زيارة أمير قطر إلى سلطنة عُمان : توطيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
مسقط : هرمز نيوز
وصل مساء أمس الثلاثاء حضرةُ صاحبِ السُّموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، في زيارة “دولة” إلى سلطنة عُمان تستغرق يومين، تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. وكان حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظهُ اللهُ ورعاهُ – في مقدّمةِ المُستقبِلين، حيث رحّب بجلالة سُموّ الأمير عند سُلّم الطائرة، متمنيًا له وللوفد المرافق إقامة طيبة وزيارة مثمرة.
حفاوة استقبال تعكس عمق العلاقات
شهدت الزيارة مراسم استقبال رسمية وشعبية مهيبة، حيث كان في مقدمة مستقبلي سُموّ الأمير عدد من كبار المسؤولين العُمانيين، من بينهم صاحب السُّموّ السيد شهاب بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، وكبار الوزراء والمسؤولين في الحكومة العُمانية. كما كان في الاستقبال سعادة السفير السيد عمّار بن عبد الله البوسعيدي، سفير سلطنة عُمان لدى دولة قطر، وسعادة السفير الشيخ مبارك بن فهد آل ثاني، سفير دولة قطر لدى سلطنة عُمان، وأعضاء بعثة الشرف المرافقة لسُموّ الضيف.
وفي لفتة تعكس الروابط العميقة بين البلدين، رافقت الطائرة المُقِلّة لسُموّ الأمير سربٌ من الطائرات العسكرية التابعة لسلاح الجوّ السلطاني العُماني حتى وصولها إلى المطار السُّلطاني الخاص، حيث أُقيمت مراسم استقبال رسمية، تخللها عزف السلام الوطني للبلدين، واصطفاف حرس الشرف من الحرس السلطاني العُماني.
تعزيز التعاون الثنائي والاستثمار المشترك
تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون الاستراتيجي بين قطر وسلطنة عُمان في مختلف المجالات، حيث من المتوقع أن تتناول المحادثات بين القائدين آفاق تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين. وتُعتبر قطر من الشركاء الاستثماريين الرئيسيين لسلطنة عُمان، حيث تجمع البلدين مشاريع مشتركة في مجالات البنية التحتية والطاقة والاستثمارات الصناعية، إضافة إلى قطاعات الابتكار والتكنولوجيا.
ومن المقرر أن تشهد الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية، في إطار السعي لتعزيز الاستثمارات الثنائية ورفع حجم التبادل التجاري بين البلدين. ويأتي ذلك في ظل رؤية سلطنة عُمان 2040 ورؤية قطر الوطنية 2030، اللتين تهدفان إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز الشراكات الإقليمية.
مراسم استقبال شعبية ورسمية مميزة
بعد مغادرة المطار، توجه الموكب المقل لجلالة السلطان وسُموّ الأمير إلى قصر العلم العامر، مرورًا بصفين من حرس الشرف، حيث اصطفّت فرق الهجانة السلطانية وفرسان الخيالة العُمانية على جانبي الطريق في مشهد يعكس عمق الروابط الثقافية والتراثية المشتركة. ولدى وصول الموكب إلى قصر العلم، أُقيمت مراسم استقبال شعبية حافلة بمشاركة فرق الفنون التقليدية، فيما أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لسُموّ الضيف الكريم.
اصطحب جلالة السلطان المعظم سُموّ الأمير إلى منصة الشرف، حيث عُزف السلام الوطني لدولة قطر، تلاه تبادل التحايا بين الوفود الرسمية لكلا البلدين. وخلال اللقاء، تبادل القائدان الحديث حول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات المختلفة.
وفد رسمي رفيع المستوى يعكس أهمية الزيارة
رافق سُموّ الأمير خلال زيارته وفدٌ رسميٌ رفيع المستوى، يضم عددًا من كبار المسؤولين من الحكومة القطرية، من بينهم:
سعادة الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع.
سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، رئيس اللجنة الأولمبية القطرية.
سعادة عبد الله بن محمد الخليفي، رئيس الديوان الأميري.
سعادة علي بن أحمد الكواري، وزير المالية ورئيس اللجنة العُمانية القطرية المشتركة.
سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة.
سعادة الشيخ فيصل بن ثاني آل ثاني، وزير التجارة والصناعة.
سعادة الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية.
سعادة محمد بن سيف السويدي، الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار.
يعكس هذا الوفد الرفيع مستوى الاهتمام الذي توليه قطر لهذه الزيارة، حيث يُتوقَّع أن تشهد المباحثات بين الجانبين طرح ملفات ذات أهمية استراتيجية، تشمل تعزيز التعاون في قطاعات الاقتصاد، الطاقة، والاستثمارات المشتركة.
ختامًا
تمثل زيارة أمير قطر إلى سلطنة عُمان محطة بارزة في مسيرة العلاقات الثنائية، إذ تسهم في تعزيز التعاون الاستراتيجي ودفع عجلة التنمية الاقتصادية المشتركة. وتؤكد هذه الزيارة على الرؤية المشتركة للقيادتين في تعزيز أواصر الأخوة والتعاون بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ويدفع نحو مزيد من التكامل الاقتصادي والسياسي بين البلدين.