في مشهد إيماني مهيب .. ضيوف الرحمن يقفون بعرفات لأداء الركن الأعظم من الحج

مكة المكرمة : هرمز نيوز
يؤدي حجاج بيت الله الحرام اليوم الخميس الوقوف بعرفة، الركن الأعظم من مناسك الحج، في مشهد إيماني مهيب تتجلّى فيه الروحانية والخشوع، وسط منظومة متكاملة من الخدمات والتسهيلات التي وفرتها الجهات المعنية بالمملكة العربية السعودية لضمان سلامة الحجيج وأداء نسكهم بيسر وطمأنينة.
ويُعد الوقوف بعرفة من أعظم شعائر الحج، إذ قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “الحج عرفة”، وهو الركن الذي لا يتم الحج إلا به، ويبدأ من زوال شمس اليوم التاسع حتى فجر اليوم التالي، حيث يقف الحجاج متوجهين إلى الله بالذكر والدعاء والتلبية.
وتشهد المشاعر المقدسة تنفيذ خطة تشغيلية متكاملة من مختلف الجهات السعودية، تشمل خدمات النقل والإسكان والتغذية والإسعاف والأمن، حيث سخرت المملكة أكثر من 150 ألف عنصر من الجهات الأمنية والصحية والخدمية لتيسير أداء المناسك، وضمان أقصى درجات الراحة والسلامة لضيوف الرحمن.
كما تم تجهيز المرافق الصحية في مشعر عرفات بـأكثر من 100 مركز طبي وعيادة متنقلة، إلى جانب سيارات الإسعاف الميدانية، للتعامل مع أي حالات طارئة. وتستفيد هذه الجهود من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والمراقبة الذكية لتعزيز إدارة الحشود بكفاءة عالية.
وتُعد هذه النسخة من موسم الحج من أكثر المواسم تطورًا من حيث الخدمات الذكية، حيث تم تفعيل “بطاقة الحاج الذكية” التي تحتوي على معلومات شاملة عن كل حاج، وتساعد في تتبّع تحركاته وخدماته وسكنه، ضمن بيئة إلكترونية آمنة ومنظمة.
وعلى صعيد عرفات، صدحت أصوات الحجيج بالتلبية والدعاء، وامتزجت مشاعرهم بين الرجاء والخشوع ودموع التوبة، في مشهد مؤثر رغم ارتفاع درجات الحرارة، حيث واجهته الجهات المعنية بتوفير آلاف المظلات ورشاشات الرذاذ المائي وأبراج التبريد، لتأمين أجواء مريحة وآمنة للحجيج.
ويُعد يوم عرفة فرصة عظيمة للتوبة ومغفرة الذنوب، إذ يتجرد فيه الحجاج من الدنيا ويُقبلون على الله بقلوب خاشعة، راجين أن يعودوا من حجهم كما ولدتهم أمهاتهم. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة”، مما يعكس عِظم هذا اليوم ومكانته في نفوس المسلمين.
ومع غروب شمس هذا اليوم المبارك، يبدأ الحجاج في النفرة إلى مشعر مزدلفة، حيث يقضون ليلتهم هناك ويجمعون حصى الجمرات، استعدادًا ليوم النحر في العاشر من ذي الحجة، والذي يشهد أداء عدد من الشعائر الكبرى، من رمي جمرة العقبة، وذبح الهدي، إلى التحلل من الإحرام، ثم الطواف والسعي، في ختام روحاني يفيض بالإيمان والخشوع.