المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح يختتم دورته الثانية بتوصيات لتعزيز التعايش العالمي

أبوظبي : هرمز نيوز
اختتمت الدورة الثانية من المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح أعمالها في مركز أبوظبي للطاقة، بعد ثلاثة أيام من النقاشات المكثفة التي امتدت من 19 إلى 21 فبراير الجاري، بمشاركة 3,200 مشارك من 112 دولة. وشهد الحدث حضور نخبة من الأكاديميين والخبراء ورجال الدين وصنّاع القرار، الذين ناقشوا أبرز التحديات التي تواجه التعايش السلمي وتعزيز الحوار بين الثقافات، مع التركيز على الدور المحوري للشباب في بناء مستقبل قائم على قيم التسامح والتفاهم المشترك.
عُقد المؤتمر تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ونظمه “مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات”، التابع لمؤسسة الإمارات للعلوم والبحوث، بالشراكة مع وزارة التسامح والتعايش، تحت شعار “تمكين الشباب من أجل مستقبل متسامح”.
إطلاق منصة “Co-Existence AI” لتعزيز الحوار العالمي
في إطار توظيف التكنولوجيا لدعم قيم التعايش، أعلن “مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات” عن إطلاق منصته الذكية الجديدة “Co-Existence AI”، المستوحاة من رؤية دولة الإمارات في ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية. تهدف المنصة إلى توثيق المبادرات التاريخية والاقتباسات الداعمة للحوار، بالإضافة إلى توفير موارد لتعزيز التفاهم المتبادل، مكافحة التطرف، والاحتفاء بالتنوع الثقافي. كما تعمل المنصة على تعزيز المشاركة المجتمعية عالميًا، مع مواءمة جهودها مع المبادرات الوطنية، مثل البرنامج الوطني للتسامح ووزارة التسامح والتعايش، ما يعكس التزام الإمارات بتوظيف التكنولوجيا لخدمة القيم الإنسانية.
رؤية القيادة في نشر قيم التسامح
أكد الدكتور فواز حبال، رئيس المؤتمر والأمين العام لمركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات، أن المؤتمر يعكس رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، “حفظه الله”، في جعل الإمارات نموذجًا عالميًا للتسامح والتعايش المشترك. وقال:
“نؤمن في مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات بأن البحث العلمي هو الأساس لتحقيق التقدم وبناء مجتمعات أكثر انسجامًا. وقد شهدت الدورة الثانية للمؤتمر إقبالًا غير مسبوق، حيث ارتفع عدد المشاركين بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، ليصل إلى 3,200 مشارك من 112 جنسية و36 ديانة، يتحدثون أكثر من 10 لغات، كما تم تقديم 80 ملخصًا بحثيًا و40 ورقة علمية، مما يعكس الدور المحوري للأبحاث الأكاديمية في نشر قيم الحوار والتسامح.”
10 توصيات لتعزيز التسامح العالمي
اختُتم المؤتمر بإعلان 10 توصيات رئيسية تهدف إلى تعزيز الحوار العالمي والتعايش السلمي، ومن أبرزها:
تمكين الشباب من خلال منصات وبرامج متخصصة في الحوار بين الأديان والثقافات.
تعزيز دور المرأة في نشر قيم التسامح وضمان تمثيل متوازن في الفعاليات الدولية.
الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مكافحة خطاب الكراهية وتعزيز التفاهم بين الثقافات.
تطوير التعاون الأكاديمي عبر مشاريع بحثية مشتركة بين الجامعات والمراكز البحثية.
إطلاق ورش عمل وبرامج تدريبية لتعزيز أدوات التواصل بين الثقافات المختلفة.
توسيع نطاق الحوار بين الأديان لمناقشة القضايا العالمية مثل تغير المناخ والعدالة الاجتماعية.
تعزيز الدبلوماسية الثقافية وتشجيع المبادرات المجتمعية التي تكرس قيم التسامح.
توثيق ونشر الأمثلة التاريخية للتسامح للاستفادة منها في المجتمعات الحديثة.
تعزيز التعاون بين القادة الدينيين وصناع السياسات لتطوير مبادرات مستدامة.
إنشاء شبكة عالمية للتسامح تضم الأفراد والمؤسسات لتعزيز التفاهم المتبادل وتبادل أفضل الممارسات.
شراكات أكاديمية لتعزيز البحث في التعددية الثقافية
على هامش المؤتمر، وقّع “مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات” عدة اتفاقيات تعاون لتعزيز البحث الأكاديمي في مجالات التسامح والحوار بين الأديان، شملت:
مذكرة تفاهم مع جامعة أبوظبي ومركز تريندز للبحوث والاستشارات لتعزيز التعاون الأكاديمي.
اتفاقية تعاون مع المجلس الديني الدرزي الأعلى لدعم الدراسات في مجال التعددية الثقافية.
اتفاقية مع الجامعة البهائية العالمية لتعزيز الحوار والانفتاح بين المجتمعات.
ختام المؤتمر: التزام مستمر بنشر ثقافة الحوار
أكد المشاركون في المؤتمر أن تعزيز التسامح والتعايش السلمي يتطلب جهودًا متكاملة على المستويات الأكاديمية والمجتمعية والتكنولوجية، مشددين على أهمية الاستمرار في تطوير آليات الحوار وتعزيز الشراكات الدولية لنشر ثقافة السلام والتفاهم بين الشعوب.