الدار البيضاء تحتضن المنتدى الأفريقي للصحة في دورته التاسعة بمشاركة واسعة

كتب: د. محمد سعد
تستعد مدينة الدار البيضاء لاستضافة الدورة التاسعة للمنتدى الأفريقي للصحة في 15 مايو 2025، والذي يعد أحد أبرز الفعاليات الصحية على مستوى القارة الأفريقية. ويقام الحدث بمشاركة واسعة من 20 دولة، بالإضافة إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية كضيف شرف الدورة، وبحضور أكثر من 150 محاضرًا، مما يجعل هذه الدورة إحدى أكبر التظاهرات الصحية في القارة.
ويشمل المنتدى تنظيم المعرض الدولي للصحة “MOROCCO MEDICAL EXPO” ومنتدى إفريقيا العالمي للصحة “FAGS”، وذلك خلال الفترة من 15 إلى 18 مايو 2025 في مركز المعارض الدولي ICEC بعين السبع، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.
يُقام الحدث تحت شعار “الوقاية والصمود: نحو بناء منظومة صحية مستدامة”، بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ووزارة الصناعة والتجارة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. ويهدف المنتدى إلى تسليط الضوء على الإصلاحات الصحية الوطنية ودعم رؤية المغرب في تعزيز الحماية الاجتماعية والنهوض بالقطاع الصحي.
وأكد عماد بنجلون، مدير عام شركة “أطولي فيتا” المنظمة للمعرض، أن هذه الدورة تُعقد لأول مرة في مركز ICEC الجديد، الذي يتميز بموقعه الاستراتيجي وتجهيزاته المتطورة. وأعرب بنجلون عن أمله في أن يسهم هذا الفضاء الجديد في جذب المزيد من الزوار والعارضين من المغرب والخارج.
وأشار بنجلون إلى أن البرنامج العلمي لهذه السنة يتماشى مع الإصلاحات الصحية الوطنية، ويهدف إلى إبراز التجربة المغربية كنموذج أفريقي رائد في مجال التطوير الصحي.
وأضاف أن الحدث سيشهد حضور أكثر من 150 شخصية بارزة من قطاع الصحة، بينهم عمداء كليات الطب والصيدلة، ومديرو المستشفيات الجامعية، ورؤساء الجمعيات العلمية، ووفود رسمية دولية، مما يضفي على المنتدى طابعًا دوليًا مميزًا.
ومن المتوقع أن يستقطب المعرض أكثر من 10,000 زائر مهني، و135 عارضًا يمثلون مختلف التخصصات الطبية، بما في ذلك الطب العام، التخصصات الطبية، علوم الأحياء، الأشعة، الصيدلة، والمهن الطبية المساعدة.
ويشارك في المنتدى ممثلون عن الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، الهند، تركيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، وباكستان، بالإضافة إلى الفاعلين المغاربة في مجالات التجهيزات الطبية، صناعة الأدوية، المكملات الغذائية، والتقنيات الصحية الحديثة.
ويتميز المعرض ببرنامج علمي ثري، يتضمن 20 جلسة وندوة وورشة عمل، يقدمها 150 محاضرًا من المغرب ودول العالم، حيث ستناقش القضايا الصحية ذات الأولوية في إفريقيا، مثل التحول الرقمي الصحي والتعليم الطبي والذكاء الاصطناعي في الطب.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية ورئيس دورة المنتدى، أن الحدث يشكل منصة استراتيجية لعرض جهود المغرب في تعزيز النظام الصحي، وتكريس التعاون الأفريقي في مجالات الوقاية الصحية والابتكار.
وأشار الدكتور عفيف إلى أن المنتدى يركز على التكوين الأساسي والمستمر في القطاع الصحي كأحد المحاور الرئيسية لتعزيز جودة الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن الحد من هجرة الأطباء، والتي تقدر بحوالي 600 طبيب سنويًا، يظل تحديًا قائماً تسعى جميع الأطراف إلى معالجته.
وتتضمن الدورة الحالية تكريم جمهورية الكونغو الديمقراطية كضيف شرف، وذلك ضمن مبادرات التعاون الأفريقي جنوب-جنوب، من خلال مشاركة وفد رسمي يضم 14 مسؤولاً صحيًا، بهدف تعزيز الشراكة في مجالات الصحة والبحث العلمي والتكوين الطبي.
كما ستشهد هذه الدورة انعقاد المؤتمر الدولي الأول حول التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، بإشراف البروفيسور هشام المدرومي، الباحث في جامعة الحسن الثاني والمدير العام لمدرسة المهندسين “سوبتك الصحة”، مما يعكس التحولات الرقمية المتسارعة التي يشهدها القطاع الصحي في المغرب.