الملتقى المغاربي للإبداع الأدبي في مدينة الكاف: فرصة استراتيجية لتعزيز الثقافة المغاربية
كتبت: مهى الكراي
في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التبادل الثقافي والنهوض بالمشاريع الإبداعية في المنطقة، تستضيف مدينة الكاف الدورة الثانية من الملتقى المغاربي للإبداع الأدبي تحت عنوان “مجاز البوادي” في الفترة من 1 إلى 3 فبراير 2025. يُنظم هذا الحدث الهام من قبل المركب الثقافي الصحبي المصراطي، حيث يلتقي عدد من أبرز الأدباء والمفكرين من تونس والجزائر في محاولة لاستكشاف أبعاد جديدة للإبداع الأدبي والثقافي.
يتضمن البرنامج مجموعة من الأنشطة التي تساهم في تعزيز الفهم العميق للأدب المغاربي من خلال ندوات علمية، قراءات شعرية وورش عمل إبداعية. يعد الملتقى منصة فعالة لمناقشة الأبعاد الاجتماعية والثقافية التي يشكلها الأدب في المنطقة المغاربية، وهو ما يمثل قيمة مضافة للمؤسسات الثقافية والجامعات على حد سواء.
يشارك في هذا الحدث عدد من الأكاديميين والشعراء المتخصصين في الأدب والنقد من تونس والجزائر، مما يعكس أهمية التعاون بين المؤسسات الثقافية في البلدين. من أبرز الجلسات العلمية التي سيتم تناولها، الجلسة الفكرية بعنوان “التخييل الروائي للبادية”، التي سيرأسها الأستاذ عادل الخبوشي، وتستعرض التأثيرات الجمالية للمكان في الأدب الروائي المغاربي.
في اليوم الثاني، سيتناول المشاركون موضوع “التخييل الشعري للبادية” عبر جلسة علمية سيتم فيها تحليل التأثيرات الرمزية للجغرافيا والتاريخ على الأدب المغاربي، حيث يتناول الباحثون مواضيع مثل “الفضاء الجبلي بين التخييل والترميز” و”يوتوبيا العبور من المدينة إلى البادية”.
هذا الملتقى يشكل خطوة هامة نحو دعم المشاريع الثقافية المشتركة وتعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والثقافية في المنطقة، ويساهم في إبراز الأبعاد الإبداعية التي قد تفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين مختلف الأطراف المعنية.
كما يشارك في هذا الحدث عدد من المثقفين التونسيين البارزين الذين يمثلون قمة الإنتاج الأدبي والنقدي في المنطقة، ما يعكس أهمية هذا الملتقى في تسليط الضوء على دور الأدب في فهم التحديات التي تواجه المجتمعات المغاربية.
ختامًا، يعد هذا الملتقى فرصة استراتيجية لتعزيز الحضور الثقافي لمؤسسات المنطقة على الساحة المغاربية والدولية، مع التأكيد على ضرورة الاستثمار في مثل هذه الفعاليات التي تدعم الفكر الإبداعي وتساهم في بناء جسور التعاون بين الشعوب المغاربية.