تحولات المنطقة بين السياسة والواقع .. نقاش معمق في الجمعية التاريخية العُمانية

كتب : د. محمد سعد
استضافت الجمعية التاريخية العُمانية مساء أمس (الاثنين) الباحث والإعلامي الدكتور محمد بن مبارك العريمي، رئيس جمعية الصحفيين العُمانية، في جلسة حوارية بعنوان: «التحولات في المنطقة بين الواقع والسياسة: قراءة التحديات والسيناريوهات المستقبلية».
شهدت الجلسة حضوراً لافتاً من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالشأن العام، حيث قدّم الدكتور العريمي قراءة معمقة للتفاعلات السياسية الراهنة في المنطقة، مؤكداً أن فهم الحاضر لا ينفصل عن تراكمات الماضي وأن للبعد التاريخي دوراً محورياً في تفسير كثير من القضايا الحالية.
وأوضح العريمي أن المنطقة تمر بمرحلة دقيقة تتشابك فيها الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن العديد من التحديات ليست آنية، بل هي امتداد لمسارات تاريخية وجغرافية طويلة. كما تناول أبرز الإشكالات الراهنة، مثل التنافس الجيوسياسي والتحولات الاقتصادية العالمية، مؤكداً أن معالجتها تتطلب وعياً مجتمعياً وخطاباً واقعياً بعيداً عن المبالغة والانفعال.
وفي جانب استشراف المستقبل، عرض العريمي جملة من السيناريوهات المحتملة لمصير المنطقة، مشيراً إلى أن موازين القوى قد تتبدل بفعل تطورات مفاجئة أو تدخلات خارجية، وهو ما يستدعي وضع خطط استباقية تضمن جاهزية المجتمع والدولة للتعامل مع المتغيرات بكفاءة. وشدد على أهمية رفع مستوى الوعي الوطني وإشراك مختلف شرائح المجتمع في صياغة وعي جمعي متماسك قادر على مواجهة التحديات.
وقد شهدت الجلسة تفاعلاً واسعاً من الحضور، الذين قدّموا مداخلات وأسئلة ثرية عكست اهتماماً كبيراً بموضوع النقاش. وأجمع المشاركون على أهمية الطرح الذي قدمه العريمي، داعين إلى النظر بجدية إلى التحولات المقبلة والعمل بروح مشتركة لحماية الوطن من أي تداعيات محتملة.
واختُتمت الفعالية وسط إشادة بعمق الطرح وشفافية النقاش، في حين عززت مكانة الجمعية التاريخية العُمانية كمنصة للحوار الفكري والوطني، وأسهمت في إبراز دور النخب الأكاديمية والإعلامية في استشراف المستقبل ورسم صورة أوضح للتحديات والفرص التي تواجه المنطقة.