GreatOffer
فعاليات

المغرب : رحلة ساحرة بين مدن التاريخ والجمال

بقلم: د. محمد سعد

Advertisement GreatOffer

تلعب السياحة في المغرب دورًا محوريًا في دعم اقتصاده، مستفيدة من موقعه الجغرافي الفريد الذي يجمع بين البحر والمحيط، فضلاً عن استقراره الأمني الذي يجعله وجهة مثالية للمغامرين والطامحين. شبكة طرقه وسككه الحديدية تمتد كالأوردة التي تربط بين مدن تعكس جمال الطبيعة، حيث تتناغم الجبال، السهول، والصحارى، لتخلق مشاهد لا تُنسى.

المغرب

Advertisement

المغرب يحقق أرقامًا قياسية في جذب السياح، الذين يزورون البلاد سنويًا للاستمتاع بتاريخها العريق وطبيعتها الساحرة. في عام مضى، تجوّل ملايين الزوار بين مدن المغرب التي تحافظ على روح الأندلس، عبر الأزقة التي تروي قصص القوافل القديمة والأسواق التي تفيض بعطر التوابل والزعفران.

في هذه الرحلة، انغمسنا في صفحات كتاب مغربي مفتوح على الأسطورة والتاريخ، حيث عاش كل لحظة في تجربة تجاوزت كونها مجرد رحلة، لتصبح قصيدة حبٍ للأرض التي ترفض أن تُنسى.

المغرب

الدار البيضاء: البداية وعناق البحر

بدأت رحلتنا بوصولنا إلى الدار البيضاء، المدينة التي تفتح أبوابها كأنها بوابة الزمن نحو المغرب الحديث. في مطار محمد الخامس، استقبلنا نسيم الأطلسي القادم من البحر، وأحسسنا أننا على أعتاب قصة تُروى على إيقاع الأمواج.

ثم توجهنا إلى الرباط، عبر الطريق السريع الذي يمتد بمحاذاة البحر، حيث تتوالى المدن على شكل أبيات قصيدة مغربية مشبعة بروح الأندلس.

المغرب

 

اليوم الثاني: الرباط.. بوابة الدبلوماسية والتاريخ

في صباح الرباط الباكر، غمرتنا كرم الضيافة في الفندق، حيث امتزجت رائحة الخبز الساخن بعطر النعناع المنبعث من الشاي المغربي. بعد الإفطار، توجهنا إلى وزارة الشؤون الخارجية، حيث السياسة تصنع المستقبل وتُبنى العلاقات على جسور الدبلوماسية. كان لقاؤنا مع صناع القرار نافذةً على دور المغرب في محيطه العربي والأفريقي والدولي.

المغرب

اليوم الثالث: من الرباط إلى فاس

مع إشراقة يوم جديد، حزمنا حقائبنا وغادرنا فندقنا في الرباط بعد تناول الإفطار المغربي التقليدي، متوجهين إلى فاس، المدينة التي تحمل في جدرانها عبق التاريخ وحكايات العلماء. وقبل المغادرة، زرنا مجموعة من معاهد الصحافة والمؤسسات الاقتصادية، إلى جانب النقابة الوطنية للصحافة المغربية، حيث ينبض قلب المغرب الحديث. تمتعنا بغداء لذيذ في مطعم “المرسى”، الذي يقدم مأكولات بحرية وسط أجواء رائعة تطل على البحر.

المغرب

اليوم الرابع: فاس.. متاهة الحضارة وعبق الماضي

الصباح في فاس ليس كباقي الصباحات؛ إنه دعوة للغوص في عمق الزمن، حيث الحاضر ما هو إلا انعكاس لصدى الماضي. استمتعنا بالتجول في شوارع المدينة العتيقة، واستكشفنا معالمها التاريخية التي تروي قصص الحضارات التي تعاقبت عليها.

ختام الرحلة.. حيث يلتقي البحر بالذكريات

قبل وداع هذه الأرض الساحرة، توجهنا إلى مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء، ذلك المعلم الشامخ الذي يقف على ضفاف المحيط الأطلسي، وكأن البحر نفسه يصلي عند أعتابه.

المغرب

المغرب سيظل في القلب… لا وداع، بل هو لقاءٌ يتجدد دائمًا.

بين الدار البيضاء والرباط وفاس، وبين المعالم التي زرناها، تشكلت في ذاكرتنا صورة لا تُمحى عن المغرب، البلد الذي يكتب التاريخ بحبر الحضارة، ويفتح ذراعيه لكل من يبحث عن الجمال والفلسفة والتجدد.

وفي ختام رحلتنا، تحت سماء حالمة تتلون بألوان الغروب على شاطئ الدار البيضاء، استرجعنا ذكريات الرحلة بين مدن المغرب التي كأنها صفحات من كتاب قديم تُعاد قراءته مع كل زيارة.

المغرب

المغرب ليس مجرد محطة سفر، بل هو أغنية تُعزف على وقع الأقدام في أسواقه، ونقشٌ على أبواب مدنه العتيقة، وحلمٌ يتجدد في مآذنه التي تعانق السحاب.

المغرب لا يُزار مرة واحدة… بل هو عشقٌ يُكتشف من جديد مع كل لقاء، ورحلتنا كانت خطوة أخرى نحو اكتشاف أعماق النفس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى