تمكين المرأة اقتصاديًا: نتائج وتوجهات المؤتمر السنوي العاشر لجمعية سيدات أعمال مصر 21

كتب: ماهر بدر
استضافت جامعة الدول العربية فعاليات المؤتمر السنوي العاشر لجمعية سيدات أعمال مصر 21، الذي أقيم تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، بعنوان “الاتجاهات الكبرى التي تشكل إمكانات المرأة الاقتصادية”. انعقد المؤتمر في الفترة من 13 إلى 17 فبراير 2025، في مدن القاهرة، أسوان، والأقصر، بمشاركة واسعة من الوفود المحلية والدولية. وقد تناول المؤتمر القضايا الملحة التي تهدف إلى تعزيز دور المرأة في الاقتصاد العالمي.
حضر المؤتمر العديد من الشخصيات البارزة، أبرزها الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، التي حضرت نيابة عن رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هيفاء أبو غزالة، رئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، والدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي للمتحف المصري الكبير. كما شاركت مجموعة من الوزارات والمؤسسات الحكومية المصرية البارزة، مثل وزارة التجارة والصناعة، وزارة السياحة والآثار، وزارة التعاون الدولي، وزارة البيئة، وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ووزارة الطيران المدني، بالإضافة إلى وفود دولية من دول مثل السعودية، السنغال، الولايات المتحدة الأمريكية، تونس، هولندا، كوت ديفوار، التشيك، ألمانيا، بلجيكا، سلوفاكيا، الأردن وكوريا.
وشهد المؤتمر احتفال جمعية سيدات أعمال مصر 21 بمرور عشرة أعوام على تنظيم هذا الحدث السنوي، حيث تم استعراض الإنجازات التي حققتها الجمعية في مجال دعم وتمكين المرأة اقتصاديًا. كما تم عرض مجموعة من المشاريع الناجحة التي استفادت من برامج الجمعية، إلى جانب الشراكات الاستراتيجية الموقعة مع مؤسسات محلية ودولية لدعم ريادة الأعمال والابتكار.
ناقش المؤتمر عدة محاور رئيسية، منها التحديات التي يواجهها القطاع الخاص وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأهمية التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في تحسين أداء الأعمال التجارية. كما تم التطرق إلى دور الاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية في استراتيجيات الشركات، بالإضافة إلى استعراض الحلول المالية وغير المالية التي تدعم عمليات الاستيراد والتصدير. كما تم الحديث عن آخر التطورات في مجال التكنولوجيا المالية وكيفية استفادة الشركات الصغيرة والمتوسطة من هذه الابتكارات.
في كلمتها، أكدت الدكتورة مايا مرسي أن المؤتمر يُعد منصة هامة للسيدات المهتمات بتمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا، معربة عن شكرها لجميع الجهات المشاركة على جهودها في هذا المجال. وأضافت أن المرأة المصرية تشكل ركيزة أساسية في المجتمع، مؤكدة استمرارها في تحقيق تقدم ملموس في مختلف المجالات. وأوضحت أن نسبة النساء في القوى العاملة في مصر بلغت 45%، بينما تمثل النساء 25% من المناصب القيادية، مشيرة إلى أهمية تمكين المرأة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
تطرقت الوزيرة أيضًا إلى دور المرأة المصرية في ريادة الأعمال، مشيرة إلى أن صاحبات الأعمال تمثلن 16% من رواد الأعمال في مصر، داعية إلى ضرورة زيادة هذه النسبة لتصل إلى 50%، لتعزيز دور النساء في الريادة والابتكار.
كما تحدثت عن نجاحات سيدات الأعمال المصريات في إطلاق شركات ناشئة تنافس على المستويين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة حصول النساء على التمويل متناهي الصغر إلى 60%.
من جانبها، أكدت الدكتورة يمنى الشريدي، رئيسة جمعية سيدات أعمال مصر 21، أن المؤتمر شكل منصة حيوية لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة في مجالات الاقتصاد وريادة الأعمال. وأضافت أن الجمعية تسعى إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال برنامج متنوع يشمل ندوات وورش عمل تهدف إلى تعزيز قدرة هذه المشاريع على التكيف مع التكنولوجيا الحديثة.
أشادت الدكتورة يمنى الشريدي أيضًا بالدور الكبير الذي تلعبه المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص في تمكين المرأة، من خلال تقديم برامج تدريبية وورش عمل داعمة، مؤكدة التزام الجميع بتوفير فرص متساوية في سوق العمل.
اختتم المؤتمر بتأكيد المشاركين على ضرورة تعزيز تمكين المرأة في المجال الاقتصادي، من خلال تحسين بيئة الأعمال وتوفير الدعم اللازم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تديرها سيدات الأعمال. كما أكدوا على أهمية إحداث تغيير حقيقي في مجتمعاتنا من خلال تعزيز فرص المساواة وتمكين المرأة. ويُعد هذا المؤتمر خطوة هامة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال تمكين المرأة اقتصاديًا، ويعكس التزام جمعية سيدات أعمال مصر 21 بتوفير منصة فعالة لتمكين النساء في مجالات الأعمال والتكنولوجيا على المستويين المحلي والدولي.