فعاليات

“التنمية المستدامة والتغير المناخي” محاضرة للمهندس عماد سعد بالرباط

على هامش سلسلة جلسات الكرسي الحوارية مع الخبراء التي ينظمها "كرسي الألكسو للتربية على التنمية المستدامة".

الرباط : هرمز نيوز

Advertisement

أكد المهندس عماد سعد خبير الاستدامة والتغير المناخي ، رئيس شبكة بيئة أبوظبي من دولة الامارات العربية المتحدة ، وجود علاقة طردية بين تغير المناخ ونمط العيش غير المستدام ، موضحاً أن نمط الإنتاج والاستهلاك غير المسؤولان يرفعان من رقم البصمة الكربونية وبالتالي يرفعان من مستوى الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى المزيد من التغيرات المناخية ، واستنتج أن المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة يعملان على بناء علاقة متوازنة مع البيئة والاقتصاد والمجتمع. كما عرض فيلم قصير يبرز أهمية السلوك السليم ووعي وحس المسؤولية لدى المواطنين ، في ترشيد السلوك البيئي.

جاء ذلك خلال مشاركة المهندس عماد سعد ، في الجلسة الثانية من سلسلة جلسات الكرسي الحوارية مع الخبراء التي دأب كرسي الألكسو للتربية على التنمية المستدامة بكلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط بالمملكة المغربية ، على تنظيمها ، تحت شعار : “معرفة سليمة ، بناء المواقف وتعزيز سلوكيات إيجابية من أجل تنمية مستدامة” ، وتناولت هذه الجلسة التي عُقدت بتنسيق مع ماستر تدريس العلوم الاجتماعية والتنمية ، موضوع : نمط العيش وتأثيره على التغير المناخي : أية مسؤولية مجتمعية لحماية البيئية؟ وذلك يوم السبت 02 نوفمبر 2024، بمتابعة جمع غفير من الأساتذة والطلبة الباحثين والمهتمين حضوريا وافتراضيا.

Advertisement

وفي معرض حديثه عن السلوك البشري تجاه البيئة ، أكد المهندس سعد ، أنه علينا أن نذهب إلى الترشيد راغبين قبل أن نكون مرغمين ، فبعض الدول شرعت في الاكراه على الترشيد ، فقد أضحى من الواجب علينا التكيف مع نتائج أداء التغيرات المناخية.

وأوضح الأستاذ المحاضر أنه كلما كان نمط الإنتاج والاستهلاك صديقان للبيئة كلما تراجع الاحتباس الحراري وبالتالي التغير المناخي ، داعيا إلى ضرورة اعتماد نمط الانتاج الدائري والاستهلاك المستدام من أجل توفير نمط عيش مسؤول ومستدام لنا وللأجيال التي لم تولد بعد، حرصاً على إجراءات التخفيف والتكيف مع التغير المناخي.

ولفت المهندس عماد سعد إلى تعذر التمييز بين فصول السنة في وقتنا الراهن، مشيرا إلى “أن الفصول صارت متداخلة مع بعضها البعض، أي بتنا نعيش فوضى مناخية سببها الانسان، لدرجة لم نعد ندرك بأي فصل نحن”، ونبه إلى ان القادم أسوأ، موردا مقولة غوريتيس أمين عام الأمم المتحدة، “التغير المناخي  يسير بخطى أسرع من خطانا.. لقد نجحنا في العلوم لكن رسبنا في أخلاقيات التعامل مع أمنا الأرض”.

وتناول الأستاذ سعد في مداخلته عصر الاحتباس الحراري، لافتا إلى أن هذا المفرد أضحى مرادفا لتزايد تركيز الغازات الدفيئة بالغلاف الجوي، وهو ما يؤدي بدوره إلى التغير المناخي، موضحا أن “هذا العصر انتهى وبدأ عصر غليان كوكب الأرض، فلا توجد دولة بالعالم في مأمن من آثار التغير المناخي”.

ولإبراز خطورة الاحتباس الحراري قدم الأستاذ سعد بعض الاحصائيات، حيث أوضح أن الصين تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري بحوالي 33 % أما الولايات المتحدة الأمريكية فتساهم بحوالي 13 % وأروبا بحوالي 7%، في حين لم تتجاوز المنطقة العربية 5,8% وروسيا %5 واليابان %2 أما باقي العالم فتصل نسبة مساهمته في هذه الظاهرة بحوالي 32%، كما بين أن انبعاث مجموعة العشرين تمثل حوالي 78% في المئة، مستنتجا أن مسؤولية الدول العظمى جسيمة.

وفي نفس السياق أبرز الأستاذ سعد أن متوسط ارتفاع درجة الحرارة وصل 1,5 تقريبا، وهي نسبة مرتفعة، تبرز خطورتها في التأثير على مكونات الوسط الطبيعي وعلى التنوع الحيوي وزيادة الحرائق بالكوكب، مقدما بعض الأمثلة، مثل؛ 4% من الثدييات تفقد موائلها عند ارتفاع درجة حرارة الأرض 1,5درجة مئوية، 8% من الثدييات تفقد موائلها عند ارتفاع درجة حرارة الأرض 25 درجة مئوية، 41% من الثدييات تفقد موائلها عند ارتفاع درجة حرارة الأرض 3 درجة مئوية.

وعرفت هذه التظاهرة العلمية فتح باب المناقشة أمام الحاضرين الذين أغنوا هذا اللقاء بمداخلاتهم واستفساراتهم والتي صبت في أغلبها حول ضرورة تغيير سلوكيات الفرد من أجل الحفاظ على حق الأجيال القادمة من الموارد الطبيعية. وكذا مسؤولية كلاً من الدولة والفرد في الحفاظ على هذه الموارد، كما تم تكريم المهندس عماد سعد بهذه المناسبة، حيث قدمت له شهادة تقديرية وتذكار بالمناسبة من طرف كلا من الدكتور محمد قفصي والدكتور عبد العزيز فعرس. كما تم بالمناسبة تقديم شهادة تقديرية للأساتذة الجدد ترحيباً بهم للعمل ضمن هذه الكلية.

يُذكر أن هذا اللقاء الذي سيرت فقراته الأستاذة سميرة أوحفصي، تميز بمشاركة الدكتور عبد العزيز فعرس مدير كرسي الالسكو للتربية على التنمية المستدامة والموروث الثقافي المبدع، الذي ألقى كلمة باسم كلية علوم التربية، مذكرا بموضوع الندوة التي تنعقد قبل أيام من بدء المفاوضات حول التغير المناخي، كما شارك الدكتور محمد قفصي منسق ماستر تدريس العلوم الاجتماعية والتنمية باعتباره أحد شركاء هذا اللقاء، إضافة إلى مساهمة الدكتور السالك بوشعيب ممثل الجمعية الافريقية لعلم المناخ وأستاذ باحث بكلية علوم التربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى