فعاليات

محافظ ظفار يرعى احتفال سلطنة عُمان بيوم المرأة العُمانية

تكريم "حواء عُمان" في مجال الثقافة والأدب

مسقط : هرمز نيوز

Advertisement

تحتفل اليوم (الخميس الموافق 17/10/2024م) سلطنة عُمان ممثّلة بوزارة التنمية الاجتماعية بيوم المرأة العُمانية الذي يصادف ال 17 من أكتوبر ، وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار ، وحضور معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية ، وعدد من أصحاب السمو والمعالي والمكرمين وأصحاب السعادة، وجمع غفير من المدعوين.

WomensDayTanmiaMarim10

Advertisement

ويشهد الحفل في فندق قصر البستان تكريم شخصيات عُمانيات رائدات في مجال “الثقافة والأدب” وتحديدًا في “الشعر والرواية والمسرح والمخطوطات” ، كما يتضمن الحفل عرضًا مرئيًا يعكس دور المرأة العُمانية في مجال الثقافة والأدب ، والإعلان عن إصدار خاص بالمرأة العُمانية ، إلى جانب تضمنه لأوبريت “حواء عُمان” والذي يُجسّد عبر لوحاته الخمس المكانة المرموقة للمرأة ودورها المجتمعي عبر العصور ، والمرأة العُمانية حاضر مشرّف وملهم للمستقبل ، وفخر واعتزاز بالمرأة العُمانية ، ولوحة الولاء والعرفان ، إلى جانب فن العازي.

WomensDayTanmia1

وبمناسبة الاحتفال بهذا اليوم في مجال الثقافة والأدب تحدثت مكيّة بنت حسن الكمزارية باحثة لغوية وتربوية عن تجربتها الثقافيّة المنبثقة من إيمانها العميق بالإرث الحضاري المادي والغير المادي لسلطنة عُمان ، واهتمامها الكبير بالإرث الغير المادي لعوامل تتعلّق باللغة ، والتاريخ ، والشكل اللهجي ، والقصص والحكايات ، ولكونها تنتمي لمؤسسة تهتم بهذا الأمر ، وامتلاكها إرثًا كبيرًا من لغتها وثقافتها فقد لاحقت حلمها منذ أن وعته؛ فرصدت لغتها وحلّلتها وبحثت فيها ونشرتها مع مجتمعها وأبناء قريتها ، وقدمتها في المحافل الخليجية والدولية كشكل من أشكال التنوّع الحضاري لسلطنة عُمان ، ومشيرة بأن تخصيص مجال الثقافة والأدب في الاحتفال بيوم المرأة العُمانية ينم عن إدراكها التام بهذا المجال ، وإن أدوارها لا تحدّها حدود ، كما تعد المرأة هي حلّية الثقافة وإطار الأدب بمحوريته وشموله وعراقة المخطوطات التي تشهد على مجد غابر عبر السنين

WomensDayTanmiaMakia8

ولفتت الكمزارية إلى الأثر الإيجابي المنعكس على فعاليات الاحتفال الذي يعد وقفة امتنان لدور المرأة العُمانية الثقافي والأدبي ، والذي يتكامل مع دور الرجل ، ومختتمه حديثها بأن تجربة المرأة الثقافيّة والأدبيّة تعكس الصورة اللائقة بالمرأة العمانيّة ووجاهة الأرض التي تحمل أسمها ؛ فهي عميقة الثقافة ، ولها حضورها المشرّف الّذي يترك أثرًا طيبًا أينما حلّت في كل ميادين الحياة.

WomensDayTanmia3

وقالت راية بنت عامر الحجريّة المديّرة المساعدة بدائرة المنظمات والتعاون الدولي بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنيّة : تعد الثقافة أداة مهمّة للحفاظ على هويتنا العربية وثقافتنا وتراثنا ، وإن الأدب والوثائق والمخطوطات وغيرها قوالب وأوعية ناقلة ومعبّرة عن هذه الثقافة، ومنذ القدم يعتبر هذا المجال جسرًا عبرت به سلطنة عُمان حدودها الجغرافية وتداخلت من خلاله مع العديد من الحضارات والثقافات المختلفة ليشهد لها التاريخ كونها رمزًا للعلاقات الدولية ونهجًا مميّزًا في ترسيخها ، كما أن للثقافة دور حيويًا في تحريك وتوجيه وتطوير المجتمع

WomensDayTanmia5

وعليه فإن إدراج هذا المجال ضمن فعالية الاحتفاء بيوم المرأة له عمق وبعد ؛ فالثقافة روح المجتمع النابض ، والمرأة لها دورها المؤثّر في تشكيل الهويّة وغرسها ، وهذه الاحتفالات لها تأثير ملحوظ في نفس كل امرأة عُمانيّة نالت شرف الاهتمام والرعاية السامية ، ونلمس تطوّر هذه الاحتفالات للاحتفاء بدور المرأة العُمانية وإسهاماتها محليًا وإقليميًا ودوليًا ، ويعكس قوة ووعي وإبداع المرأة العُمانية وتمثيل بلدها وهويته الراسخة خير تمثيل ، وتسليط الضوء على تجارب النساء ونجاحهن ، وهذا بدوره يسهم في إثراء المشهد الثقافي ، كما تعكس الاحتفالات بيوم المرأة العُمانية التزام المجتمع بدعم وتمكين المرأة كشريك في بناء وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة جنبًا إلى جنب مع أخيها الرجل ، وبلورت هذه الفعاليات لسلطنة عُمان بُعدًا تقدميًا ينظر إليها العالم بعين الإعجاب والتقدير.

