أخبار محلية

جلالةُ السُّلطان المعظّم يؤدّي صلاةَ عيد الأضحى المبارك

مسقط : هرمز نيوز

Advertisement

احتفلت سلطنة عُمان أمس بأول أيام عيد الأضحى المبارك .. وقد أدّى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم – حفظهُ اللهُ ورعاهُ – صلاةَ عيد الأضحى المبارك بجامع السّيد طارق بن تيمور بولاية السّيب بمحافظة مسقط.

وقد أمَّ المُصلين معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزيرُ الأوقاف والشؤون الدينية الذي ألقى خطبة العيد واستهلّها بالتكبير والحمد لله على نعمهِ والصلاة والسلام على الرسولِ صلى الله عليه وسلم.وفي ما يلي نصُّ خطبة عيد الأضحى المبارك :”اللَّهُ أَكْبَرُ مَا أَشرقت الأَرضُ بفرحة العيد.اللهُ أَكْبَرُ مَا بُني الوطن بالعزم والتأييد.اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ الحمدُ للهِ على فُيوض نَعمَائِهِ ، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وأشهد أنَّ محمدًا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وعلى صحابته وأهل بيته ومن اقتدى :” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَينَ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تمشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ” (الحديد : ۲۸).

Advertisement

أيُّهَا المؤمنون أسمى المقاصد أمَانُ الأوطانِ وَطُمأنينة الأنفس ، ولئن كان الحجُّ والأشهر الحرم عنوان الأمان ، فإن الإنسان هدفُ الأمان وغايتُه ، وعمارة الأرض ترتكز على دعامة الأمن والاستقرار وقد دعا الأنبياء لبلادهم بأمرين : بسط الأمن ومتانة الاقتصاد : (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ) (البقرة: ١٢٦) وجعلوا الأمن مقدّمًا على الاقتصاد ، وكلاهما مطلوب وربطوا الأمن بالبلادِ عَامَّةَ وَالأرزاق بأهل البلاد خاصة ، إعلاء لمبدأ حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار ، وأنَّ المصلحة العامة مقدَّمَةٌ عَلَى مَصَالِحِ الأفراد وَلَا تنعُّم بالرزقِ مَعَ وجودِ الخَوفِ ، وَلَا حَيَاةَ للمرءِ دُونَ وطن يأوي إليه وبلد يطمئن فيه ، على قيم العدل والمساواة والإخاء؛

صلاة العيد 2

وفي مثل هذه الأيام – في خطبة الوداع – أعلن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا : “أيها الناس إنَّ ربّكم واحد ، وأباكم واحد ، كلكم لآدم وآدم من تراب ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم” ، وفي الحكمة : “الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”.وبتحقق الأمان تتآلف القلوب ، ويقوى الوئام المجتمعي ، ويسعى الناس إلى أعمالهم وأرزاقهم في انتظام؛ فيقوى الاقتصاد وتزدهر الأعمال وتنمو الأموال. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ.

أَيُّهَا المسلمون :أيام الحج تجديد لنداء النعم ، والوحدة والائتلاف ، والعصمة من الفرقة والاختلاف : ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهُ عَلَيْكُمْ) (آل عمران: ۱۰۳). وبهذا التمسك بحبل الله تتجه عناية الفرد إلى البناء والتعمير ، في ثلاث دوائر النفس والآخر والمجتمع ، فيحصل السعي : ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى. وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى. وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى. إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)؛ فالجميعُ ذكورًا وإناثًا على خطة السعي؛ في الليل أو النهار ، كلٌّ بحسب ما يسّره الله له بميزان القدرة والتكليف والاستخلاف :(وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى. وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى. ثُمَّ يُجْزَاهُ الجزَاء الْأَوْفَى).

فعند بناء الوطن؛ تُبنى السواعد في الأرض والأعين متطلعة لرضى السماء ، فَلا شطط عندئذ ولا اعتداء بل ثمَّ البركة والخير والنماء. اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ أيها المؤمنون :يعلّمنا اللهُ تعالى فيقولُ : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)؛ وقد كلأنا الله تعالى من فضله ببلد آمن ، ووطن كريم ، وقائد فذّ ، برؤية مستقبلية طموحة ، ألا فلنحمدِ الله على نعمائه ، ونستنزل فيض زيادته بشكره ، ولنعمل على واجبنا تجاهه ، ولْنقوِّ ولاءنا الوطني ، ووئامنا المجتمعي ، وإخلاصنا وبذلنا ، وتضحياتنا ، مع الاجتهاد كلٌّ في مجاله بحماية المكتسبات ، وصون المنجزات ، وحفظ العهود.

