات، مع التركيز على تطوير قطاع السياحة الثقافية ليتمكن الزوار من استكشاف التراث الثقافي والتاريخي للبلاد.

كما ذكر أن دار سيدي بوسعيد قامت بعرض عينات من الصناعات التقليدية التونسية، مع تنظيم فعاليات يومية تضم شبابًا وفتيات يرتدون الألبسة التقليدية ويعزفون الموسيقى التراثية، مرفقة برفع الأعلام التونسية والعمانية، لتأكيد متانة العلاقات الأخوية بين البلدين. وأضاف: “نتطلع إلى نقل مجسم دار سيدي بوسعيد إلى أكبر الفضاءات التجارية في دول الخليج العربي قريبًا”.

وشدد عكاشة على أن الهدف الأسمى من هذه الفعاليات هو تنشيط الحركة التجارية والثقافية بين مسقط وتونس، مؤكدًا أن أكثر من وفد عُماني زار تونس مؤخرًا لبحث فرص الاستثمار والتبادل التجاري والسياحي، وعقد لقاءات مهمة مع المسؤولين ورجال الأعمال التونسيين لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، خاصة التجارة والصناعات الخفيفة والسياحة.

كما قام وفد عُماني مكوّن من 13 رجل أعمال ومستثمرين في مجالات متعددة، تشمل السياحة والفنادق والزراعة والتجارة، بزيارة تونس ضمن جهود فتح آفاق الاستثمار الخليجي والعربي، وذلك بالتزامن مع استعداد تونس لاستقبال وفود من قطر والإمارات لأغراض مشابهة.
وأكد عكاشة أن الاستثمار في تونس، بعد تراجع الاستثمارات الخارجية خلال العقد الماضي بسبب الجائحة، يشهد تحسّنًا طفيفًا، مشيرًا إلى أن الأوروبيين، وبالأخص فرنسا وبريطانيا، يمثلون أبرز المستثمرين في البلاد. وأضاف أن الوفد العُماني أجرى لقاءات مع وزراء السياحة والصناعات التقليدية والتجارة وتنمية الصادرات والصناعة والطاقة، إضافة إلى لقاءات مرتقبة مع وزير التربية لتوقيع عقود مبدئية لتوظيف المدرسين التونسيين في سلطنة عُمان.

وأوضح عكاشة أن رجال الأعمال العُمانيين الذين زاروا تونس حملوا مشاريع استثمارية في مجالات صناعة الجلود والأحذية والإنتاج الفلاحي والتعليب والتعليم والسياحة، ما من شأنه فتح أبواب التشغيل لآلاف التونسيين. وأكد على أهمية تبسيط الإجراءات لتسهيل الاستثمار، مشيرًا إلى أن مناخ الاستثمار في سلطنة عُمان أقل تعقيدًا، حيث يقوم بترويج نحو 72 منتجًا تونسيًا في الأسواق العُمانية واليمنية والإماراتية والقطرية والهندية والماليزية.

وأضاف أن تونس تمتلك القدرة على تحويل الإنتاج المحلي إلى مصدر تنمية اقتصادي، نظرًا للإقبال الكبير على منتجاتها في الأسواق الدولية. وذكرت التقارير أن الاستثمار الأجنبي المباشر في شمال إفريقيا تراجع بنسبة 5% عام 2021، لكنه شهد تحسنًا طفيفًا في تونس خلال العام الحالي، بحسب مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
وقد كرّمه مؤخرًا محمد بن ناصر المسكري، رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الشرقية، والفاضل حمد الحجري، عضو فرع الغرفة بالمحافظة، تقديرًا لجهوده في تعزيز العلاقات التجارية والثقافية بين البلدين.