WomensDayTanmia4

‎كما أكدت المديرّة المساعدة لدائرة المنظمات والتعاون الدولي بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بـأن المتّتبع لدور المرأة العُمانية في التعليم ونشره وخدمة الحركة الثقافية والاجتماعية يدرك مدى تأثيرها الكبير على مستوى الأسرة والبلدة التي عاشت فيها، فهذا لم يقتصر على النهضة المباركة التي أسسها جلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه – منذ عام 1970م بل كان دورها عميقًا جدًا في تاريخ عُمان منذ العصور الغابرة ، فعلى سبيل المثال تُعتبر ‎الشيخة عائشة بنت محمد بنت أبي سبت السليمانية العقرية النزوية واحدة من الشخصيّات البارزة في تاريخ عُمان خلال القرن الثاني عشر للهجرة ، وكانت نشطة في التعليم والدعوة ؛ حيث أسّست مدرسة نسويّة لتعليم الفتيات ، مما ساهم في رفع مستوى الوعي والمعرفة بين النساء في عصرها ، كما كانت لها مراسلات مع السيدة شيخة بنت الإمام سلطان بن سيف في 11 جمادى الأولى 1155هـ مما يدل على تواصلها مع الشخصيّات البارزة في المجتمع العُماني ، ومن ولاية بديّة ذكر الشيخ الفقيه محمد الخصيبي في كتابه ” شقائق النعمان” – وتحديدًا- في الجزء الثالث عن الكريمات من النساء الحجريّات ، وفي مقدمتهن العالمة نجيّة بنت عامر بن سالم الحجرية زوجة السيد الهمام والعالم الزاهد فيصل بن حمود بن عزان ، وزوجته التي عقبتها مريم بنت حمد بن خاتم الحجرية ، ومن العالمات –أيضًا- سالمة بنت علي بن حمد كانت لها مكتبة، وفاطمة بنت عامر بن سيف بن علي أخذت العلم عن أبيها ، ومن الرموز التي تركت بصمة في الأدب والشعر والثقافة والفكر على سبيل المثال – لا الحصر – هن كالآتي : الشيخة عائشة بنت عيسى بن صالح الحارثية ، والشيخة عائشة بنت راشد بن خصيب الريامية ، وعائشة بنت أحمد بن سليمان الكندية ، وعائشة بنت عزيز بن عمر المدادية ، وعائشة بنت محمد بن عبدالله الخليلية

WomensDayTanmia2

ونرى أن تجربة المرأة العُمانية القويّة والمثابرة لعبت دورًا مهمًا في نشر العلم والثقافة ، وما زال دورها ساطعًا وظاهرًا ، ولا زال نسل الماجدات الفقيّهات العالمات ينتجن نتاجًا غزيرًا ومتنوعا قائم على بناء فكري غني أخذ بعضهن من الدائرة المحليّة إلى العالميّة بجدارة واستحقاق.

واختتمت الحجرية بالتأكيد على ما تقوم به وزارة التنمية الاجتماعية من مبادرات هو محل إشادة وتقدير ، والإعلان عن إصدار المرأة العُمانية مسيرة 100 عام من العطاء يعوّل عليه في توثيق قامات خدمت وطنها وشعبها وسلطانها ، وأثبتت كفاءتها فيها واستطاعت أن تحقّق إنجازات عربية ودولية في جميع المجالات.

وذكرت فاطمة بنت خليفة الحوسنية مديرة الموسوعة العُمانية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب عن تمكين الحكومة الرشيدة للمرأة العُمانية والحرص على مشاركتها في مختلف الفعاليات الثقافية المحلية والخارجية؛ لإيمانها الكبير بقدر المرأة العُمانية وإثبات إبداعها في مختلف المجالات ، حيث حصدت عدد من الأديبات والشاعرات العُمانيات مراكز متقدمة في محافل مختلفة تُعنى بمجالات الأدب والشعر والفن ، كما وجدت المرأة العُمانية حاضرة في نسخ وترميم وتحقيق المخطوط ، وأسهمت بذلك في حفظ التراث العُماني المخطوط ، وعليه فإن تمكين المرأة العُمانية في هذه المجالات يجعلها حريصة على إثبات نفسها وقدرتها على إتقان عملها ، وهذا ما يظهر جليًا من قبل الموظفات القائمات على ترميم المخطوطات في دائرة المخطوطات التابعة لوزارة الثقافة والرياضة والشباب.

