تحت شعار “الثقافة أسلوب حياة”.. قمة أبوظبي الثقافية تستكشف مستقبل قطاع الثقافة العالمي لبناء منظومة أكثر تنوعاً واستدامة
كتب : د. محمد سعد
أعلنت دائرة الثقافة والسياحة-بأبوظبي عن انعقاد الدورة الخامسة من القمة الثقافية هذا العام تحت شعار “الثقافة أسلوب حياة” في منارة السعديات بأبوظبي خلال الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر 2022، وذلك لاستكشاف مستقبل قطاع الثقافة ومناقشة الحلول الثقافية الإبداعية لأبرز القضايا العالمية الملحة التي تؤثر على العالم اليوم. وسيكون الحضور شخصياً في دورة هذا العام من المنتدى العالمي الرائد.
وتناقش القمة هذا العام تحت شعار “الثقافة أسلوب حياة”، التحديات المعاصرة التي تقود وتدفع إلى التغيير في مجال الصناعات الإبداعية والثقافية، والقطاعات الثقافية الأوسع في عالم اليوم. ويتناول جدول أعمال القمة مفهوم تبني الثقافة كتجربة حية في عالم شهد تحولات جذرية فرضتها جائحة “كوفيد-19″، والفهم بشكل أفضل للتأثير الواسع للثقافة على حياتنا الفردية والجماعية. وتكرس القمة من خلال مجموعة متنوعة من الكلمات الرئيسية والجلسات الحوارية والمحاضرات والعروض التقديمية والمباحثات، خبرات المشاركين من القادة الثقافيين والفنانين وصناع القرار والباحثين والمفكرين والتربويين والمبدعين لدراسة هذه القضايا المعاصرة الملحة.
تم تنظيم جدول أعمال القمة بحيث يتضمن كل يوم دراسة أحد الموضوعات بمزيد من التفصيل. في اليوم الأول، ستتناول القمة محور “النظم الثقافية الحية” من منظور القطاعات، حيث تناقش ظهور منظومات ثقافية وإبداعية حية أكثر مرونة وقابلية للتكيف واستجابة للتغييرات. كما يبحث هذا الموضوع في القضايا والتحديات التي تواجه قطاع الثقافة في إنتاج ونشر المحتوى الثقافي بعد التداعيات الحادة للجائحة. وفي ذلك اليوم، سترحب القمة بشكل خاص بثلاثة رؤساء دول سابقين، داليا جريبوسكايتو رئيسة ليتوانيا (2009-2019)، وإيفو يوسيبوفيتش رئيس كرواتيا (2010-2015)، وجويس باندا، رئيسة ملاوي (2012-2014)، وسيدير معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، جلسة لاستكشاف دور الثقافة في بناء مجتمعات مرنة ومشتركة. وستتم مراجعة جميع المجالات الإبداعية من خلال هذا المنظور من خلال حوار رئيسي استثنائي بين معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة–أبوظبي، والممثل الكوميدي والمذيع التلفزيوني الشهير تريفور نوح. وسيكون هنالك مجموعة من العروض الفنية يقدمها عدد من الشخصيات الرئيسية من مشهد الفنون الأدائية، ومناقشات حول إعادة تحديد دور مقتني الأعمال الفنية، وقوة تأثير المناطق الثقافية. وسيتضمن اليوم أيضاً عروضاً تقديمية إبداعية لعدد من الفنانين، وعروض أفلام، وورش عمل، وجلسات حول السياسات المتعلقة بالثقافة، حيث يُقدم كل ذلك ضمن برنامج متميز متعدد المسارات.
