في الذكرى الـ34 للاستقلال .. عشق آباد تحتفي بسباقات «أخال تيكي» وعروض ثقافية مبهرة

عشق آباد : د. محمد سعد
احتفلت تركمانستان بالذكرى الرابعة والثلاثين لاستقلالها في أجواء بهيجة جمعت بين التراث والرياضة والفنون، حيث شهدت العاصمة عشق آباد فعاليات استثنائية حضرها الرئيس سردار بردي محمدوف إلى جانب كبار المسؤولين والدبلوماسيين الأجانب.
أقيمت الفعاليات في المجمع الحديث للخيول، لتشكل لوحة وطنية متكاملة امتزجت فيها سباقات خيول «أخال تيكي» الأسطورية مع عروض فنية وثقافية أدهشت الجمهور المحلي والدولي.
مزيج من الفخر الوطني والفنون الشعبية
قبل انطلاق السباقات، تجول الرئيس بين أجنحة المعارض التي عرضت منجزات مختلف مناطق البلاد ومدينتي عشق آباد وأركاداغ، وتوقف عند مشاريع ثقافية وفنية تسلّط الضوء على غنى الإرث التركماني. كما تابع عروضًا موسيقية حية بالآلات التقليدية، ورقصات شعبية عكست أصالة الأجداد، إضافة إلى أعمال يدوية وحرفية تضمنت النقش على المجوهرات التقليدية وزخرفة أدوات الفروسية بالأحجار الكريمة.
وأشاد الرئيس محمدوف بجمالية هذه العروض، مؤكداً أنها تجسّد هوية الشعب التركماني وضرورة الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
سباقات مثيرة وجوائز كبرى
انطلقت بعد ذلك سلسلة من السباقات المثيرة وسط حماس الجماهير، وأسفرت نتائجها عن:
السباق الأول (1,600 متر): فوز «باباداش» من المجمع الرئاسي بزمن 1:51.3 دقيقة.
السباق الثاني (1,600 متر): «جيلزك» من بلدية عشق آباد بزمن 1:51.7 دقيقة.
السباق الثالث (1,600 متر): «هازينا» من وزارة الدفاع بزمن 1:50 دقيقة (الأسرع في اليوم).
السباق الرابع (1,600 متر): «دوفامات» من المجمع الرئاسي بزمن 1:48.2 دقيقة.
السباق الخامس (1,600 متر): «غرايول» من بلدية عشق آباد بزمن 1:48.7 دقيقة.
السباق السادس (2,200 متر): «غدراتليداج» من المؤسسة الحكومية توكاي هوجاليغي بزمن 2:33 دقيقة.
السباق الختامي الكبير (2,200 متر): «بزيرغن» من المجمع الرئاسي، متوّجًا بالجائزة الرئاسية الكبرى بزمن 2:34.5 دقيقة.
نال الفائزون بالسباقات الستة الأولى جوائز مالية قدرها 100,000 مانات لكل منهم، فيما حصل بطل السباق النهائي على 300,000 مانات، لتُختتم الاحتفالات بمشهد يعكس الارتباط الوثيق بين الرياضة والتراث والهوية الوطنية.
«أخال تيكي» .. الخيل الذهبي ورمز العراقة
تُعد خيول «أخال تيكي» – التي يطلق عليها عالميًا «الخيل الذهبي» – أيقونة وطنية لتركمانستان، حيث تعود أصولها إلى آلاف السنين وتشتهر بفرائها الذهبي اللامع وسرعتها الكبيرة وقدرتها الفائقة على التحمل.
ومن أبرز خصائصها:
اللمعان الذهبي: فراء براق يعكس الضوء كالمعدن المصقول.
القوة والسرعة: قدرة عالية على الركض لمسافات طويلة.
الذكاء والوفاء: تحتاج إلى مربٍ محترف وتُعرف بولائها لمالكها.
البنية المتناسقة: عظام قوية، سيقان رشيقة، وعيون لوزية مميزة.
تولي تركمانستان لهذه السلالة مكانة خاصة، حيث تحتفل سنويًا بـ«اليوم الوطني للخيول التركمانية». وفي نسخة 2025 بمدينة أركاداغ، فاز الحصان «ميليغوش» بلقب أجمل حصان، وحصل صاحبه على سيارة وكأس فخرية، فيما قدمت الولايات هدايا من الخيول الأصيلة للبلاد.
ورغم ندرتها عالميًا، حيث لا يتجاوز عددها 6600 حصان، تواصل هذه السلالة تألقها في المهرجانات الدولية مثل مهرجان السيرك في موناكو، لتظل جسرًا يربط بين تراث تركمانستان العريق وحضورها العالمي المعاصر.