في اليوم العالمي للأرصاد الجوية 2025 : إنجازات سلطنة عُمان في مواجهة الأعاصير المدارية

هرمز نيوز : وكالات
في إطار الاحتفال باليوم العالمي للأرصاد الجوية، الذي يصادف 23 مارس من كل عام، تحتفل سلطنة عُمان مع باقي دول العالم، حيث يهدف هذا اليوم إلى تسليط الضوء على أهمية الأرصاد الجوية في حياة البشر، وتخليدًا لذكرى دخول اتفاقية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حيز التنفيذ عام 1950. ويحمل الاحتفال لهذا العام 2025 شعار “معًا لسد الفجوة في الإنذار المبكر”، الذي يهدف إلى تقليل الآثار الناجمة عن الأعاصير المدارية والعواصف الشديدة والفيضانات.
منذ انضمام سلطنة عُمان إلى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) عام 1975، تعد من بين الدول الرائدة في مجال التعاون الدولي في مجال الأرصاد الجوية. وقد كانت سلطنة عُمان وما زالت حريصة على تبادل المعلومات والتعاون مع المنظمة ومراكزها الإقليمية لتطوير أنظمتها الخاصة بالتنبؤ وعمليات الرصد، وذلك تعزيزًا لقدراتها في هذا المجال الحيوي.
المركز الوطني للإنذار المبكر
في خطوة متقدمة في مجال الحماية من المخاطر الطبيعية، تم تأسيس المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة في سلطنة عُمان في عام 2004م، وتدشينه رسميًا في عام 2015. يُعد المركز أول هيئة وطنية مختصة بتقديم التنبيهات والتحذيرات من المخاطر الطبيعية المتنوعة في المنطقة، مثل الأعاصير المدارية، الفيضانات المفاجئة، وأمواج تسونامي الناتجة عن الزلازل البحرية. يعتمد المركز على أحدث التقنيات لرصد الأحوال الجوية والمخاطر الطبيعية على مدار الساعة.
تقنيات متطورة في خدمة المجتمع
يستفيد المركز من مجموعة واسعة من الأنظمة والأجهزة التقنية، منها 80 محطة أرصاد جوية متكاملة منتشرة في مختلف ولايات سلطنة عُمان، بالإضافة إلى رادارات الطقس والرادارات البحرية والأقمار الاصطناعية، مما يتيح له مراقبة وتحليل الظواهر الجوية بدقة عالية. كما يتم نشر التنبيهات عبر وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك الموقع الإلكتروني، الرسائل النصية، تطبيقات الهواتف الذكية، ومنصات التواصل الاجتماعي، مما يضمن وصول المعلومات إلى كافة فئات المجتمع.
التعاون المحلي والدولي في مجال الأرصاد الجوية
يعمل المركز الوطني للإنذار المبكر في تنسيق مستمر مع مختلف الجهات الحكومية المحلية مثل اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة، وكذلك مع المنظمات الدولية مثل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية واللجنة الدولية لعلوم المحيطات بمنظمة اليونيسكو. هذا التعاون الدولي يساهم في تعزيز استجابة سلطنة عُمان الفعالة للمخاطر الطبيعية.
التعامل مع الأعاصير المدارية
لقد أثبت المركز كفاءته في التعامل مع الأعاصير المدارية، حيث نجح في تقليل الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الأعاصير مثل إعصار شاهين. وذلك بفضل إصدار التحذيرات المبكرة وتقديم المعلومات بشكل مستمر للمواطنين والمقيمين ومتخذي القرار.
المبادرة العالمية للإنذار المبكر
في هذا السياق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، على أهمية مبادرة الأمم المتحدة للإنذارات المبكرة للجميع، والتي تهدف إلى توفير أنظمة إنذار مبكر بحلول عام 2027. ستسهم هذه المبادرة في سد الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية في مجالات الإنذار المبكر، مما سيساعد في حماية المجتمعات من الآثار السلبية لتغير المناخ.
ختامًا
إنّ سلطنة عُمان تسعى جاهدة لتعزيز قدراتها في مجال الأرصاد الجوية والإنذار المبكر، وذلك حفاظًا على سلامة المجتمع والمرافق الحيوية. ويؤكد هذا التعاون المستمر مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمراكز الإقليمية على التزام السلطنة بتحقيق أعلى مستويات الأمان في مواجهة التحديات المناخية المتزايدة.