وفي اليوم الثاني، تناقش القمة من خلال محور “الحياة الثقافية” كيفية تأثير الثقافة على الأفراد والمجتمعات من خلال منظور تغيير أنماط المشاركة الثقافية. ويبحث هذا المحور في كيف اضطر قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية إلى الابتكار ليتمكن من مواجهة الاضطرابات الكبيرة التي تسببت بها الجائحة، حيث أصبح الوصول إلى هذه المنتجات والخدمات الثقافية الرقمية بمثابة شريان حياة اجتماعي ونفسي وجزءاً من روتين الحياة والتجارب اليومية للأشخاص لا سيما خلال فترات الإغلاق. وستبدأ فعاليات اليوم الثاني بكلمة رئيسية لمعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وستتم دعوة المشاركين في القمة بشكل خاص لاستكشاف دور الذكاء الاصطناعي في مستقبل الثقافة من خلال جلسات حوارية ودراسات حالة من عدد من شركات التكنولوجيا المتطورة مثل “تيم لاب”، بالإضافة إلى حوار إبداعي استثنائي بين تيم مارلو، الرئيس التنفيذي ومدير متحف التصميم في لندن، و”آيدا” أول روبوت فنان فائق الواقعية وشبيه للإنسان في العالم. كما سيستكشف بانوس إيه باناي، الرئيس الشريك لأكاديمية التسجيل، في حوار مع جيمي جام العلاقة بين “التكنولوجيا والإبداع والوجه المتغير لثقافة البوب”، يليه كلمة رئيسية من المهندس المعماري الشهير إيال وايزمان. وسيتم الغوص في المشهد الثقافي النابض بالحياة في أفغانستان لاستكشافه من خلال جلسة حوارية. ويختتم هذا اليوم بجلسة حوارية يديرها متحف جوجنهايم جنباً إلى جنب مع الفنان إيمكا أوجبوه، والمهندس المعماري جينج ليو والتي ستكشف عما ينتج فضاءً عاماً اليوم.
وأخيراً، سيركز محور “الثقافة والتنوع وقوة التأثير” على التحديات المهمة المتعلقة بحماية وتعزيز تنوع التعبير الثقافي وكيف يمكن للسياسات وهيكليات التمكين التي يتم تنفيذها أن تدعم بطريقة مستدامة عملية التعبير عن هذا التنوع والحفاظ عليه. وسيتم أيضاً استكشاف فكرة التنوع في الجلسة الحوارية التي ينظمها بيركلي أبوظبي حول “دمج التنوع الثقافي من خلال الموسيقى”. وتشمل أبرز الكلمات الرئيسية والحوارات الإبداعية في ذلك اليوم المهندسين المعماريين سمية فالي، والسير ديفيد أدجاي، ورئيسة بيركلي إيريكا موهل. وسيبدأ اليوم بأداء تراثي يرسخ الهوية الإماراتية في قلب القمة الثقافية وينتهي بعرض من مشروع الجاز العالمي “جلوبال جاز بروجكت”، وهو مشروع موسيقي متعدد الثقافات للفنان الحائز على جائزة جرامي دانيلو بيريز بمشاركة الموسيقار شربل روحانا.
وتشمل الموضوعات الأخرى التي ستتم مناقشتها خلال القمة: تأثيرات الوسائط الرقمية والذكاء الاصطناعي، والتركيز على بعض المناطق الجغرافية مثل شرق أفريقيا والفنون والثقافة، والثقافة والطوارئ المناخية، وغيرها من الموضوعات الأخرى.
ويتضمن جدول أعمال القمة هذا العام أيضاً مشاركة نخبة من المتحدثين، مثل إرنستو أتون راميريز، مساعد المدير العام للثقافة في منظمة اليونسكو، وفياميتا روكو، محررة ومراسلة الشؤون الثقافية في مجلة “ذي إيكونوميست”، والدكتورة هيلينا ناصيف، المدير التنفيذي لمؤسسة المورد الثقافي، وهارفي ماسون (جونيور)، الرئيس والمدير التنفيذي لـ “أكاديمية التسجيل”، والمنتجة جينيفر ستوكمان، والمهندس المعماري الحائز على الجوائز فرانك جيري وجامعا الأعمال الفنية جي وميريام أولنز، وغيرهم الكثير.
