ثلاثة قرون… من التأسيس إلى الريادة
كتب : يحيى بن سعيد آل داوود
في مناسبة وطنية فريدة ، نحتفل اليوم بمسيرة ثلاثة قرون من العز والفخر ، تبدأ من لحظة تأسيس الدولة السعودية على يد المؤسس الإمام محمد بن سعود ، القائد الذي وضع أسس البداية وخلدها في صفحات التاريخ. نشأ الإمام محمد بن سعود في بيت من العز والكرامة، حيث عمل جنبًا إلى جنب مع والده في إدارة شؤون الإمارة، مما منحه معرفة واسعة بكل جوانب الحكم، ليأتي عام 1727 ويؤسس الدولة السعودية من قلب الدرعية، على أرضٍ احتضنت الإيمان والقيم الراسخة، وإرادة لا تُقهر.
من تلك الصحارى الشامخة والجبال الصامدة ، التي اختبرت صمود أجدادنا ، خرجت دولة قوية مؤمنة بمبادئها، تحققت فيها الوحدة والأمن ، لتسطر أروع صفحات العز والبطولات. ثلاثة قرون من النمو المستمر والعطاء اللامحدود، ومن الإنجازات التي أثبتت قدرتنا على التفوق في جميع المجالات، لتظل المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول، مستشرفة مستقبلاً مشرقًا.
يوم 22 فبراير 1727، هو يوم يُرسخ في ذاكرة التاريخ باعتباره بداية التأسيس، حيث أقر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – هذا اليوم ليكون مناسبة وطنية للاحتفال بجذور الدولة السعودية العميقة، وتذكر البذرة الأولى التي زرعها الإمام محمد بن سعود، والتي أثمرت دولة قوية ومزدهرة، تعيش في استقرار وتواصل العمل الدؤوب لبناء وطنٍ أبهى.
إن ما تشهده المملكة اليوم من نمو وتطور في كافة القطاعات، ومن أبرزها قطاع التعليم، يأتي نتيجة للرؤية الثاقبة والتوجيه الحكيم من قبل معالي وزير التعليم، بما يتماشى مع الجهود المباركة التي تبذلها الحكومة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تضع المملكة في مقدمة دول العالم.
اليوم، ونحن نحتفل بثلاثة قرون من المجد والعزة، نحتفي بتاريخنا العريق، وحكاية عزٍ ورخاء، وإرث ثقافي أصيل، هوية لا تتغير، ومجد لا ينتهي. نحتفل بوطنٍ نستمد منه القوة والإلهام، وقلوبٍ خفاقة تحت راية خضراء مرفوعة دائمًا. ورثنا هذه الحضارة جيلاً بعد جيل، ونعاهد أنفسنا على المضي قدمًا في بناء جيل المستقبل، جيل طموح يرفع راية المملكة عالياً في سماء العالم.
يحيى بن سعيد آل داوود
الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية لدى سلطنة عُمان
