ملتقى الصداقة العُماني – الصيني يناقش ترسيخ الشراكة الاستراتيجية واستكشاف فرص التعاون الاقتصادي

صلالة : هرمز نيوز
انطلقت الخميس في صلالة أعمال الدورة الثالثة من ملتقى الصداقة العُماني – الصيني 2025، بمشاركة رفيعة من المسؤولين والخبراء وممثلي قطاعات الأعمال من الجانبين، وذلك تحت شعار: “التحديث الصيني النمطي ورؤية عُمان 2040.. أعمالنا ومقترحاتنا”.
وجاء تنظيم الملتقى بمبادرة من جريدة الرؤية، وسفارة جمهورية الصين الشعبية لدى سلطنة عُمان، وجمعية الصداقة العُمانية الصينية، في إطار مساعٍ متواصلة لتعميق الشراكة الاستراتيجية وتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والثقافة.
رعى افتتاح الملتقى صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ ظفار، الذي قام بتكريم عدد من المتحدثين والمشاركين في أعمال الملتقى.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد حاتم بن حمد الطائي، الأمين العام للملتقى ورئيس تحرير جريدة “الرؤية”، أن الملتقى يشكل منصة فاعلة لتعزيز الثقة المتبادلة بين البلدين، واستكشاف آفاق جديدة للتعاون تتماشى مع تطلعات رؤية “عُمان 2040” ومبادرة “الحزام والطريق”.
من جانبه، أوضح سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن، وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن الملتقى يمثل فرصة نوعية لتبادل الخبرات واستكشاف مجالات استثمارية واعدة، مشيرًا إلى أن رؤية “عُمان 2040” ترسم مسارًا واضحًا نحو تحول اقتصادي شامل يفتح المجال أمام مزيد من التعاون الدولي المثمر.
وفي كلمة لافتة، أشاد سعادة ليو جيان، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى سلطنة عُمان، بمتانة العلاقات التاريخية بين البلدين، الممتدة لأكثر من 1200 عام، والتي تطورت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في 1978 إلى شراكة استراتيجية قائمة على الندية والاحترام المتبادل.
وأوضح السفير الصيني أن بلاده تُعد الشريك التجاري الأول للسلطنة، بحجم تبادل تجاري بلغ نحو 36.7 مليار دولار في عام 2024، فيما تحتل الصين المرتبة الثالثة بين كبار المستثمرين في سلطنة عُمان، مشيرًا إلى مشاريع بارزة مشتركة، منها: إطلاق أول قمر صناعي عُماني، واستثمارات واسعة في قطاع الطاقة، فضلًا عن برامج تدريبية استفاد منها أكثر من 1200 مواطن عُماني.
وأضاف سعادته أن حجم التبادل التجاري بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي بلغ 288 مليار دولار خلال عام 2024، فيما تجاوز نمو الاستثمارات الصينية في المنطقة خلال النصف الأول من عام 2025 نسبة 30%، داعيًا إلى توسيع التعاون الثقافي، وتعزيز تعليم اللغة الصينية، وتدشين خطوط طيران مباشرة بين البلدين.
أما الدكتور خالد بن سالم السعيدي، رئيس جمعية الصداقة العُمانية الصينية، فأكد أن الجمعية باتت تشكل حلقة وصل حيوية في دعم التفاهم والتقارب بين الشعبين، وتعمل على إطلاق مبادرات ثقافية وإنسانية تعزز من عمق العلاقة خارج الأطر الرسمية.
بدوره، أكد نايف بن حامد فاضل، رئيس فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة ظفار، على أهمية الملتقى في تمكين الاستثمارات الثنائية في قطاعات الطاقة، والتكنولوجيا، والصناعة، والخدمات اللوجستية والسياحية، داعيًا إلى صياغة نماذج تعاون أكثر استدامة وتأثيرًا.
وشهد الملتقى مناقشة أربعة محاور رئيسة، شملت:
التحديث الصيني النمطي ورؤية عُمان 2040
التعاون في مجال الطاقة
الشراكة في الابتكار والتكنولوجيا
التبادل الثقافي والإنساني
كما أقيم معرض صور بالتعاون مع السفارة الصينية، إلى جانب تنظيم لقاءات أعمال ثنائية (B2B) بين ممثلي الشركات العُمانية والصينية بهدف بحث فرص الشراكة وتوسيع نطاق التعاون التجاري والاستثماري.
وشارك في الملتقى أكثر من 30 من رجال الأعمال وممثلي الشركات من الجانبين، إلى جانب معرض خاص للشركات الصينية المشاركة. وسعت هذه الدورة إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، واستلهام الدروس من تجربة الصين في التحديث والتنمية، بما يدعم تنفيذ أولويات “رؤية عُمان 2040”.