عناق الحرية.. فلسطين تحتفل بالعائدين من خلف القضبان

هرمز نيوز: وكالات
في مشهد تختلط فيه الدموع بالابتسامات، والعناق بالذهول، عاش الفلسطينيون لحظات استثنائية مع عودة دفعة من الأسرى إلى أحضان عائلاتهم، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. كانت الدقائق الأولى للقاء تختصر سنوات طويلة من الفقد والانتظار، حين احتضن الأهل أبناءهم الخارجين من عتمة الزنازين إلى ضوء الحرية.
وجوه أنهكها الاعتقال لكنها أشرقت بوهج الصمود، وملامح حملت آثار القيد لكنها لم تفقد بريق الإيمان بالحرية. وبين الدموع التي سالت من العيون المتعبة، كانت فلسطين حاضرة في كل تفاصيل المشهد؛ في دموع الأمهات، وفي ارتجاف الأيدي الممتدة نحو الأحبة، وفي نظرات الغائبين الذين ما زالوا خلف القضبان.
ووفقًا لبيانات مكتب إعلام الأسرى، فقد أفرجت إسرائيل عن 1968 أسيرًا فلسطينيًا في هذه المرحلة، بينهم 250 أسيرًا من المحكومين بالمؤبد والأحكام العالية، و1718 أسيرًا من قطاع غزة اعتُقلوا بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وجرى نقل الأسرى المفرج عنهم من عدة سجون مركزية، من بينها سجن “عوفر” غرب رام الله وسجن “كتسيعوت” في النقب، قبل أن يصلوا إلى وجهاتهم النهائية.
تأتي هذه العملية ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل التي تشرف عليها لجنة ثلاثية تضم مصر وقطر والولايات المتحدة، في إطار خطة وقف إطلاق النار التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري.
الوجع لم يكن غائبًا عن المشهد؛ فالكثير من الأسرى خرجوا بأجساد منهكة ووجوه شاحبة تحكي فصولًا من التعذيب والإهمال الطبي داخل المعتقلات. بعضهم فقد وزنه بشكل ملحوظ، وآخرون خرجوا بكسور لم تلتئم وجروح لم تندمل، بينما بقي خلفهم رفاق غيّبتهم السجون أو استشهدوا بصمت.
كانت لحظة الحرية ثقيلة بالدموع ومفعمة بالكرامة، حين وقف المحررون يتكئون على بعضهم في مشهد مهيب؛ أجساد أنهكها الألم، وعيون تلمع بعزة لا توصف. في نظراتهم رسالة صامتة للعالم: أن الحرية في فلسطين لا تُمنح، بل تُنتزع من بين أنياب القيد مهما طال الزمن.