ويضم جدول القمة مجموعة متميزة من الكلمات الرئيسية، والجلسات الحوارية، ومحادثات الفنانين، وورش العمل، وعروض الأفلام، والحوارات الإبداعية، والعروض الثقافية. وستدخل العروض ضمن نسيج الجلسات وستتضمن عروضاً تراثية في بداية كل صباح، وعرضاً راقصاً لمصمم رقصات الهيب هوب قادر عطو، وأداءً موسيقياً للمؤلف الموسيقي وعازف العود المعروف نصير شمة.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة–أبوظبي: “يسعدنا أن نُنظم مجدداً، وبالتعاون مع عدد من أبرز الشركاء العالميين، القمة الثقافية في العاصمة أبوظبي، التي تحرص على أن تكون ملتقى يجمع أبرز القادة والخبراء والمتخصصين في الثقافة والفن والصناعات الإبداعية من مختلف المجالات للالتقاء والتحاور ومناقشة مستقبل قطاعنا وكيف يمكننا بناء منظومة ثقافية متنوعة وأكثر استدامة. وفيما نستعد للترحيب بهؤلاء القادة العالميين، نُذكر أنفسنا بالمسؤولية المشتركة التي تقع على عاتقنا جميعاً بأنه يتعين علينا إيجاد الحلول ووضع السياسات التي يمكنها مواجهة القضايا المعاصرة الملحة وإيجاد السبل الكفيلة بدفع عملية التغيير في قطاعنا العالمي”.
من جانبه، قال إرنستو أتون راميريز، مساعد المدير العام للثقافة في منظمة اليونسكو: “تقدم الدورة الخامسة من القمة الثقافية أبوظبي فرصة مناسبة لأصحاب المصالح المعنيين بالثقافة في جميع أنحاء العالم لمشاركة رؤية مشتركة لمراجعة النماذج الحالية ووضع تصورات لمسارات أكثر استدامة ومرونة للمستقبل”.
وقال تيم مارلو، الرئيس التنفيذي ومدير متحف التصميم في لندن: “إنه لمن دواعي سروري أن يكون متحف التصميم أحد المشاركين في اجتماعات القمة الثقافية أبوظبي 2022 التي تجمع المبدعين من جميع أنحاء عالم التصميم، والانضمام إلى المفكرين المبدعين والقادة الثقافيين والفنانين وصناع التغيير من جميع أنحاء العالم حيث نلتقي جميعا سوياً في أبوظبي”.
وبدوره، قال ريتشارد أرمسترونج، مدير متحف ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم: “توفر القمة فرصة لإجراء حوارات حول التساؤلات الثقافية المهمة مع دمج وإشراك الجماهير في جميع أنحاء العالم. ولا شك أنها توفر فرصة نادرة للفنانين والمفكرين لتصور واستشراف المستقبل”.
وقالت فياميتا روكو، محررة ومراسلة الشؤون الثقافية في مجلة “ذي إيكونوميست”: “ما يسعدني في القمة الثقافية هو التقائي العديد من الأشخاص الرائعين، حيث يتيح لي الاستماع إليهم وهم يتحدثون التعرف إليهم عن كثب واستكشاف شخصياتهم ورؤية العالم من منظور جديد تماماً”.
وقال هارفي ماسون (جونيور) من “أكاديمية التسجيل”: “يسعدنا أن نتعاون مع القمة الثقافية أبوظبي ونتطلع إلى اكتشاف طرق ووسائل يمكننا من خلالها العمل معاً لإبراز قوة تأثير الموسيقى. ينسجم الشرق الأوسط بالفعل مع شعار القمة ’الثقافة أسلوب حياة‘، ويحتضن العديد من المشاهد الموسيقية المزدهرة المختلفة. ولا شك أن هذه القمة تمثل فرصة عظيمة لتسليط الضوء على هذا المجتمع الموسيقي النابض بالحياة”.
تنظم دائرة الثقافة والسياحة، القمة الثقافية بالتعاون مع شركاء عالميين في مجالات تتنوع بين الثقافة والفنون إلى الإعلام والتكنولوجيا مروراً بالاقتصاد. وتتضمن هذه الشراكات مؤسسات مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وإيكونومست إمباكت، وغوغل، ومتحف التصميم في لندن، ومتحف ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم، وأكاديمية التسجيل. ومن شركاء الفعالية الآخرين إيمج نيشن أبوظبي، ولجنة أبوظبي للأفلام، وساندستورم كوميكس، والمجمّع الثقافي، ومتحف اللوفر أبوظبي، وبيركلي أبوظبي، والمورد الثقافي، والصندوق العربي للثقافة والفنون، والمعهد الفرنسي.