مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تُطلق موسوعة “الحضارة الإسلامية في صقلية”

دبي : هرمز نيوز
أطلقت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة موسوعة “الحضارة الإسلامية في صقلية” والتي أعدَّتها الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي الشاعرة والناقدة والباحثة الأكاديمية الفلسطينية المعروفة بأعمالها المبدعة في الوسط الأدبي على مستوى العالم على مدار أكثر من نصف قرن، وذلك خلال ندوة خاصة أقيمت ضمن معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 بحضور سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي للمؤسَّسة، والدكتور خليل الشيخ، مدير إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في مركز أبوظبي للغة العربية.
وتعد الموسوعة التي تم إصدارها باللغة الانجليزية مرجعاً يهتدي به الباحثون والمؤرخون في العالم ممن سيكتبون عن صقلية وتاريخها والعلاقة التي جمعتها بالمنطقة العربية والعالم الإسلامي.
وتتضمن الموسوعة أكثر من 33 بحثاً يوثق لِحقب مختلفة من تاريخ العرب المسلمين في الجزيرة المتوسطية، حين كانت صقلية مركز إشعاع في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وقد أسهم في وضع الموسوعة 32 باحثاً منهم 15 إيطالياً وآخرون من دول عربية وغربية.
وأكَّد سعادة جمال بن حويرب أنَّ الموسوعة تمثِّل سردًا حضاريًا متكاملًا يغطي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والمعمارية في صقلية خلال فترة الحكم الإسلامي (831–1091م)، مشيرًا إلى أن الجزيرة ما تزال تحتفظ بإرث حضاري عربي وإسلامي واضح، سواء في المعمار أو اللغة أو حتى في أنماط الطهي والري، وتُعدّ شاهدًا حيًا على التفاعل المستمر بين الحضارة العربية والإيطالية الأوروبية.
وأوضح أن العاصمة باليرمو تضم أكثر من 300 مسجد كانت قائمة خلال الحقبة الإسلامية، وأن التأثير العربي ظل حاضرًا وانتقل حتى أثر على الحكم النورماني، مشيرًا إلى أن عباءة الملك روجر الثاني كانت مطرزة بعبارات عربية، كما أن العلماء العرب ساهموا في تطوير مختلف ميادين الحياة في الجزيرة.
وشدد بن حويرب على التزام المؤسَّسة بدعم كافة المبادرات التي تسهم في تعزيز التعاون الحضاري، ترجمةً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”.
وأهدى سعادته الموسوعة إلى روح الشاعرة والمفكرة الراحلة سلمى الخضراء الجيوسي، التي وافتها المنية في عام 2023 بعد أن عملت على تدقيقها لما يزيد على 18 عامًا. وقال: “نتمنى أن نكون في المؤسسة وكل من شارك في هذا العمل المهم قد غطينا جوانب الحياة والجمال والعلم والآثار التي بقيت حتى اليوم في قلب المتوسطي. فحضارة الأندلس لها تاريخ وصقلية لها تاريخ، وفي هذه الموسوعة لأول مرة نفصل تاريخ الأندلس عن تاريخ صقلية مشيراً إلى أن المكتبة العربية تفتقر لأعمال توثق الحكم الإسلامي في صقلية مقارنة بغزارة ما كُتب عن الأندلس.
من جانبه، أكد الدكتور خليل الشيخ أن كتاب “الحضارة الإسلامية في صقلية” هو نتاج جهد وعلم، ولابد أن يُدرس في المؤسسات التعليمية العالية والجامعات الإماراتية والعربية، حتى يتعرف الطلاب والدارسين على هذا البُعد الحضاري الذي يشمل حياة بأكملها في جزيرة صقلية، بما فيها من سياسة واقتصاد واجتماع وفنون وأدب وزراعة.
يُذكر أن الموسوعة تناولت عدة موضوعات تضمنت: اللغة الإيطالية وتأثرها باللغة العربية، وفنون العمارة الإسلامية البارزة في أروقة المدن والحواضر، والآداب، والعلوم، والموسيقى، وغيرها من الأنماط الأدبية التي ميزت حقبة الحكم العربي لصقلية التي ظهرت آثارها جلية وبشكل كبير في مختلف مؤلفات ومخرجات الحضارة الأوروبية.