في ختام قمة البحرين… الخليج يجدد التزامه بوحدة الصف والأمن والاستقرار

المنامة : د. محمد النحاس
في ختام أعمال الدورة السادسة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية «قمة البحرين»، التي عُقدت برئاسة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وبمشاركة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، حفظهم الله ورعاهم، عقد سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، ومعالي السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون، مؤتمرًا صحفيًا بحضور كثيف من الصحفيين والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام المحلية والخليجية والعربية والدولية.
وفي مستهل المؤتمر، أعرب وزير الخارجية عن اعتزاز مملكة البحرين وتشرفها باستضافة القمة الخليجية السادسة والأربعين، مؤكدًا تقدير المملكة العميق للجهود المتواصلة التي يبذلها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، وترسيخ أسس التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء.
وأكد الوزير أن «قمة البحرين» شكّلت محطةً مهمة في مسار العمل الخليجي، لما اتسمت به من أجواء أخوية وإيجابية انعكست في القرارات البنّاءة التي صدرت عنها، مجسدةً التزامًا راسخًا بالحفاظ على تماسك مجلس التعاون كمنظومة إقليمية رائدة، وتعزيز التضامن الخليجي بما يخدم مصالح وتطلعات شعوب دول المجلس.
وأوضح أن القمة عكست إدراكًا عميقًا لمجريات الأحداث الإقليمية والدولية وتداعياتها على الأمن والاستقرار، مؤكدة أهمية مواصلة البناء على المنجزات المشتركة، وتكثيف الجهود لتحقيق مزيد من المكتسبات التنموية لمواطني دول المجلس.

وأشار وزير الخارجية إلى أن «إعلان الصخير – قمة البحرين 2025» جاء امتدادًا للمواقف الخليجية الثابتة، مؤكدًا التزام دول المجلس بتعزيز الروابط الأخوية والتاريخية، وصون الأمن والاستقرار، ودعم التكامل الاقتصادي، وتمكين الشباب والمرأة، والعمل من خلال الحوار والعدالة لبناء سلام دائم في المنطقة، وجعل مجلس التعاون نموذجًا عالميًا للتضامن والتماسك.
وأضاف أن المجلس الأعلى شدد على أهمية وحدة الصف الخليجي والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة أي تهديد يطال أمن واستقرار أيٍّ من دول المجلس، إلى جانب تعزيز علاقات الشراكة مع الدول الصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية، ومواصلة المفاوضات بشأن اتفاقيات التجارة الحرة بما يدعم التعاون الاقتصادي.
وأوضح الوزير أن المجلس الأعلى رحب بمشاركة دولة رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية الصديقة، السيدة جورجيا ميلوني، كضيفة كريمة في أعمال القمة، حيث جرى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والحرب في قطاع غزة، إلى جانب سبل تطوير التعاون المشترك ضمن خطة العمل للأعوام (2026–2030).
ولفت إلى أن المجلس الأعلى أشاد بالجهود الدبلوماسية والإنسانية التي بذلتها دول المجلس خلال الحرب على غزة، سواء في التواصل مع الدول الصديقة لوقف العمليات العسكرية، أو في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، مرحبًا بنتائج المؤتمر الدولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، ومشيدًا بالدور القيادي للمملكة العربية السعودية بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية.
وأكد وزير الخارجية ترحيب القادة بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام، وبالقرارات الدولية الداعمة لوقف إطلاق النار، وبحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
وأوضح أن القادة بحثوا مستجدات الأوضاع الإقليمية، وشددوا على ضرورة تغليب لغة الحوار وتجنب التصعيد، واحترام سيادة الدول، والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لشعوب المنطقة، كما أشاد المجلس الأعلى بالجهود الخليجية والدولية الرامية إلى تسوية الأزمة الروسية الأوكرانية، والجهود الإنسانية المرتبطة بها.
واختتم الوزير بالتأكيد على تطلع المجلس الأعلى لتولي المملكة العربية السعودية رئاسة الدورة السابعة والأربعين، واعتماد البيان الختامي وإعلان الصخير – قمة البحرين (2025).
من جانبه، أعرب معالي السيد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون، عن بالغ الشكر والتقدير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، على حسن الاستضافة والتنظيم، كما ثمّن الدور الإيجابي لدولة الكويت خلال رئاستها للدورة السابقة، وما تحقق خلالها من إنجازات أسهمت في تعزيز مكانة المجلس إقليميًا ودوليًا.
وأشار الأمين العام إلى أن القمة ناقشت عددًا من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتم اعتماد قرارات مهمة من شأنها دعم مسيرة التنمية والرفاه لشعوب دول المجلس، وتعزيز التكامل الخليجي، مؤكدًا أن مشاركة رئيسة وزراء إيطاليا تعكس رغبة مشتركة في توسيع آفاق التعاون مع أوروبا ودول البحر المتوسط، وترسّخ الرسائل الإيجابية التي حملتها قمة البحرين بشأن صلابة العمل الخليجي المشترك وإرادة تطويره.



