رئيس وزراء ماليزيا يفتتح “ميهاس 2025” ويدعو لتبني الحلال كمنظومة قيم وأخلاقية

كوالالمبور : د. محمد سعد
دشن رئيس وزراء ماليزيا، أنور إبراهيم، الجمعة معرض “ميهاس 2025” للحلال العالمي بشكل رسمي، في مركز ماليزيا الدولي للتجارة والمعارض (MITEC)، بتنظيم هيئة تنمية التجارة الخارجية الماليزية “ماتريد”، بمشاركة أكثر من 2400 عارض ومشترٍ من 80 دولة، واستقطاب نحو 45 ألف زائر، مع تحقيق مبيعات تجاوزت 1.05 مليار دولار.
ودعا رئيس الوزراء المجتمع الدولي والشركات المشاركة إلى تبني الحلال كمنظومة قيم تعزز الاستهلاك الأخلاقي والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والاستدامة البيئية. وأكد أنور إبراهيم: “يجب تمكين الجمهور ليكون مستهلكًا ملتزمًا بالأخلاق، ودعم رواد الأعمال الحلال لاختراق الأسواق العالمية، وبناء جيل جديد من خبراء الحلال المحترفين، ليس فقط في المعرفة الدينية، بل أيضًا في علوم الأغذية والتكنولوجيا والهندسة والقانون.”
وأوضح أنور إبراهيم أن ماليزيا وضعت “الخطة الرئيسية لصناعة الحلال 2030″ (HIMP) و”الخطة الرئيسية الصناعية الجديدة 2030” (NIMP) لجعل البلاد مركزًا عالميًا لصناعة الحلال، متوقعًا أن تصل صادرات المنتجات والخدمات الحلال إلى 80 مليار رينجيت ماليزي بحلول 2030. وأشار إلى أن قطاع الحلال سيُسهم بما يقدر بـ231 مليار رينجيت، أي نحو 10.8% من الناتج المحلي الإجمالي، مدفوعًا بالطلب القوي على الغذاء والتمويل والسياحة، مقارنة بسوق الحلال العالمي الذي تقدر قيمته بأكثر من 16.02 تريليون رينجيت ماليزي ومن المتوقع أن يصل إلى 22.88 تريليون بحلول 2030.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن نحو 10 آلاف شركة ماليزية، معظمها صغيرة ومتوسطة، حصلت على اعتماد الحلال من هيئة تطوير الثروات الماليزية (JAKIM)، مع اعتراف أكثر من 50 دولة بالعلامة التجارية الماليزية للحلال، وتعاون الهيئة مع أكثر من 80 جهة معتمدة لإصدار شهادات الحلال في 45 دولة.
وتطرق أنور إبراهيم إلى الجذور التاريخية والتربوية للتجارة الحلال، مستشهدًا بالمحدث سفيان بن عيينة: “لا يبلغ العبد جوهر الإيمان حتى يجعل الحلال ستراً بينه وبين الحرام، ويتجنب المعصية.” وأضاف أن رحلة تطوير صناعة الحلال الماليزية لم تكن سهلة، مشيدًا بمبادرة رئيس الوزراء الأسبق تون عبد الله أحمد بدوي وجهود جميع الأطراف المعنية.
وشدد رئيس الوزراء على أن مفهوم الحلال في ماليزيا يشمل رؤية شاملة للتجارة والاستثمار والحياة، ويمتد إلى قطاعات متعددة بما في ذلك الرعاية الصحية، مستحضرات التجميل، السياحة، والتمويل الإسلامي، ويعكس التزامًا بالنزاهة والقيم الدينية في الأسواق العالمية.
وعن الابتكارات الرقمية، كشف أنور إبراهيم عن منصة MADANI المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى ربط الشركات وتعزيز التوفيق التجاري، مؤكداً أن ماليزيا ستواصل دعم صناعة الحلال لتصبح مساهمًا رئيسيًا في الاقتصاد الوطني كما أشار إلى تصدر ماليزيا مؤشر الاقتصاد الإسلامي العالمي (GIEI) لمدة 11 عامًا متتالية، بفضل تميزها في التمويل الإسلامي والأغذية الحلال والإعلام والترفيه، داعيًا إلى تبني مبادئ التجارة الأخلاقية والمستدامة على المستوى الدولي.
من جانبه، أكد وزير الاستثمار الماليزي ظفرول عزيز أن معايير الحلال تعتبر “خطًا أحمر”، داعيًا إلى إعادة ضبط هيكلية النظام التجاري العالمي لتعزيز التجارة العادلة والشاملة، وإدراج المبادئ الأخلاقية في سلاسل التوريد والاتفاقيات الدولية.
وقال الوزير: “ماليزيا مستعدة لقيادة هذا التوجه عالميًا، ليس فقط كمورد، بل أيضًا كجهة واضعة للمعايير وبانية للأنظمة، ومد جسور للتجارة الأخلاقية.”