وإذ إنَّ الحياة الاجتماعية قائمةٌ على سلطات ومشتركات ، ومصالح متشابكات؛ فإنَّ بناء الوطن لا يتحقق إلا بالسمع والطاعة لولي الأمر والالتفاف حول قيادَتِهِ ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ) (النساء: 59). وبالعمل معًا ، بروح الفريق الواحد ، وتجاوز الفَردِيَاتِ ، وَالبُعْدِ عَن الهوى الذاتي ، استلهامًا من قول الحقِّ :( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ، فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ).

وبناء الوَطَنِ مَسؤولية الجميع بلا استثناء في الحقوق والواجبات ، وشراكة في خوض التحديات بين المسير والمصير؛نُسابق في الخيرَاتِ ، ونبذلُ المعروفَ ، وَنتحملُ الضَّرر ، ونصبرُ في الشدة ، ونشارك العَالَمَ حَولَنَا : العُمران والعدل ، والأخلاق والسلام.

اللهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ(إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب: (٥٦).الصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله.اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فَضْلَكَ وَعَطَاءَكَ رِزْقًا طَيِّبًا مُبَارَكًا. اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الْأَرْضِ ، وَبَارِكْ لَنَا فِي وَطَنِنَا وَأَرْزَاقِنَا يَا ذَا الجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ. اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا بِالأُمنِ وَالقُوَّةَ ، وَأَيَّدٌ سُلْطَانَنَا بِالعِزّ وَالتَّمْكِينِ ، وَأَيّدْهُ بِالحَقِّ وَأَيّد بِهِ الحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِينَ ، اللَّهُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ ، وَأَيّدْهُ بِنُورِ حِكْمَتِكَ ، وَسَدِّدْهُ بِتَوْفِيقِكَ ، وَاحْفَظْهُ بِعَينِ رِعَايَتِكَ.اللَّهُمَّ انصُرْ سُلطَانَنَا بِمَقَادِيرِ النَّصْرِ ، وَأَيِّدْهُ بِفُتُوحَاتِ الخَيْرِ ، وَاجْعَلْ هَذَا الوَطَنَ فِي عَينِ حِفْظِكَ ، وَظِلِّ رِعَايَتِكَ ، وَاجْعَلْ شَعْبَهُ فِي وحدة ووئام ، وأدمْ عَلَيْهِ الخَيْرَ وَالسَّلام.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ آمَنَ بِكَ ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.(رَبَّنَا آتِنَا من لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا).

وبعد الانتهاء من الصّلاة تقبَّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- التّهاني والتّبريكات بمناسبة عيد الأضحى المبارك من عددٍ من أصحاب السُّمو والمعالي الوزراء والمستشارين والقادة العسكريين وعددٍ من المسؤولين ، متمنّيًا جلالتُه لهم عيدًا طيّبًا مباركًا ، شاكرًا لهم تهانيهم بهذه المناسبة السعيدة.ولدى خروج جلالةِ عاهلِ البلاد المفدّى من جامع السّيد طارق بن تيمور أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقةً تحيّةً لجلالتِه -أعزّه اللهُ-.بعد ذلك غادر الموكب السّامي لجلالةِ السُّلطان المعظّم في حفظِ اللهِ ورعايتِه وسط دعوات أبناء شعبه الماجد بأن يحفظَه وأن يبارك في أعيادِه وأن يُعيد على جلالتِه المناسبات السّعيدة أعوامًا مديدة.

أدّى الصلاة بمعية جلالةِ السُّلطان المعظّم عددٌ من أصحاب السُّمو والمعالي والسعادة وقادة قوات السُّلطان المسلحة وشرطة عُمان السُّلطانية والأجهزة الأمنية الأخرى وشيوخ وأعيان ولاية السيب وجمع من المواطنين.

المصدر : العُمانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى