المؤتمر الدولي التاسع لـ”الزهايمر” في أبوظبي : خطوة مهمة نحو تطوير استراتيجيات جديدة للعلاج والرعاية
كتب: د. محمد سعد
انطلقت يوم أمس فعاليات المؤتمر الدولي التاسع لأمراض الزهايمر والاضطرابات ذات الصلة في الشرق الأوسط، الذي تستضيفه جامعة خليفة في أبوظبي، خلال الفترة من 18 إلى 20 أبريل الجاري. يُعتبر هذا الحدث العلمي البارز نقطة التقاء للعديد من القادة العالميين والباحثين والمختصين في الرعاية الصحية، إضافة إلى المدافعين عن حقوق المرضى، بهدف تعزيز الفهم المشترك لأمراض الزهايمر وتطوير استراتيجيات مبتكرة للتشخيص والعلاج والرعاية في المنطقة.
وفي تصريح خاص لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أكد البروفيسور مروان صباغ، زميل الأكاديمية الأمريكية للأعصاب ورئيس قسم أبحاث مرض الزهايمر في ولاية أريزونا، أن المؤتمر يسعى إلى تعزيز الحوار بين القادة والأطباء والعلماء من مختلف أنحاء العالم، بهدف تطوير علاجات جديدة لمرض ألزهايمر، وهي خطوة ضرورية لمواجهة التحديات التي يفرضها المرض على المستويين الإقليمي والعالمي.
وأضاف البروفيسور صباغ أنه في بداية المؤتمر كان التركيز منصباً على فتح باب النقاش بين المختصين، بينما تطور اليوم ليشمل فهماً أعمق للقضايا الإقليمية وسبل إدماج التكنولوجيا الحديثة في تشخيص المرض وعلاجاته. كما تم التطرق إلى تطوير اختبارات وعلاجات جديدة قابلة للتطبيق في منطقة الشرق الأوسط، بما يسهم في توسيع الفائدة لتشمل كافة الدول.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي من المؤتمر هو تعزيز التعاون العلمي والطبي العالمي لإيجاد حلول فعالة للتعامل مع الزهايمر والاضطرابات ذات الصلة. كما أكد أن المؤتمر يلعب دوراً محورياً في صياغة مستقبل رعاية مرضى الزهايمر في المنطقة من خلال توحيد الجهود عبر التخصصات المختلفة والحدود الجغرافية، ما يؤدي إلى تحقيق تقدم حقيقي نحو تحسين نتائج المرضى وتعزيز جودة حياة أسرهم.
ويُعقد المؤتمر برعاية عدد من الجهات الصحية الكبرى في دولة الإمارات، ويهدف إلى مواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة باضطرابات الخرف. يتضمن البرنامج الممتد على مدار ثلاثة أيام كلمات افتتاحية لخبراء دوليين، وجلسات رئيسية متخصصة، ومناقشات موسعة ضمن لجان عمل. كما تركز الجلسات على أحدث التطورات العلمية في مجالات التشخيص المبكر والعلاجات الدوائية وغير الدوائية، ونماذج الرعاية المتكاملة، بالإضافة إلى الأطر التنظيمية والسياسات الصحية ذات العلاقة.
ويستعرض المؤتمر الأثر الاجتماعي والاقتصادي لاضطرابات الخرف، ويبحث في برامج التوعية المبكرة، والدعم المجتمعي والثقافي لمقدمي الرعاية. كما يركز على حلول مستدامة تعزز قدرة النظم الصحية على الاستجابة للتحديات المتنامية.
يُعد هذا المؤتمر منصة دولية مرموقة تجمع تحت مظلتها الباحثين والأطباء والخبراء وصناع السياسات، لمناقشة أحدث المستجدات في أبحاث ألزهايمر وطرح حلول مبتكرة تهدف إلى تحسين جودة حياة المصابين ودعم أسرهم ومقدمي الرعاية. كما يسلط الضوء على التقدم في مجالات التشخيص والعلاج واستعراض الابتكارات في تقنيات الرعاية الصحية والخدمات المجتمعية، فضلاً عن مناقشة السياسات الوطنية والدولية الخاصة بالأمراض العصبية.
ويمثل المؤتمر خطوة متقدمة في مساعي دولة الإمارات لتعزيز موقعها كمنصة عالمية للابتكار الطبي والبحث العلمي، ودعم الجهود الدولية للتصدي لتحديات الخرف والاضطرابات العصبية المصاحبة له.
