الأمن الروحي في صلب النقاش الدولي بمدينة العيون : المغرب نموذجًا للتوازن والاستقرار

العيون – المغرب : هرمز نيوز
أعلنت مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام – فرع العيون، عن تنظيم ندوة دولية بعنوان: “الإنسانية والأمن الروحي والاجتماعي: المملكة المغربية أنموذجًا”، وذلك يومي 8 و9 أبريل الجاري، بقصر المؤتمرات في مدينة العيون، جنوب المملكة المغربية، بمشاركة علماء وباحثين من المغرب وموريتانيا وأوروبا وأمريكا وأستراليا.
وتهدف الندوة إلى استكشاف الدور المحوري للأمن الروحي في ترسيخ السلم الاجتماعي وتعزيز استقرار المجتمعات، من خلال نماذج واقعية وتجارب ناجحة، وعلى رأسها التجربة المغربية التي باتت تحظى باهتمام دولي متزايد في هذا المجال.
وقد تناولت الورقة العلمية للندوة أهمية الأمن الروحي بوصفه أساسًا للتماسك المجتمعي، مشددة على أن الاستقرار الحقيقي لا يتحقق إلا في ظل مناخ قيمي وروحي متوازن، يتبنى الاعتدال والوسطية والانفتاح على الآخر، ويؤمن بتعددية التنوع لا صدام الاختلاف.
كما حذّرت الورقة من حالة انعدام الأمن الروحي التي تعاني منها عدد من المجتمعات، نتيجة تصاعد الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، في ظل تصدّر جماعات متطرفة تتحدث باسم الدين وتروّج لخطابات إقصائية، مما أدى إلى تفكك النسيج الإنساني وانتشار الفتن في دول عدة، لاسيما في البيئات التي تفتقر إلى ثوابت دينية أو قانونية جامعة.
في هذا السياق، تسلّط الندوة الضوء على الاستثناء المغربي، القائم على منظومة دينية وروحية متجذرة، تتمثل في العقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، والتصوف السني، وإمارة المؤمنين، وهي ثوابت حافظت على استقرار المملكة، وعززت هويتها الثقافية الغنية بأصولها العربية والأمازيغية والصحراوية الحسانية.
ووفق المنظمين، ستركز الندوة على تحليل مقومات الأمن الروحي وأثره في تعزيز الأمن الشامل، إلى جانب مناقشة الاستراتيجيات الممكنة لتعميم هذا النموذج، بما يسهم في إعادة التوازن إلى المجتمعات التي تواجه تحديات روحية وسوسيو-ثقافية متزايدة.