WomensDayTanmia6

وأكدت الحوسنية بأن المرأة العُمانية شريكة الرجل في دفع عجلة التنمية المستدامة في البلاد ، وكما أن للرجل إسهاماته الكبيرة في مجال الثقافة والأدب ، كذلك المرأة العُمانية لها بصمتها الواضحة ، فقد شهد التاريخ العُماني على دورها الفعّال في نشر العلم والمعرفة ، فكان لها الفضل في نسخ المخطوطات ، وشراء الكتب وتوزيعها على طلاب العلم ، والمتّتبع للتاريخ سيجد أمثلة على نساء مبدعات في شتى مجالات الحياة كالفقيهة والمفتيّة الشيخة عائشة الرياميّة ، والسياسية السيدة موزة البوسعيدية ، والشاعرة والأديبة عائشة الوائلية ، والناسخة الشيخة عائشة العامرية ، والمحسنة السيدة ثريا البوسعيدية ، وبيّنت بأن دور المرأة العُمانية لم ينحصر على مجال معين ، فهي حاضرة وجذورها متأصلة في عمق الثقافة العُمانيّة ، ومجال الثقافة والأدب من المجالات المهمة التي أبدعت فيها قديمًا وحديثًا ، وسطّرت حضورها بشكل لافت يشار إليه بالبنان.

وعن الاحتفاء بالمرأة العُمانية لهذا العام عقّبت الحوسنية بأن تخصيص يوم للاحتفاء بالمرأة العُمانية يُعد تتويجًا لجهودها وتقديرًا لإنجازاتها، فالانعكاس الذي يخلفه هذا الاحتفاء سيضيف علامة فارقة في سماء الثقافة والأدب في سلطنة عُمان ، وسيكون محفزًا ودافعًا على مواصلة العطاء ، فالأمم الراقية لا تقاس بثرواتها الماديّة وإنما بثقافة ورقي شعوبها ، ومن خلال الاطلاع على تجارب المرأة العُمانية في مجال الثقافة والأدب نجد بأن لها تجارب ناجحة ومشرّفة ، بل وفاقت التوقعات ، والدليل على ذلك مستوى الجوائز التي فازت بها المرأة العُمانية على المستويين الإقليمي والعالمي في مجال الثقافة والأدب ، فقد حصدت الروائية جوخة الحارثية على أهم جائزة أدبية بعد جائزة نوبل وهي جائزة “مان بوكر العالمية” لعام 2019م عن روايتها “سيدات القمر” في نسختها المترجمة ، واختتمت الحوسنية بالتأكيد على أهمية الثقافة بجميع علومها ومجالاتها ، وضرورة مواصلة دعم المرأة العُمانية ، وتمكينها وفقًا لتوجيهات الحكومة الرشيدة ، وانطلاقًا من رؤية “عُمان 2040″ التي نصت على دعم المرأة والأسرة في جميع الميادين.

ومن جانبها استعرضت مريم بنت ناصر الخربوشية مديرة الهوية الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب عن مسارها المهني في القطاع الثقافي منذ عملها في مشروع الموسوعة العُمانية ، والتحاقها بـ”وزارة التراث والثقافة آنذاك” ، وتدرّجها في عدة وظائف في القطاع الثقافي بالوزارة ، إلى أن وصلت مديرة دائرة الهوية الثقافيّة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب ، كما شاركت في العديد من المشاريع وفرق العمل أهمها إعداد الاستراتيجية الثقافية ، وإعداد ملفات سلطنة عُمان للتسجيل في قوائم صون التراث الثقافي غير المادي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” وغيرها من المشاريع الأخرى.

WomensDayTanmiaMarim7

وأشارت بأن الأدب والثقافة والمخطوطات من المجالات الهامة في نمو وتطور المجتمعات ، وسلطنة عُمان تمتلك ثراء ثقافي مميّز وتاريخ عظيم في الأدب والمخطوطات ، وساهمت فيه المرأة بشكل كبير في صون وحفظ ونقل وصنع هذا الإبداع الثقافي والأدبي ، كما يعد الاحتفال بيوم المرأة العُمانية فرصة للنساء المبدعات في الجانب الثقافي والأدبي لتسليط الضوء عليهن والاحتفاء بإنجازاتهن محليًا وإقليميًا وعالميًا ، وحافزًا كبيرًا لهن لبذل المزيد من الإبداع الثقافي والأدبي ، والمرأة العُمانية رائدة في هذا المجال بمفهومه الواسع ؛ فهي إبنة هذه الأرض الطيبة ، وتستمد الإلهام من بيئتها وإنسانها وخلفيتها المجتمعية والثقافية ، وهناك الكثير من النساء العُمانيات مّمن يقدمن تجربة إبداعية فريدة في هذا المجال ، مع الحاجة للمزيد من النماذج النسائية الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى