مسقط تفتح نوافذها على الثقافة الصينية عبر فعالية «الصين المذهلة»

مسقط : هرمز نيوز
احتضنت العاصمة العُمانية مسقط بنجاح فعالية التبادل الثقافي «الصين المذهلة»، التي نظّمتها شركة الشرق للمسح الجيوفيزيائي (بي جي بي – BGP)، تحت إشراف سفارة سلطنة عُمان وسفارة جمهورية الصين الشعبية، في خطوة عكست عمق العلاقات الثقافية المتنامية بين البلدين، وقدّمت للجمهور نافذة حيّة على ثراء الحضارة الصينية وتنوع ملامحها التقليدية والمعاصرة.
وجمعت الفعالية نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية، من بينهم سعادة لو جيان سفير جمهورية الصين الشعبية المعتمد لدى سلطنة عُمان، والقائم بالأعمال في سفارة سلطنة عُمان لدى الصين علي الحسني الذي شارك عبر الاتصال المرئي، إلى جانب مدير مشروع شركة BGP في عُمان تيان جيانهوي، ونائب عميد كلية مزون للشؤون المالية والإدارية الدكتور محمد سعيد العيسائي، فضلًا عن مشاركة واسعة لنحو 200 طالب ومعلم من جامعة السلطان قابوس وكلية مزون وعدد من المدارس الثانوية العُمانية التي تُدرّس اللغة الصينية.

وقدّمت العروض الفنية القادمة من الصين باقة غنية من الفنون التراثية، شملت رقصات تقليدية أبرزها «الصين الجميلة»، واستعراضات تاي تشي، وعزفًا حيًا على آلات موسيقية صينية عريقة مثل الغوتشنغ والإرهو والفلوت القرعي، إضافة إلى عروض الفنون القتالية، وفن تبديل الأقنعة في أوبرا سيتشوان، وعرض الأزياء التقليدية «التشيباو»، في مشهد عكس عمق الجماليات الصينية وروحها الثقافية المتجذّرة.
وشهد ختام الفعالية لحظة لافتة للتقارب الثقافي، بمشاركة فريق موسيقي عُماني قدّم رقصة المدي التقليدية، حيث اعتلى فنانو البلدين المسرح معًا في أداء جماعي مشترك، جسّد روح التلاقي والتفاهم بين الثقافتين، وسط تفاعل واسع من الحضور.

وفي كلمته الموجّهة للطلبة، أكد سعادة السفير لو جيان أن الشراكة الاستراتيجية بين الصين وسلطنة عُمان تشهد تطورًا مستمرًا قائمًا على الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء، مشيرًا إلى تنامي الروابط الشعبية بين البلدين، وازدياد اهتمام العُمانيين بالتعرّف على التجربة الصينية عن قرب. واستعرض نماذج من مشاركات عُمانية في مسابقة المقالات التي نظّمتها السفارة بعنوان «التحديث الصيني النمط من منظور عُماني»، والتي عكست رؤية إنسانية عميقة للتجربة التنموية الصينية، بوصفها مسارًا يجمع بين التقدم المادي والحفاظ على القيم الثقافية والتوازن بين الإنسان والطبيعة.
وأشار السفير إلى أن تدشين الرحلات الجوية المباشرة، وتطبيق سياسة الإعفاء من التأشيرات للمواطنين العُمانيين، أسهما في تعزيز التواصل وتسهيل التبادل بين الشعبين، داعيًا الطلبة إلى تعلّم اللغة الصينية وزيارة الصين، بما يسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقًا للعلاقات الثنائية.

كما خُصص ضمن الفعالية ركن للتعريف بعناصر من التراث الثقافي الصيني غير المادي، شمل فن القصاصات الورقية، وصناعة العقد الصينية، والخط والطباعة بالحروف المتحركة، وتلوين أقنعة أوبرا بكين، وصناعة الأكياس العطرية والأساور، حيث حظيت هذه الأنشطة بإقبال لافت من الشباب العُماني.
ومن أبرز محطات الفعالية، تنظيم معرض فوتوغرافي بعنوان «رحلتي إلى الصين» قدّمه أحد موظفي شركة الشرق الأوسط للمسح الجيوفيزيائي، عرض خلاله خمسين صورة وثّقت مشاهد من الطبيعة الصينية، إلى جانب مظاهر التطور والحداثة، التقطها أثناء مشاركته في برنامج تدريبي بالصين، مقدّمًا شهادة بصرية حيّة على التجربة الثقافية والإنسانية.
وتأتي هذه الفعالية امتدادًا لحضور شركة BGP في سلطنة عُمان منذ أكثر من عشرين عامًا، وتجسيدًا لالتزامها بالاندماج في المجتمع المحلي، وتعزيز جسور الثقة والتفاهم من خلال المبادرات الثقافية والإنسانية.



