في احتفالية ميلاد بارزاني .. توافق كردي مصري حول القضية الفلسطينية

القاهرة : د. محمد سعد
احتضن نيل القاهرة، مساء الجمعة، احتفالية الحزب الديمقراطي الكردستاني بالذكرى 122 لميلاد الزعيم الكردي ملا مصطفى بارزاني، بحضور الدكتور مهند محسن علوان ، القائم بأعمال السفير العراقي في القاهرة، إلى جانب عدد من النواب والدبلوماسيين والإعلاميين وأساتذة الجامعات.
وفي مستهل الحفل، قدم الدكتور مهند محسن علوان التهنئة باسم السفير العراقي الدكتور قحطان طه خلف وسفارة جمهورية العراق لدى القاهرة، مهنئًا الحزب الديمقراطي الكردستاني بهذه المناسبة، ومشيدًا بالدور البارز الذي يقوم به الأستاذ شيركو حبيب، مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، في تعزيز العلاقات العراقية – المصرية. وأكد علوان أن الزعيم ملا مصطفى بارزاني سيظل رمزًا خالدًا في الذاكرة الكردية والعراقية، نظرًا لإسهاماته العظيمة في ترسيخ الديمقراطية بالعراق.
من جانبه، ألقى شيركو حبيب كلمة أوضح فيها أن الاحتفال بهذه الذكرى هو تخليد لقائد ثوري حظي باحترام العرب والعالم، مستعرضًا محطات هامة في مسيرة بارزاني، بدءًا من مشاركته في ثورة الشيخ سعيد پيران في كردستان تركيا عام 1929، مرورًا بقيادته لحركة بارزان الثورية (1943 – 1945) ضد الحكومة العراقية المدعومة بريطانيًا، وصولًا إلى تأسيسه الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1946.
وأشار حبيب إلى الدور الريادي الذي لعبه بارزاني في إعلان جمهورية كردستان بمدينة مهاباد عام 1946، حيث عُيّن قائدًا لجيش الجمهورية، ومنح رتبة جنرال. وبعد انهيار الجمهورية، لجأ مع 500 من رفاقه إلى الاتحاد السوفييتي، متحملين صعوبات جمّة أثناء رحلتهم عبر إيران وتركيا والعراق، وبقوا هناك لمدة عشر سنوات.
وأوضح حبيب أن الزعيم عبد الكريم قاسم دعا بارزاني للعودة إلى العراق عام 1958، حيث استُقبل استقبال الأبطال، لكن سرعان ما تجدد الصراع بين الجانبين بسبب اختلاف الرؤى حول الحقوق الكردية، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عسكرية عام 1961.
وخلال كلمته، تطرق حبيب إلى العلاقات التاريخية بين الزعيم بارزاني ومصر، مذكرًا بأن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر كان أول زعيم عربي يستقبله عام 1958، مشيدًا بدعمه للحقوق القومية الكردية ومعارضته لاستخدام القوة ضدهم. كما أشار إلى زيارة بارزاني لمدينة بورسعيد بعد العدوان الثلاثي عام 1956، حيث أبدى تضامنه الكامل مع الشعب المصري.
وفي سياق متصل، شدد حبيب على أن موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يزال ثابتًا في دعم القضية الفلسطينية، ورفض أي مشروع يهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا، انسجامًا مع الموقف المصري الرافض لذلك. وقال: “نشعر بمعاناة الأشقاء الفلسطينيين، ونحترم قرارات السلطة الفلسطينية”.
واختتم كلمته بتقديم التهنئة إلى الشعب المصري بمناسبة انتصارات العاشر من رمضان، متمنيًا الرحمة للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لتحرير أراضيهم، ومثمنًا مواقف مصر حكومةً وشعبًا تجاه العراق وكردستان.